طريق الهداية - التوبة والاستغفار 92 ( حلقة أسئلة مفتوحة عن الإإنسان مسير أو مخير؟ )
صفحة 1 من اصل 1
طريق الهداية - التوبة والاستغفار 92 ( حلقة أسئلة مفتوحة عن الإإنسان مسير أو مخير؟ )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتكلم الدكتور في هذه الحلقة
المقدم: ربنا سبحانه وتعالى أمره بين الكاف والنون وقد سبق وتكلمنا في الحلقات السابقة عن قضية الخلق ومسألة (ثم يقول له) و(ثم) هذه سببت إشكالية عند بعض الناس عندما تصورت أن الأمر والخلق والعملية كلها تتم بين الكاف والنون إذن ما معنى (يقول له) في البداية؟ وما دلالة (ثم)؟ هذه أسئلة حاولنا أن نتناقش فيها وسنبدأ اليوم وضع الخلاصة فيها ثم نتابع عملية ارتحال بين آيات القرآن الكريم نعود لسورة السجدة وفهمنا العميق لها تصحيحاً للعقيدة.
د. هداية: بداية قلنا أن الله تبارك وتعالى قضاؤه لا يرد وقضاؤه يتم فور المشيئة والإرادة على عكسنا نحن تماماً وضربنا مثالاً أننا نحن إذا أردنا شيئاً نفكر فيه ثم نخطط له ثم نجربه ثم ننفذ إنما المولى عز وجل (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (له) يعني الشيء ساعة أراد الله تبارك وتعالى وُجِد وتمّ خلقه والآية التي ذكرتها................
سؤال المقدم: هذه المسألة التي نتكلم عنها هل الإنسان مسير أو مخير؟
د. هداية: أنت مسير في أمور ليس لك دخل بها كالميلاد والرزق والبعث لكن مخير في سعيك على الرزق يعني مقدار الرزق هذه للمولى عز وجل لكن سعيك عليه أنت مسؤول عنه أنت مقدر لك ألف جنيه يوم ......................
سؤال المقدم: بعض أساتذة علم الاجتماع هناك مدارس منهم تقول أن الإنسان وليد البيئة التي ولد فيها وهي التي تؤثر على صلاحه أو طلاحه ويقولون أن واحد وُلِد في بيئة صالحة من أم وأب مسلمين وربوه تربية صالحة وأخلاقه جيده فصار الولد مثل أبيه يذهب للمسجد وأخلاقه جيدة وهو ميسور الحال وكبر وتعلم ودينه جيد وولد آخر وُلِد في بيئة غير صالحة وفقيرة فقر الفكر والمال وأمه وأبوه لم يربوه على الدين ولا يهتمون هل الرزق الذي يكسبونه من حلال أو من حرام فنشأ الولد في هذه البيئة وصار نشالاً أو سارقاً فهل هذا الولد مظلوم؟ ما ذنبه هو إن لم يربه أبويه في بيئة صالحة والكل من حوله علمه أن حتى يأكل عليه أن يسرق أو يختلس فهكذا تكون الأقدار ظلمت هذا ونصفت هذا؟
د هداية: أبداً، كل نظريات علم النفس وعلم الاجتماع نظريات إطلاقها ليس صحيحاً فأنت ترى إمام مسجد يخرج من صلبه ولد فاسد والعكس بالعكس وفي البيئات الراقية شاهدنا بأنفسنا حتى لو كانت البيئة سيئة إنما يخرج منها أولاد صالحين فالمسألة نسبية. القضية في أن المولى عز وجل لم يظلم أحداً أبداً بدليل أعطني منهجاً واحداً قال صاحبه وهو يضعه (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) إلا هذا المنهد الحق؟! (لا إكراه في الدين) وذكرنا سابقاً.........................
سؤال المقدم: هناك أكثر من نقطة فيما يتعلق بمسألة الجنة والنار وذكرنا في حلقة سابقة عن حديث "إن الإنسان ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها" والعكس بالعكس وناك من يقول ألا يقول الله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) لنفترض أني منذ سبعين سنة وأنا أعمل حسنات فالمفروض أن يكون قد كتب في كتابي على الأقل حسنات سبعين سنة والله يضاعف لمن يشاء وعند سن واحد وسبعين أخطأت خطأ وضعفت ومت عليها فهل من غلطة واحدة حتى لو لم أتب عنها أو مت عليها وجاءني تلفون من إحدى السيدات الفضليات تقول أنها امرأة كبيرة تصلي وتصوم وتعيش وحيدة في الدنيا وهي ليس لها علاقة بأحد وتعيش وحدها وهي فقط تؤنس وحدتها بسيجارة وتقول أنتم قلتم أن السيجارة معصية وحرام بفتوى شرعية وأنها ضرر للنفس والمال ثم بدات بالبكاء وتقول أن الكلام الذي تقولونه وأنا امرأة طيبة وعلاقاتي بالجميع جيدة ولا أرتكب أخطاء وأعيش لوحدي هل سيذهب إلى عملي الصالح وعبادتي وحبي لله تبارك وتعالى سيذهب هدراً إذا مت وأنا أمشك السيجارة وأرمى في جهنم؟
د. هداية: الحديث لم يقل هذا أبداً، الكلام الذي ذكرته أنت ينطبق عليه قوله تعالى (فأما من ثقلت موازينه) (وأما من خفت موازينه) يعني إنسان عمل حسنات في حياته ستوزن وستوزن سيئاته لكن الحديث يتكلم عن عمل أهل النار (فيعمل بعمل أهل النار) عمل أهل النار يعني كفر يعني العقيدة تحولت فأصبح العمل هدراً ليس..................
سؤال المقدم: افترض أن هناك إثنان كفار ملحدين واحد يعمل خيراً وآخر معه في الإلحاد لكن يسرق ويقتل لما يدخلا النار بأمر الله هل يدخلا في نفس المنزلة؟
د. هداية: لا ليسا في نفس المنزلة. وذكرنا سابقاً أن أقل الجنة جنة وأقل النار نار إنما نحن نقول منطقية الميزان هي لواحد شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لكن الذي قال ليس هناك إله ويقول كل هذا كلام فارغ فكيف توزن له؟ هذا ينطبق عليه (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه) لكن................................
سؤال المقدم: أو كأنك ترى أنه يراك لأن الناس تنسى في بعض الأحيان فالله تعالى موجود في كل مكان لكنهم غير مستحضرين أن الله مطلع عليهم. هذه السيدة الكبيرة لو تخيلت لحظة أنه كشف عنك الحجاب ورأيت الله عز وجل هل يمكن في تلك اللحظة أن تأخذي سيجارة وتدخينها؟!
د. هداية: هذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإن كنت غير قادرة على تصور هذا فإن الله يراك يراك.
سؤالالمقدم: اسئلة كثيرة تدور في ذهني ونحن نناقش الآيات في مسألة القضاء والقدر ومسألة (كن فيكون) كل واحد له مكان في الجنة ومكان في النار قبل أن يُخلق وسيشغر أحد هذين المكانين لا محالة فلو كان في الجنة سيشغر مكانه في النار والعكس بالعكس. نحن سنخصص إن شاء الله حلقة عن مسألة الدخول والخروج إلى الجنة أو النار لكن نذكر المشاهدين أنه في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول قد حرّم الله عليه النار"
د. هداية: القضية قائمة على حديث الناس مطمئنة له جداً وهو "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" البعض يقول يدخل النار قليلاً ثم يدخل الجنة نتيدة أعماله هذا الذي يفهمونه من الأحاديث ورغم أنها في البخاري ومسلم قلنا أنه علينا أن نأخذ الأمور بمنطقية الأحداث، القرآن يقول لا خروج والأحاديث تقول خروج، لدينا حديث في مسلم، هم يقولون أن هذا يدخل الجنة لكن بعد أن يدخل النار قليلاً، هذا الحديث في مسلم :"من شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرّم الله عليه النار" إذن الشهادة أو القول يجب أن يتبعهم العمل أم أنهم يريدون القول أنه من شهد أنه لا إله إلا الله وزنى..................................
سؤال المقدم: الحديث يقول "شفاعتي حق لأهل الكبائر من أمتي"؟!
د. هداية: الحديث على رأسي لكن أن أقول أن الله تبارك وتعالى يقول (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)) قلنا أن الأثام جزاء الإثم (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)) الذي لا يدخل أبداً هو الذي تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فالله تعالى سيبدل سيئاته السابقة حسنات أو أن الله تعالى يغفر له فيجعل مستقبله كله حسنات، هذا كيف....................................
سؤال المقدم: نعود لسورة السجدة قال تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)) قال المجرمون ولم يقل الكفار؟
د. هداية: المجرم في هذه الآية كل شيء فيه إجرام نفهم ما معنى إجرام نفهم أن المجرم هو الكافر والمشكر والفاسق. القرآن يقسم الناس إلى اثنين (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) لما تقول الأبرار يعني هم المسلم والمتقي والمحسن والمؤمن والمسلم الوجه لله ............
المقدم: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12))
د. هداية: قال تعالى رداً عليهم (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) يعني لو أن المولى لم يردهم مؤمنين ما كانوا مؤمنين بالأساس وكان سيكون هناك إجبار على العبودية ولن تنفع عندها (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) أنت.....................
المقدم: (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13))
د. هداية: العذاب لا يكون مؤقتاً أبداً، إسمه عذاب الخلد يعني على طول لو كنا واعيين نقول اللهم اكتبنا من أهل الجنة، لا أدخلني النار قليلاً ثم أخرجني! اللهم اجعلني من أهل الجنة اللهم اكتب لي التوبة، اللهم اجعلني من المتطهرين، اللهم ثبتني على الإيمان، لا أحد يقول أدخلني النار قليلاً ثم أخرجني هذا دعاء غريب..................
سؤال المقدم: في سورة السجدة الآية 15 (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) ما هو السجود المقصود في الآية مع التذكير بالآيات هل هو سجود التلاوة أو أن المعنى أكبر بكثير وكأنه يسجد بكل جوارحه وفكره؟
د. هداية: ما معنى تسجد؟ يعني يطبق ويخشع برضى. (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا) ذكروا هذه تبين أن الفطرة داخل النفس البشرية هي التي جعلته يقول لك أين الطريق؟ أو يقول لك علّمني؟ (إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا).
سؤال المقدم: ما علاقة السجود بعد التسبيح؟
د. هداية: السجود هنا مطلق الخضوع والخشوع وإعلان الرضى بما قضى الله سلباً وإيجاباً إن كان خيراً أو شراً وأذكرك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل "وأن تؤمن .............
سؤال المقدم: بعض الناس تقول إذا ظلمت أو أصبها شر تقول لماذا أنا يا رب؟ خاصة في العلاقات الزوجية إذا ظلم طرف الطرف الآخر يقول هذه عشرة العمر فكيف يفعل هذا؟ لماذا يا رب؟
د. هداية: التسبيح يعني الحمد لله الذي كان في قضائه عليّ رحمة وأكون مقتنعاً أن هذا القضاء أفضل من أي شيء آخر ومهما كان من وجهة نظري سيء فيجب أن أكون راضياً ................
سؤال المقدم: ما دلالة ترتيب الملائكة بعد الله ثم الكتب ثم الرسل؟
د. هداية: لأن الملائكة هي التي أتت بالكتاب إلى الرسل لكن أنت تؤمن بالملائكة هنا تأخذنا إلى المشركين الذين قالوا إن الملائكة بنات الله، تؤمن بالملائكة على أنهم عباد. ذكرنا في أسئلة القبر "ماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث إليكم؟" الناس تتصور أن الإجابة .....
د. هداية: هو صلى الله عليه وسلم قال لهم: "تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إذا اعتصتم به كتاب الله" وستسألون عني فماذا أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك أدّيت وبلغت ونصحت. وأنتم تسألون عنه. الذي يقف أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم عليه أن يشهد له أولاً أن الرسالة جاءته عن طريقه صلى الله عليه وسلم ولذلك في محكم التنزيل (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) آل عمران) إثبتها ل.................
على هذا الرابط تجدون الحلقة كاملة
http://www.islamiyyat.com/drhedaya/2009-01-18-17-58-00/615-----92.html
يتكلم الدكتور في هذه الحلقة
المقدم: ربنا سبحانه وتعالى أمره بين الكاف والنون وقد سبق وتكلمنا في الحلقات السابقة عن قضية الخلق ومسألة (ثم يقول له) و(ثم) هذه سببت إشكالية عند بعض الناس عندما تصورت أن الأمر والخلق والعملية كلها تتم بين الكاف والنون إذن ما معنى (يقول له) في البداية؟ وما دلالة (ثم)؟ هذه أسئلة حاولنا أن نتناقش فيها وسنبدأ اليوم وضع الخلاصة فيها ثم نتابع عملية ارتحال بين آيات القرآن الكريم نعود لسورة السجدة وفهمنا العميق لها تصحيحاً للعقيدة.
د. هداية: بداية قلنا أن الله تبارك وتعالى قضاؤه لا يرد وقضاؤه يتم فور المشيئة والإرادة على عكسنا نحن تماماً وضربنا مثالاً أننا نحن إذا أردنا شيئاً نفكر فيه ثم نخطط له ثم نجربه ثم ننفذ إنما المولى عز وجل (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (له) يعني الشيء ساعة أراد الله تبارك وتعالى وُجِد وتمّ خلقه والآية التي ذكرتها................
سؤال المقدم: هذه المسألة التي نتكلم عنها هل الإنسان مسير أو مخير؟
د. هداية: أنت مسير في أمور ليس لك دخل بها كالميلاد والرزق والبعث لكن مخير في سعيك على الرزق يعني مقدار الرزق هذه للمولى عز وجل لكن سعيك عليه أنت مسؤول عنه أنت مقدر لك ألف جنيه يوم ......................
سؤال المقدم: بعض أساتذة علم الاجتماع هناك مدارس منهم تقول أن الإنسان وليد البيئة التي ولد فيها وهي التي تؤثر على صلاحه أو طلاحه ويقولون أن واحد وُلِد في بيئة صالحة من أم وأب مسلمين وربوه تربية صالحة وأخلاقه جيده فصار الولد مثل أبيه يذهب للمسجد وأخلاقه جيدة وهو ميسور الحال وكبر وتعلم ودينه جيد وولد آخر وُلِد في بيئة غير صالحة وفقيرة فقر الفكر والمال وأمه وأبوه لم يربوه على الدين ولا يهتمون هل الرزق الذي يكسبونه من حلال أو من حرام فنشأ الولد في هذه البيئة وصار نشالاً أو سارقاً فهل هذا الولد مظلوم؟ ما ذنبه هو إن لم يربه أبويه في بيئة صالحة والكل من حوله علمه أن حتى يأكل عليه أن يسرق أو يختلس فهكذا تكون الأقدار ظلمت هذا ونصفت هذا؟
د هداية: أبداً، كل نظريات علم النفس وعلم الاجتماع نظريات إطلاقها ليس صحيحاً فأنت ترى إمام مسجد يخرج من صلبه ولد فاسد والعكس بالعكس وفي البيئات الراقية شاهدنا بأنفسنا حتى لو كانت البيئة سيئة إنما يخرج منها أولاد صالحين فالمسألة نسبية. القضية في أن المولى عز وجل لم يظلم أحداً أبداً بدليل أعطني منهجاً واحداً قال صاحبه وهو يضعه (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) إلا هذا المنهد الحق؟! (لا إكراه في الدين) وذكرنا سابقاً.........................
سؤال المقدم: هناك أكثر من نقطة فيما يتعلق بمسألة الجنة والنار وذكرنا في حلقة سابقة عن حديث "إن الإنسان ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها" والعكس بالعكس وناك من يقول ألا يقول الله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) لنفترض أني منذ سبعين سنة وأنا أعمل حسنات فالمفروض أن يكون قد كتب في كتابي على الأقل حسنات سبعين سنة والله يضاعف لمن يشاء وعند سن واحد وسبعين أخطأت خطأ وضعفت ومت عليها فهل من غلطة واحدة حتى لو لم أتب عنها أو مت عليها وجاءني تلفون من إحدى السيدات الفضليات تقول أنها امرأة كبيرة تصلي وتصوم وتعيش وحيدة في الدنيا وهي ليس لها علاقة بأحد وتعيش وحدها وهي فقط تؤنس وحدتها بسيجارة وتقول أنتم قلتم أن السيجارة معصية وحرام بفتوى شرعية وأنها ضرر للنفس والمال ثم بدات بالبكاء وتقول أن الكلام الذي تقولونه وأنا امرأة طيبة وعلاقاتي بالجميع جيدة ولا أرتكب أخطاء وأعيش لوحدي هل سيذهب إلى عملي الصالح وعبادتي وحبي لله تبارك وتعالى سيذهب هدراً إذا مت وأنا أمشك السيجارة وأرمى في جهنم؟
د. هداية: الحديث لم يقل هذا أبداً، الكلام الذي ذكرته أنت ينطبق عليه قوله تعالى (فأما من ثقلت موازينه) (وأما من خفت موازينه) يعني إنسان عمل حسنات في حياته ستوزن وستوزن سيئاته لكن الحديث يتكلم عن عمل أهل النار (فيعمل بعمل أهل النار) عمل أهل النار يعني كفر يعني العقيدة تحولت فأصبح العمل هدراً ليس..................
سؤال المقدم: افترض أن هناك إثنان كفار ملحدين واحد يعمل خيراً وآخر معه في الإلحاد لكن يسرق ويقتل لما يدخلا النار بأمر الله هل يدخلا في نفس المنزلة؟
د. هداية: لا ليسا في نفس المنزلة. وذكرنا سابقاً أن أقل الجنة جنة وأقل النار نار إنما نحن نقول منطقية الميزان هي لواحد شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لكن الذي قال ليس هناك إله ويقول كل هذا كلام فارغ فكيف توزن له؟ هذا ينطبق عليه (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه) لكن................................
سؤال المقدم: أو كأنك ترى أنه يراك لأن الناس تنسى في بعض الأحيان فالله تعالى موجود في كل مكان لكنهم غير مستحضرين أن الله مطلع عليهم. هذه السيدة الكبيرة لو تخيلت لحظة أنه كشف عنك الحجاب ورأيت الله عز وجل هل يمكن في تلك اللحظة أن تأخذي سيجارة وتدخينها؟!
د. هداية: هذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإن كنت غير قادرة على تصور هذا فإن الله يراك يراك.
سؤالالمقدم: اسئلة كثيرة تدور في ذهني ونحن نناقش الآيات في مسألة القضاء والقدر ومسألة (كن فيكون) كل واحد له مكان في الجنة ومكان في النار قبل أن يُخلق وسيشغر أحد هذين المكانين لا محالة فلو كان في الجنة سيشغر مكانه في النار والعكس بالعكس. نحن سنخصص إن شاء الله حلقة عن مسألة الدخول والخروج إلى الجنة أو النار لكن نذكر المشاهدين أنه في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول قد حرّم الله عليه النار"
د. هداية: القضية قائمة على حديث الناس مطمئنة له جداً وهو "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" البعض يقول يدخل النار قليلاً ثم يدخل الجنة نتيدة أعماله هذا الذي يفهمونه من الأحاديث ورغم أنها في البخاري ومسلم قلنا أنه علينا أن نأخذ الأمور بمنطقية الأحداث، القرآن يقول لا خروج والأحاديث تقول خروج، لدينا حديث في مسلم، هم يقولون أن هذا يدخل الجنة لكن بعد أن يدخل النار قليلاً، هذا الحديث في مسلم :"من شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرّم الله عليه النار" إذن الشهادة أو القول يجب أن يتبعهم العمل أم أنهم يريدون القول أنه من شهد أنه لا إله إلا الله وزنى..................................
سؤال المقدم: الحديث يقول "شفاعتي حق لأهل الكبائر من أمتي"؟!
د. هداية: الحديث على رأسي لكن أن أقول أن الله تبارك وتعالى يقول (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)) قلنا أن الأثام جزاء الإثم (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)) الذي لا يدخل أبداً هو الذي تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فالله تعالى سيبدل سيئاته السابقة حسنات أو أن الله تعالى يغفر له فيجعل مستقبله كله حسنات، هذا كيف....................................
سؤال المقدم: نعود لسورة السجدة قال تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)) قال المجرمون ولم يقل الكفار؟
د. هداية: المجرم في هذه الآية كل شيء فيه إجرام نفهم ما معنى إجرام نفهم أن المجرم هو الكافر والمشكر والفاسق. القرآن يقسم الناس إلى اثنين (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) لما تقول الأبرار يعني هم المسلم والمتقي والمحسن والمؤمن والمسلم الوجه لله ............
المقدم: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12))
د. هداية: قال تعالى رداً عليهم (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) يعني لو أن المولى لم يردهم مؤمنين ما كانوا مؤمنين بالأساس وكان سيكون هناك إجبار على العبودية ولن تنفع عندها (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) أنت.....................
المقدم: (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13))
د. هداية: العذاب لا يكون مؤقتاً أبداً، إسمه عذاب الخلد يعني على طول لو كنا واعيين نقول اللهم اكتبنا من أهل الجنة، لا أدخلني النار قليلاً ثم أخرجني! اللهم اجعلني من أهل الجنة اللهم اكتب لي التوبة، اللهم اجعلني من المتطهرين، اللهم ثبتني على الإيمان، لا أحد يقول أدخلني النار قليلاً ثم أخرجني هذا دعاء غريب..................
سؤال المقدم: في سورة السجدة الآية 15 (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) ما هو السجود المقصود في الآية مع التذكير بالآيات هل هو سجود التلاوة أو أن المعنى أكبر بكثير وكأنه يسجد بكل جوارحه وفكره؟
د. هداية: ما معنى تسجد؟ يعني يطبق ويخشع برضى. (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا) ذكروا هذه تبين أن الفطرة داخل النفس البشرية هي التي جعلته يقول لك أين الطريق؟ أو يقول لك علّمني؟ (إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا).
سؤال المقدم: ما علاقة السجود بعد التسبيح؟
د. هداية: السجود هنا مطلق الخضوع والخشوع وإعلان الرضى بما قضى الله سلباً وإيجاباً إن كان خيراً أو شراً وأذكرك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل "وأن تؤمن .............
سؤال المقدم: بعض الناس تقول إذا ظلمت أو أصبها شر تقول لماذا أنا يا رب؟ خاصة في العلاقات الزوجية إذا ظلم طرف الطرف الآخر يقول هذه عشرة العمر فكيف يفعل هذا؟ لماذا يا رب؟
د. هداية: التسبيح يعني الحمد لله الذي كان في قضائه عليّ رحمة وأكون مقتنعاً أن هذا القضاء أفضل من أي شيء آخر ومهما كان من وجهة نظري سيء فيجب أن أكون راضياً ................
سؤال المقدم: ما دلالة ترتيب الملائكة بعد الله ثم الكتب ثم الرسل؟
د. هداية: لأن الملائكة هي التي أتت بالكتاب إلى الرسل لكن أنت تؤمن بالملائكة هنا تأخذنا إلى المشركين الذين قالوا إن الملائكة بنات الله، تؤمن بالملائكة على أنهم عباد. ذكرنا في أسئلة القبر "ماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث إليكم؟" الناس تتصور أن الإجابة .....
د. هداية: هو صلى الله عليه وسلم قال لهم: "تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إذا اعتصتم به كتاب الله" وستسألون عني فماذا أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك أدّيت وبلغت ونصحت. وأنتم تسألون عنه. الذي يقف أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم عليه أن يشهد له أولاً أن الرسالة جاءته عن طريقه صلى الله عليه وسلم ولذلك في محكم التنزيل (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) آل عمران) إثبتها ل.................
على هذا الرابط تجدون الحلقة كاملة
http://www.islamiyyat.com/drhedaya/2009-01-18-17-58-00/615-----92.html
مواضيع مماثلة
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 94 ( حلقة اسئلة مفتوحة )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 91 ( حلقة اسئلة مفتوحة )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 89 ( قضية القضاء والقدر - مسير ومخير )
» طريق الهداية - حلقة التوبة والاستغفار
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 90( حلقة اسئلة عن الفرق بين الخلق والكينونة )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 91 ( حلقة اسئلة مفتوحة )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 89 ( قضية القضاء والقدر - مسير ومخير )
» طريق الهداية - حلقة التوبة والاستغفار
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 90( حلقة اسئلة عن الفرق بين الخلق والكينونة )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى