* قاعدة قرآنية في إتباع الهدى*
صفحة 1 من اصل 1
* قاعدة قرآنية في إتباع الهدى*
د / محمد هداية :
{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً* وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } (طـه)
{فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ } (وبالتالي) { وَلا يَشْقَى }..
بمعنى الله تبارك وتعالى ساعة يرسل المنهج السماوي إلى الأرض هذا يكون بمثابة تشريع إفعل ولا تفعل.. إن إتبعت هذا التشريع بما له كله أي لا نأخذ أمرًا ونترك آخر، أنا مؤمن أنا مسلم لكن مسألة الحج لاتعجبني , و مسألة الحجاب لاتعجبني .. لكن مسألة.. و ..
هذا كلام لا يصح.. لذلك {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ} .. كله..{ فَلا يَضِلُّ } .. في الدنيا وبالتالي { وَلا يَشْقَى } في الآخرة .. { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي } .. هنا نحتاج وقفة .. ساعة قال : فمن تبع .. لم يقل : ذكري , قال : هُداي ..
وكأن المنهج الإلهي بالتكليف إفعل ولا تفعل هو الهدى، هو الهداية، هو الطريق السوي، هو الصراط المستقيم، ولذلك قال من تبع .. لم يقل ذكري .. لأن الذكر توقيع من المتبع فقال عز من قال { فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ }
ولو لاحظت في كتابنا الحكيم في قرآننا العظيم ساعة أراد الله تبارك وتعالى أن يجعل القرآن كتابًا ، ترتيب القرآن أول سورة كانت إقرأ .. ترتيب الكتاب أول سورة الفاتحة، السورة الثانية في القرآن كانت القلم، السورة الثانية في الكتاب البقرة .. علماً بأن سورة البقرة هي رقم 87 في النزول، أي سورة البقرة في القرآن رقم 87، جعلها الله الثانية في الكتاب وقال على رأسها {الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} (البقرة) { فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ} ..
فالهدى هو القرآن الذي هدى الله به هذه الأمة وجعلها على الوسطية باتباع الصراط المستقيم.. وانتبه لترتيب الآيات.. الذي هو في سورة الفاتحة { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
.. { الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة..} (الآيات ) نريد أن ننتبه جيداً في قول الحق { فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى.. وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} .. إذاً الذي لا يتبع الهدى كأنه أعرض عن ذكر الله تبارك وتعالى .. وهذا الذي أعرض عن ذكر الله تبارك وتعالى إتبع من ؟ .. الآية الأولى تقول { اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} .. لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة .. فهو في الآخر في جنات عدن في جنات عليين في الفردوس في أي جنة من جنات السماء بفضل الله تبارك وتعالى ..
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} .. فهذا لم يتبع هدي الله تبارك وتعالى.. فماذا إتبع ؟
{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}(الروم:29)
أولئك طالما لم يتناولوا الهدى الذي هو المنهج الذي هو كل رسالة من السماء إلى الأرض على يد كل نبي أو رسول من عهد آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن عهد محمد إلى أن تقوم الساعة .. القرآن .. المنهج هو القرآن الكتاب . هذا الذي أعرض عن هذا الكتاب إتبع هواه .. وإذا إتبع هواه ظلم نفسه، وظلم بيئته، وظلم مجتمعه، وظلم أمته، وقد يكون بهذا الظلم قد خرج من وسطية الأمة.. وبالتالي هو أعرض عن ذكر الله، فاسمعوا هذا التوقيع ووقعوه في نفوسكم { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } في الدنيا ..{وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.. هو كان مبصرًا فيتعجب يوم القيامة { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } ؟!
إسمعوا التوقيع الإلهي المبدع .. قال : { قَالَ كَذَلِكَ } ، أظن ( كذلك ) هنا تذكرنا ( بكذلك ) في " كذلك جعلناهم " .. الكاف هنا لماذا ؟
للتشبيه .. وذلك الذي حدث .. فماالذي حدث !
أنه حُشر يوم القيامة أعمى .. هل الجملة هكذا صحيحة ؟ " حُشر يوم القيامة " ؟ ماضي مع مستقبل !
نعم .. هكذا توقيع أفعال الله تبارك وتعالى .. إذا أردت أن تتكلم بصيانة إحتمال اللفظ اللغوي في القرآن فافعل ما علمك الله في قرآنه .. { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} أتى فعل ماض، ولا تستعجلوه مضارع ومستقبل .. كيف تتسق ؟
كأن بالله يقول لك إذا قال الله أمرًا فاعتبره حدث .. لأن المتكلم هو الله .. هذا الذي حشره الله يوم القيامة أعمى وتعجب وقال { رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً} .. قال كذلك ، أي كذلك حشره الله يوم القيامة أعمى لماذا ؟
لأنه عندما أتته آيات الله تبارك وتعالى نسيها .. " نسيها " ماذا تعني ؟
أي هو فهمها ؟ .. نعم .
وأيقن أنه الحق من ربه ؟ .. نعم .
ولذلك التوقيع القرآني لم يقل أتته الآيات " فلم يفهمها " ، آتته الآيات " فأعرض عنها" .. لا , بل : ( فنسيها) .. { قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }.. نسيتها ماذا تعني ؟ تعني أنت علمت أنه الحق من الله .
نريد أن نستخرج من هذا المشهد { قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ} .. أي كما أتتك الآيات ونسيتها سينساك الله تبارك وتعالى .. كيف ينساه وهو الذي يحاسبه ؟ هنا نحتاج وقفة .. {فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} .. إذا كان يحاسبه يكون نسيه !
هذا نسيان من الرحمة .. لأن الله تبارك وتعالى من أعز صفاته أنه الرحمن الرحيم .. فبرحمة الله تبارك وتعالى هدانا للإسلام ، وبرحمة الله تبارك وتعالى هدانا للإيمان ، وبرحمة الله هدانا للإحسان ، وبرحمة الله .. وبرحمة الله ..
ولذلك دعاء أهل الجنة في الجنة لم يقولوا نحن دخلنا الجنة لأننا فعلنا وكنا أبطال وكنا علماء.. وكنا.. لا.. دعاء أهل الجنة في الجنة {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }..
هذه القاعدة أوردها الله القرآن وجعلها في اللحظة التي خرج آدم فيها من جنة الأرض إلى الأرض .. من نعيم أراد الله تبارك وتعالى به أن يدربه على المعصية وعلى التوبة ، وأخرجه من الجنة على هذا المنهج الحق ..
{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً* وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } (طـه)
قاعدة قرآنية من عهد آدم إلى يوم القيامة ، أوردها الله قرآننا حتى نفهم نحن المسلمين لله حقيقة العلاقة بيننا وبين الحق تبارك وتعالى أنت خلقت على منهج إتبعت المنهج فبها ونعمة ، خالفت المنهج فأنت والعياذ بالله من أهل النار ..
قولا واحدا لا يقبل القسمة على 2 { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} ، لايوجد لون رمادي .. { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } .. { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } .. لايوجد الميزان المتساوي .. هذا هو الكلام يوم القيامة .
أي يوم القيامة ليس لدينا حلول وسط، لدينا إما جنة وإما نار .
" أسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا درجة العبودية في الدنيا لنهتدي إلى جنة النعيم في الآخرة فلا نقول كهؤلاء الذين إبتعدوا عن وسطية الأمة أو أعرضوا عن ذكر الله تبارك وتعالى حتى لا تكون لنا معيشة ضنكًا .. ولا الحشر يوم القيامة على العمى .. أسأل الله أن نكون من أهل جنات النعيم .. "
من برنامج أمة وسطا
" إختبار الإيمان في قلوب العباد "
niesoo nie-
- البلد / الدوله :
عدد المساهمات : 99
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
العمل : مشروع خاص
مواضيع مماثلة
» * قاعدة قرآنية في إتباع الهدى *
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 88 ( الهدى والمشيئة والاسئلة الشائكة )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 88 ( الهدى والمشيئة والاسئلة الشائكة )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى