أهم ماجاء في الحلقة (22)

( الحلقة الثانية والعشرين )

{ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ الله وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } الزمرّ

عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن - تملأ - ما بين السماوات والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه ، فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم .


- أن تتطهر تكون قد حصلت على نصف الإيمان وأهم الطهور الوضوء , والمولى جعل التيمم سبيل إذا قطعت المياه كي يلفت الأنظار سبحانه وتعالى إلى قيمة الوضوء .

- الوضوء ليس بمعنى النظافة ! المسلم يجب أن يكون نظيفاً طوال الوقت , والوضوء للصلاة بغسل الأعضاء طهارة من إثم أو لفظ و.. ليبين لك أهمية الوقوف بين يدي الخالق تبارك وتعالى .

- قول الرسول في هذا الحديث جامع وعندما يقول " والصبر ضياء " كأنه يعني أنك لو لم تصبر في الوضوء لن تتوضأ كما يجب ! وعدم صبرك في الحمد والتسبيح والصلاة لن يجعلك تجيدهم وهكذا ..

- الحديث لم يتطرق للصيام من بين التلميح للعبادات المذكورة فيه فأين هو! " الصيام تضمنه الصبر "

- الصبر أهم شيء في الصيام وأهم شيء في الصلاة والحج و.. , الصبر " ركن " .

- { يَآأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصّبْرِ وَالصّلاَةِ } { وَاسْتَعِينُواْ بِالصّبْرِ وَالصّلاَةِ وَإِنّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } ياأيها الذين آمنوا اثبت الإيمان وبالتالي الإسلام ويريد منهم التقوى والإحسان في آيات أخرى , كأن مناط هذا الصبر .

- الحمدلله لها علاقة بالصبر فساعة حدوث الأزمة للإنسان تدل تصرفاته وأعماله على أربع اتجاهات : إما أن يسخط هذا العبد ويرفض المصيبة ويحتج عليها , أو يصبر , أو يرضى , أو يشكر .

- و هناك درجتين أعلى من الصبر فقط : مع الصبر الشكر ومع الشكر الرضا ,فإتجاه السخط لا يأخذ أي من الإتجاهات الثلاث الباقية معه !من غير الممكن أن تسخط وترضى أو تصبر وتشكر .

- إنما الصبر عند الصدمة الأولى : روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال لها : " اتقي الله واصبري" فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي – ولم تعرفه – فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك فقال : " إنما الصبر عند الصدمة الأولى "

- في مطلع حديث الرسول الذي أسسه على قول القرآن "الطهورشطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان " يعلمك تتطهر وتحمد وتتمت الحديث كأنه يريد أن يعلمنا أن الصبر مناط كل ماجاء فيه .

- البسملة هي تطبيق لقوله تعالى في أول القرآن { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} اي كلما تقرأ تقرأ بإسم ربك الذي خلق فلن تقول بإسم ربيّ الذي خلق ! فوقعها الخالق بمن ربك الذي خلق ؟ :الله الرحمن الرحيم فكلما تقرأ قرآن تقول بسم الله الرحمن الرحيم . وقبلها أمرك بالإستعاذة من الشيطان الرجيم .

- أول آية في الكتاب بعد الإستعاذة والبسملة { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ليست من قبيل الصدفة ,كأننا بالله تبارك وتعالى يقول لنا أن الحمد كلمة لابد أن تكون في كل الأمور وهي بفضل الله مزدوجة الأداء بالتجربةالعملية : تُقال عند الكرب فتفرجه وتُقال عند الخيرفتزيده , فالحمدلله على أي حال وكل حال , لذلك (الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن - تملأ - ما بين السماوات والأرض ) .

- من الذكاء أن تقول عند المصيبة والأهوال سبحان الله والحمدلله وذلك لعدم قدرتك على تغيرها أوإرجاعها { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } .

- الحمدلله تملأ الميزان كم تأخذ عليها من الأجر فتثقل الميزان !الناس يوم القيامة مقسومة على إثنين { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ } {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } ثَقل الميزان عند كل أمر وحادثة مصيبة وخطب جلل وكل كرب " الحمدلله -سبحان الله – الحمدلله " الحمدلله تعطيك حسنات تملأ الميزان وتثقله ,وسبحان الله والحمدلله يملآن مابين السموات والأرض . هذا هو الفكر المُحمََديّ المبدع .

- القرآن حجة لك أو عليك ! قراءته سريعاً من أجل الحسنات لن تنفعك , تقرأ وتطبق القرآن لك .. تقرأ ولاتطبق القرآن عليك . ماالذي يجعلك تقرأ ولاتطبق ؟ إنعدام الصبر . ولذلك الصبر ضياء .