* تـلَقي قضاء الله بين الرضى والغفلة *
صفحة 1 من اصل 1
* تـلَقي قضاء الله بين الرضى والغفلة *
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) }
د / محمدهداية:
موضوع القضاء والقدر من المواضيع الشائكة جداً في فهمنا للقرآن وفي فهمنا لتوقيع الآيات في القرآن الكريم وفي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نقول في البداية من ضمن الأمور المتعلقة بتلقي الإنسان وقبوله للقضاء والقدر موضوع السحر، موضوع العين ، موضوع الحسد هذه الأمور عندما تسمع كلام الناس فيها
تفهم من الوهلة الأولى أن الذي يتكلم بهذه الطريقة لم يستوعب أن الله تبارك وتعالى هو المهيمن .
هناك أناس مثلاً تتصل و يقول أحدهم عمل لي عملاً بوقف الحال أو عدم الزواج ؛
هل كان مكتوب لفلان أن يتزوج ثم عمل له عمل فمنع الزواج ؟ أي إستطاع الساحر في مفهوم الناس الآن أن يمنع أمراً كتبه الله تبارك وتعالى !
هذا المفهوم إذا إستقر لدى الذين يتحدثون بهذه الألفاظ فاعلم أن هناك إضطراباً في العقيدة فوراً ؛ البعض يحاولوا أن يُظهروا أن المسألة فيها سحر ,
عليهم أن يفهموا ماذا يقولون ؟
المتحدث بهذه الألفاظ عقيدته فاسدة . الصح عندما نسمع من رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه " كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة "
هذا إذا كان الحال فعلاً واقف ، الحال مستمر وليس متوقف . المسألة في فهمي أنا كيف تلقيت الأمور وليست المسألة أن الحال وقف أم مستمر .
نسأل سؤالاً هل اللواتي تزوجن في سن 18 كلهن نجحن ؟
بالطبع لا ؛ فمنهن من تطلقت بعد سنوات , هذه أمور كتبها الله تبارك وتعالى والمسألة تسير بأيدينا .
هذا الكلام مكتوب قبل أن يبرأ الله السموات والأرض وقبل أن يبرأ الله الأنفس وقبل أن يبرأ الله المصيبة . إنما القضية ما هي عقيدتي ؟ هل أعبد إلهاً يُعطّله ساحر؟
يجب أن أقول ألفاظ قاسية حتى نوقظ الناس , هل أعبد إلهاً يعطله ساحر ! إذاً الساحر يُعبد لأنه أقوى ! أين القوي ؟ أين المهيمن ؟
عندنا أسماء والمشكلة أصبحت في الأسماء وقالوا أسماء قديمة وأسماء جديدة وهناك من يتهكم على الذين يعدّلوا المفاهيم وتركنا القضية في فهم الأسماء.
عندما يتصل بك أحدهم ويقول لك : ( أنا موقوف حالي ) ، من الذي أوقفه ؟ ساحر ! أو حاسد !
لأن بعض الناس لا يصدّقون أن الحسد أخطر من السحر , والعين أخطر من السحر . هل الحاسد عندما يحسد فلان هل هو يوقف قضاء فلان
أو أن الله تعالى هو الذي كتب له هذا ؟
إرجع إلى الذي سيُسحر أو يُحسد أو التي ستُحسد أو تُسحر، عندما كان عمرها 120 يوماً في بطن أمها ما الذي حصل ؟
ألم يرسل الله تبارك وتعالى ينفخ الروح ويؤمر بأربع كلمات ، هذا هو الإله الحق .. القوي .. المتين .. المهيمن .. القاهر فوق عباده ..
هذه هي العقيدة السليمة . الملك يؤمر بأربعة أشياء : رزقه ؛ وأجله ؛ أي أن الأجل كُتب قبل الميلاد وهو لم يخرج إلى الدنيا بعد ،
توقيع هذه في القرآن { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ }
فالموت مخلوق قبل الحياة والموت من مخلوقات الله تبارك وتعالى ويأمر الله تعالى الملك بالأجل قبل الميلاد .
يولد المولود وهو ابن سبعة شهور أو تسعة لكن أجله كُتب قبل هذا ،
هل يمكنك أن تقول أن فلاناً قتل فلان أي أماته .. ! بقدر الله تبارك وتعالى . أنت تتكلم عن الساحر تكلم عن القاتل هذا القاتل هل أخرج المسدس وعجّل بموت فلان
في وقت لم يرده الله تعالى له ولم يكتبه ؟ هذه نفس مسألة الساحر." إن كان الساحر بالقوة التي يتصورونها " ؛
نريد أن نكشف للناس ألفاظاً تدل على فساد العقيدة وفساد العقيدة لا يمكن ينبني معه عمل صالح أبداً .
**
إذا تزوجت فبأمر من الله تبارك وتعالى وإذا لم تتزوج بأمر من الله تبارك وتعالى وهذه مسألة " { كُنْ فَيَكُونُ } " التي لا نريد نحن أن نفهمها . " كن فيكون "
بعد ما تم الخلق " فكن فيكون " لا تتعلق إلا في هذه المنطقة التي هي بقاءك على مراد الله تعالى فيك إما بالإيمان وإما بالكفر،
إما بالأمور السلبية أو الأمور الإيجابية تسير الأمور كلها من ساعة { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
ولذلك لم يقل : ثم يكون ؛ لأن الذي قال هو المولى تبارك وتعالى فـعندما يقول (كن فيكون) أنت تكون فوراً لكن ليس في الخلق ؛ وإنما فيما بعد الخلق .. لأن الخلق تمّ.
**
" المصيبة " : في اللغة العربية تميل إلى أنها أمر لا يرضي الإنسان مع أنك عندما تفعل شيئاً بطريقة جيدة وناجحة يُقال أصاب كبد الحقيقة .
أصاب لا تأتي دائماً على أنها أمور سيئة , لكنها في الغالب هكذا ,
لأننا نقول أصاب الهدف ، أصاب الحق . أصاب مصيبة أي حصلت مصيبة بنجاح لكن إستخدامها في الغالب للأمور التي لا تُرضي الإنسان .
المصيبة للأمور التي لا ترضي الإنسان ولذلك توقيع القرآن في استخدام (من) { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ }.
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } (من) عندما تأتي بعد (ما) تحصر كل ما يدب على الأرض .
(ما أصاب من مصيبة) أي يحصر كل المصائب , لا تحصل مصيبة إلا في كتاب { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ } إذاً لو أنني
ضليع باللغة العربية بعد استخدام (من) أستـثـنى ودائماً عندما يأتي نفي وإستـثـٍناء معاً أي " قصر, حصر " ،
ليس هناك شيء سيحدث إلا مكتوب لذا جاء بعد (ما) (من) كي يحصر.
مثال : أنت تتكلم في آلآف وأنا ليس معي شيء , فحتى أثبت لك أنه ليس معي شيء على الإطلاق أقول : ما معي من نقود . أي ما معي من جنس النقود شيء ،
أنا جيبي فارغ .
لوقلت : ليس معي نقود . قد لا يكون معي آلآف لكن معي مئات لكن عندما أقول : ما معي من نقود . أي ليس معي شيء أبداً .
فعندما يقول تعالى (ما أصاب من مصيبة) يجب أن أتوقع أنه سيأتي بعدها ( إلا )إلا كيف؟ صدفة ؟ غير متوقعة ؟ .. ( إلا في كتاب ) كتبه الله تعالى .
والحديث الشريف " كتب الله مقادير الخلائق " هذه الخلائق عندما تُخلق ستعيش في أرض وسماء , لكن هذا كان قُدر قبل خلق السموات والأرض التي تحملهم ؛
الأرض التي تقلهم والسماء التي تظلهم قبل هذه بخمسين ألف سنة " خمسين ألف سنة هنا للمبالغة ويمكن أن تكون أكثر من هذا أو أقل لكنها تدل على أنها قبل الخلق " .
هذا في الحديث لكن ماذا عن الآية التي تقول { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }
كلمة مقدار تحدده . إذاً هو ليس للتهويل لأنه ساواه لأن كلمة مقدار تقوم بعمل المساواة .
أما في الحديث فقال " قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة " كأنه يريد أن يقول أن القضاء قضى به الله ؛ فالله تعالى لا يُفاجأ في أمور..
فالساحر لا يمنع فلان من الزواج على غير مراد الله .
حتى آية السحر التي في القرآن لم يفهمها الناس { وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ } طالما ذكر في الآية (من) يأتي بعدها استثناء (إلا بإذن الله)
فالساحر لو كان ونقول " لو كان " سيعمل فعلاً " هؤلاء السحرة المعجزين ! " نقول له لماذا لا تُنهي لنا موضوع غزة وفلسطين والقدس مثلاً ؟!
لايوجد مثل هذا الكلام وكأن صاحب الملك ترك ملكه هكذا حاشاه سبحانه .
انتبه لهذه المعادلة " طالما هناك مغفل فاعلم أن النصاب بخير" .لهذا يجب أن يكون لدينا وعي في تلقي مايقال .
الطمع هو غفلة في الحقيقة وهو عدم رضى ويندرج تحته أشياء كثيرة . الغفلة جاءت نتيجة أن أحدهم غير راضٍ عن حاله .
فهل من الممكن أن تجد إنساناً راضياً عن حاله ويذهب إلى ساحر؟ لا يمكن .
كل هذا يدل على وجود الغفلة والغفلة بدأت أصلاً في العقيدة . العقيدة السليمة تقول :
" لو أن أحدهم عمل لك عملاً فهو لو عمل ووقع العمل يقع بأمر الله تعالى لا بأمر الساحر! هذه هي العقيدة السليمة التي تسد على الشيطان المدخل . "
ساعة إستثنى الله تبارك وتعالى قال استثنى من ؟ { إِلَّا عِبَادَكَ } هل أطلقها ؟ لا .. وهنا من ولكن قال منهم . { إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }
هذا كلام إبليس لم يقل المخلِصين وإنما المخلَصين وحتى لا نفهم أنه تَفضُّل من إبليس علينا رد عليه تبارك وتعالى { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي }
قال عبادي ولم يقل المخلَصين { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } لا بالوسوسة
ولا بالسحر أيضاً ؛ إذا اعتصمت بالله لن يصيبك لا سحر .. ولا عين .. ولا فتنة .. ولا انقسام .. ولا تشقق .. ولا صف ممزق ..
ولذلك قال تعالى { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ } لا بحبل الشيطان ! لا بأفكاركم .. ولا أهوائكم .. ولا واعز لشيء أو لهدف وإنما قال : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }.
من حلقة التوبة والإستغفار 93
الجزء الأول
https://www.youtube.com/watch?v=cK5vNlto4nc&feature=relmfu
الجزء الثاني
https://www.youtube.com/watch?v=tYzkdufjU5Y&feature=relmfu
الجزء الثالث
https://www.youtube.com/watch?v=ldC-MJur01c&feature=relmfu
د / محمدهداية:
موضوع القضاء والقدر من المواضيع الشائكة جداً في فهمنا للقرآن وفي فهمنا لتوقيع الآيات في القرآن الكريم وفي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نقول في البداية من ضمن الأمور المتعلقة بتلقي الإنسان وقبوله للقضاء والقدر موضوع السحر، موضوع العين ، موضوع الحسد هذه الأمور عندما تسمع كلام الناس فيها
تفهم من الوهلة الأولى أن الذي يتكلم بهذه الطريقة لم يستوعب أن الله تبارك وتعالى هو المهيمن .
هناك أناس مثلاً تتصل و يقول أحدهم عمل لي عملاً بوقف الحال أو عدم الزواج ؛
هل كان مكتوب لفلان أن يتزوج ثم عمل له عمل فمنع الزواج ؟ أي إستطاع الساحر في مفهوم الناس الآن أن يمنع أمراً كتبه الله تبارك وتعالى !
هذا المفهوم إذا إستقر لدى الذين يتحدثون بهذه الألفاظ فاعلم أن هناك إضطراباً في العقيدة فوراً ؛ البعض يحاولوا أن يُظهروا أن المسألة فيها سحر ,
عليهم أن يفهموا ماذا يقولون ؟
المتحدث بهذه الألفاظ عقيدته فاسدة . الصح عندما نسمع من رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه " كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة "
هذا إذا كان الحال فعلاً واقف ، الحال مستمر وليس متوقف . المسألة في فهمي أنا كيف تلقيت الأمور وليست المسألة أن الحال وقف أم مستمر .
نسأل سؤالاً هل اللواتي تزوجن في سن 18 كلهن نجحن ؟
بالطبع لا ؛ فمنهن من تطلقت بعد سنوات , هذه أمور كتبها الله تبارك وتعالى والمسألة تسير بأيدينا .
هذا الكلام مكتوب قبل أن يبرأ الله السموات والأرض وقبل أن يبرأ الله الأنفس وقبل أن يبرأ الله المصيبة . إنما القضية ما هي عقيدتي ؟ هل أعبد إلهاً يُعطّله ساحر؟
يجب أن أقول ألفاظ قاسية حتى نوقظ الناس , هل أعبد إلهاً يعطله ساحر ! إذاً الساحر يُعبد لأنه أقوى ! أين القوي ؟ أين المهيمن ؟
عندنا أسماء والمشكلة أصبحت في الأسماء وقالوا أسماء قديمة وأسماء جديدة وهناك من يتهكم على الذين يعدّلوا المفاهيم وتركنا القضية في فهم الأسماء.
عندما يتصل بك أحدهم ويقول لك : ( أنا موقوف حالي ) ، من الذي أوقفه ؟ ساحر ! أو حاسد !
لأن بعض الناس لا يصدّقون أن الحسد أخطر من السحر , والعين أخطر من السحر . هل الحاسد عندما يحسد فلان هل هو يوقف قضاء فلان
أو أن الله تعالى هو الذي كتب له هذا ؟
إرجع إلى الذي سيُسحر أو يُحسد أو التي ستُحسد أو تُسحر، عندما كان عمرها 120 يوماً في بطن أمها ما الذي حصل ؟
ألم يرسل الله تبارك وتعالى ينفخ الروح ويؤمر بأربع كلمات ، هذا هو الإله الحق .. القوي .. المتين .. المهيمن .. القاهر فوق عباده ..
هذه هي العقيدة السليمة . الملك يؤمر بأربعة أشياء : رزقه ؛ وأجله ؛ أي أن الأجل كُتب قبل الميلاد وهو لم يخرج إلى الدنيا بعد ،
توقيع هذه في القرآن { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ }
فالموت مخلوق قبل الحياة والموت من مخلوقات الله تبارك وتعالى ويأمر الله تعالى الملك بالأجل قبل الميلاد .
يولد المولود وهو ابن سبعة شهور أو تسعة لكن أجله كُتب قبل هذا ،
هل يمكنك أن تقول أن فلاناً قتل فلان أي أماته .. ! بقدر الله تبارك وتعالى . أنت تتكلم عن الساحر تكلم عن القاتل هذا القاتل هل أخرج المسدس وعجّل بموت فلان
في وقت لم يرده الله تعالى له ولم يكتبه ؟ هذه نفس مسألة الساحر." إن كان الساحر بالقوة التي يتصورونها " ؛
نريد أن نكشف للناس ألفاظاً تدل على فساد العقيدة وفساد العقيدة لا يمكن ينبني معه عمل صالح أبداً .
**
إذا تزوجت فبأمر من الله تبارك وتعالى وإذا لم تتزوج بأمر من الله تبارك وتعالى وهذه مسألة " { كُنْ فَيَكُونُ } " التي لا نريد نحن أن نفهمها . " كن فيكون "
بعد ما تم الخلق " فكن فيكون " لا تتعلق إلا في هذه المنطقة التي هي بقاءك على مراد الله تعالى فيك إما بالإيمان وإما بالكفر،
إما بالأمور السلبية أو الأمور الإيجابية تسير الأمور كلها من ساعة { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
ولذلك لم يقل : ثم يكون ؛ لأن الذي قال هو المولى تبارك وتعالى فـعندما يقول (كن فيكون) أنت تكون فوراً لكن ليس في الخلق ؛ وإنما فيما بعد الخلق .. لأن الخلق تمّ.
**
" المصيبة " : في اللغة العربية تميل إلى أنها أمر لا يرضي الإنسان مع أنك عندما تفعل شيئاً بطريقة جيدة وناجحة يُقال أصاب كبد الحقيقة .
أصاب لا تأتي دائماً على أنها أمور سيئة , لكنها في الغالب هكذا ,
لأننا نقول أصاب الهدف ، أصاب الحق . أصاب مصيبة أي حصلت مصيبة بنجاح لكن إستخدامها في الغالب للأمور التي لا تُرضي الإنسان .
المصيبة للأمور التي لا ترضي الإنسان ولذلك توقيع القرآن في استخدام (من) { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ }.
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } (من) عندما تأتي بعد (ما) تحصر كل ما يدب على الأرض .
(ما أصاب من مصيبة) أي يحصر كل المصائب , لا تحصل مصيبة إلا في كتاب { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ } إذاً لو أنني
ضليع باللغة العربية بعد استخدام (من) أستـثـنى ودائماً عندما يأتي نفي وإستـثـٍناء معاً أي " قصر, حصر " ،
ليس هناك شيء سيحدث إلا مكتوب لذا جاء بعد (ما) (من) كي يحصر.
مثال : أنت تتكلم في آلآف وأنا ليس معي شيء , فحتى أثبت لك أنه ليس معي شيء على الإطلاق أقول : ما معي من نقود . أي ما معي من جنس النقود شيء ،
أنا جيبي فارغ .
لوقلت : ليس معي نقود . قد لا يكون معي آلآف لكن معي مئات لكن عندما أقول : ما معي من نقود . أي ليس معي شيء أبداً .
فعندما يقول تعالى (ما أصاب من مصيبة) يجب أن أتوقع أنه سيأتي بعدها ( إلا )إلا كيف؟ صدفة ؟ غير متوقعة ؟ .. ( إلا في كتاب ) كتبه الله تعالى .
والحديث الشريف " كتب الله مقادير الخلائق " هذه الخلائق عندما تُخلق ستعيش في أرض وسماء , لكن هذا كان قُدر قبل خلق السموات والأرض التي تحملهم ؛
الأرض التي تقلهم والسماء التي تظلهم قبل هذه بخمسين ألف سنة " خمسين ألف سنة هنا للمبالغة ويمكن أن تكون أكثر من هذا أو أقل لكنها تدل على أنها قبل الخلق " .
هذا في الحديث لكن ماذا عن الآية التي تقول { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }
كلمة مقدار تحدده . إذاً هو ليس للتهويل لأنه ساواه لأن كلمة مقدار تقوم بعمل المساواة .
أما في الحديث فقال " قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة " كأنه يريد أن يقول أن القضاء قضى به الله ؛ فالله تعالى لا يُفاجأ في أمور..
فالساحر لا يمنع فلان من الزواج على غير مراد الله .
حتى آية السحر التي في القرآن لم يفهمها الناس { وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ } طالما ذكر في الآية (من) يأتي بعدها استثناء (إلا بإذن الله)
فالساحر لو كان ونقول " لو كان " سيعمل فعلاً " هؤلاء السحرة المعجزين ! " نقول له لماذا لا تُنهي لنا موضوع غزة وفلسطين والقدس مثلاً ؟!
لايوجد مثل هذا الكلام وكأن صاحب الملك ترك ملكه هكذا حاشاه سبحانه .
انتبه لهذه المعادلة " طالما هناك مغفل فاعلم أن النصاب بخير" .لهذا يجب أن يكون لدينا وعي في تلقي مايقال .
الطمع هو غفلة في الحقيقة وهو عدم رضى ويندرج تحته أشياء كثيرة . الغفلة جاءت نتيجة أن أحدهم غير راضٍ عن حاله .
فهل من الممكن أن تجد إنساناً راضياً عن حاله ويذهب إلى ساحر؟ لا يمكن .
كل هذا يدل على وجود الغفلة والغفلة بدأت أصلاً في العقيدة . العقيدة السليمة تقول :
" لو أن أحدهم عمل لك عملاً فهو لو عمل ووقع العمل يقع بأمر الله تعالى لا بأمر الساحر! هذه هي العقيدة السليمة التي تسد على الشيطان المدخل . "
ساعة إستثنى الله تبارك وتعالى قال استثنى من ؟ { إِلَّا عِبَادَكَ } هل أطلقها ؟ لا .. وهنا من ولكن قال منهم . { إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }
هذا كلام إبليس لم يقل المخلِصين وإنما المخلَصين وحتى لا نفهم أنه تَفضُّل من إبليس علينا رد عليه تبارك وتعالى { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي }
قال عبادي ولم يقل المخلَصين { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } لا بالوسوسة
ولا بالسحر أيضاً ؛ إذا اعتصمت بالله لن يصيبك لا سحر .. ولا عين .. ولا فتنة .. ولا انقسام .. ولا تشقق .. ولا صف ممزق ..
ولذلك قال تعالى { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ } لا بحبل الشيطان ! لا بأفكاركم .. ولا أهوائكم .. ولا واعز لشيء أو لهدف وإنما قال : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }.
من حلقة التوبة والإستغفار 93
الجزء الأول
https://www.youtube.com/watch?v=cK5vNlto4nc&feature=relmfu
الجزء الثاني
https://www.youtube.com/watch?v=tYzkdufjU5Y&feature=relmfu
الجزء الثالث
https://www.youtube.com/watch?v=ldC-MJur01c&feature=relmfu
niesoo nie-
- البلد / الدوله :
عدد المساهمات : 99
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
العمل : مشروع خاص
مواضيع مماثلة
» قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( صلوا كما رأيتموني أصلي )) فهل رأيناه صلى الله عليه وسلام ؟؟
» تلخيص الحلقة الثانية من برنامج تفسير هداية ( تدبر القرءان والتقوى )
» * الله الصمد *
» طريق الهداية - تابع حلقات الصيام
» حلقات البرنامج
» تلخيص الحلقة الثانية من برنامج تفسير هداية ( تدبر القرءان والتقوى )
» * الله الصمد *
» طريق الهداية - تابع حلقات الصيام
» حلقات البرنامج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى