طريق الهداية - التوبة والاستغفار 96 ( اهل الجنة )
صفحة 1 من اصل 1
طريق الهداية - التوبة والاستغفار 96 ( اهل الجنة )
لمقدم: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لقاء جديد في طريق الهداية. في ارتحالنا مع القرآن الكريم هي ليست رحلة وإنما ارتحال من مكان إلى مكان ومن معنى إلى معنى ومن آية إلى آية لأن القرآن يشرح بعضه بعضاً والآيات كلها تسلِّم المفاهيم لبعضها ثم إلى العقل البشري ومن العقل إلى القلب إلى الفؤاد إلى العقيدة إلى اليقين إلى عمل صالح بفضل الله يؤدي إلى الإحسان ويؤدي إلى الجنة بفضل الله ورحمته. تكلمنا في سورة الحديد عن موضوع اللعب واللهو والزينة وسألنا ما هو الميزان الحساس لمعرفة ما الذي يجعل هذه الأمور حلالاً أو حراماً؟ هل الوقت أو الطريقة أو الجرعة؟ أو كلها مع بعض؟. ثم اتفقنا أن مسألة أنت كيف تنظر إلى الدنيا؟ قلنا أنها وُصفت بالدنيا لأنها مرتبة أدنى لكن الحياة الآخرة هي الحيوان صيغة الامتلاء على وزن فعلان مثل رحمان. قلنا أن بعض الناس مستعجلة جداً وعقيدتها ليست سليمة وتفهم أن متع الدنيا كلها والمباهج التي فيها هي منتهى المُراد وهناك من يقول ليس هناك آخرة ولا حساب ولا جنة ولا نار ولا ربّ هؤلاء ملحدين والبعض يقول هناك إله لكنه رحيم غفور، هؤلاء يفكرون فيما بين أيديهم أما مسألة الجنة أو النار فهذه مسائل لا يعرفونها وإنما يريدون المال والسيارات وغيرها! وقفنا عند الآية (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) الإسراء) لكل واحد من هؤلاء مشوار وطريق ونحن نريد أن نكون في طريق الهداية من الصنف الذي يريد الآخرة.
المقدم: سؤال آخر المقصود هنا (لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)) أنك لا تقول أن هناك مع الله إلهاً آخر اسمه كذا أو أن من هواك يكون إلهاً، أن فلان الفلاني يكون إلهك كمديرك أو الحاكم أو الرياء أو المصلحة الشخصية أو أهواءك. إذن هذه الآية وردت هنا لتؤكد على مسألة العقيدة.
المقدم: يقول تعالى (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)) ألا تخدم هذه الآية معنى الآيات في سورة الحديد في مسألة التفاخر؟
د. هداية: التفاخر أو الأشياء التي لم تعملها أنت تتفاخر بعطاء الله سواء كان هكذا أو هكذا الاثنان من عطاء الله وسنشرحها.
المقدم: ما هي كلمة السر التي جعلت هؤلاء في الآخرة لا يتفاخرون؟ الناس في الدنيا يقولون فلان يأخذ راتباً أكثر من راتبي وفلان عنده أولاد! في الدنيا حتى من الناس الصالحين من يقول فلان عنده أكثر مني
د. هداية: لا، هؤلاء لا يكونوا من الصالحين، بمجرد أنه نظر في رزق فلان فهو ليس من الصالحين. أهل الجنة أقلّ مما تتخيل وتحتاج إلى شغل وعمل بلا نوم ولا كسل ولا يقال إفعل ما تشاء والله غفور رحيم، كل هذا ليس دأب أهل الجنة إنما دأب أهل الجنة ما قاله الصديق رضي الله عنه إن ........................
المقدم: هذا موضوع يحتاج إلى تفسير، القصة التي قالت أن جبريل عليه السلام نزل وشق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج من قلبه نكتة سوداء وقال هذا حظُّ الشيطان منك، هل إذا أُخرجت هذه النكتة السوداء يصبح قلب الإنسان سليماً وليس للشيطان تأثير عليه ولا يكون فيه غلّ؟
. هداية: يجب أن نعملها لأنفسنا، الآية في سورة الإسراء تشرح آية سورة الحديد. والضمائر في هذه الآية لها دور مهم جداً في التدبر (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)) الإرادة هنا الفاعل في (يريد) يعود على الإنسان (عجلنا له فيها) الفاعل هو الله تعالى ويستمر في الآية (ما نشاء لمن نريد) (ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا) مذموماً مدحوراً الإنسان ليس الفاعل فيها يعني تتوقف إرادة الإنسان الخارج عن مراد الله تبارك وتعالى وعن ما طلبه الله تبارك وتعالى وأذكّر المشاهدين بقوله تعالى (إعلموا) إعلموا كما أقول لك إعلم يا علاء وأسكت ستسألني ماذا أعمل؟ الدور سيأتي عليك بعدما أقول، المنهج جاء والقرآن موجود ولكن نحن الذين قصّرنا، ولذلك القرآن في الإسراء حسم الموضوع بطريقة مبدعةقال (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)) هو عليه أن يريد، ما الذي يحصل؟ يعطيه العاجلة لكن الآخرة جهنم، هذا إذا و...................
د. هداية: أيهما أقوى بعيداً عن الله تعالى ملك أو مالك؟
د. هداية: إذا خيّرتك أيها تريد أن تكون ملك أو مالك؟ تقول ملك حتى يكون كل شيء لي لكن إذا وقّعناها على الله عز وجل تكون مالك أقوى لأنه في ذلك اليوم لن ينازعه أحد. لأنك لما تسلِّم له هذا قمة توقيع معنى العبودية (إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11) العاديات) هل هو خبير بهم فقط في هذا اليوم؟ أليس خبيراً بهم في غير هذا اليوم؟! هو سبحانه خبير بهم دائماً لكن الآية معناها أنه حتى الذي كفر بالله لن يتمكن من الكلام بل وسيسلِّم لله تعالى أنه هو الخبير ألم يصفهم الله تعالى بقوله (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) السجدة) يطلبون من الله تعالى أن يعيدهم ليعملوا صالحاً، لكن الآية لها توقيع آخر (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ (100) المؤمنون) ألا زلت تتمنى؟! هذا نطق بالحق وهذا نطق بالحق (إنا موقنون) هذا كاذب لأن اليقين لا يكون أبداً رأي العين. لا تقول أنا على يقين أن هذا فنجان مثلاً لأن هذا الأمر لا يحتاج إلى يقين ليس مع العين أين إنما أنا على يقين أن الله واحد وعلى يقين أن محمداً صلى الله عليه وسلم، اليقين بالغيبيات ولذلك أول سورة البقرة (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) عندما قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)) أول توصيف للمتقين (الذين يؤمنون بالغيب) هؤلاء الموقنون. أسأل سؤالاً من هو المتأكد .....................
المقدم: هل الأحسن هو الذي يزهد في الدنيا؟
د. هداية: الذي يتزهّد فيها لأننا نستعمل الكلمة خطأ (يزهد). يتزهّد يعني أنا قادر أن أسكن في قصر مثلاً لكن أقول يكفيني شقة جيدة في مكان جيد والفرق للصدقات لكنه سيكون الفرق لي في الآخرة. سؤالك واسئلتي يحلهما الآيتان اللتان معنا (من كان يريد العاجلة) هذا أراد العاجلة والثاني (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن) بماذا سعى لها. سعى لها في الدنيا لكنه لم يريدها، أنا أعيش في الدنيا لكني لا أحتاجها، فرق بين الذي يريد الدنيا ويقول لك أنا أريد الدنيا وأعمل الذي عليّ من طاعات هذه قلة أدب مع المولى عز وجل لأن المسألة ليست هكذا، هل ينفع أن أصلي الظهر مثلاً فأقول لله تعالى ليس لك عليّ شيء من الآن إلى العصر؟!
المقدم: هل من الممكن أن أحدهم تغرّه الدنيا وهو شاب صغير ثم عندما يصل إلى الخمسين مثلاً يهدأ ويتذكر ويتوقف ويقول ماذا فعلت خلال السنوات الماضية؟! وراجع نفسه وتاب الله تعالى عليه وعاد يذكر الله تعالى
د. هداية: على ماذا مات هذا الرجل؟ مات على توبة، قلنا في أول حلقة في حديثنا عن التوبة أن كونك تعيش لغاية أن تقول تبت إلى الله هذه في حد ذاتها فضل من الله، هذه مسألة تحتاج إلى الحمد في حد ذاتها أنني عشت إلى تبت ولم يأت أجلي قبل التوبة. طالما أفاق الإنسان وقال تُبت إلى الله ورجعت إلى الله هذا فضل من الله يسوجب الحمد في حد ذاته.
د. هداية: لأنه سبحانه وسبق في علمه أن الأول لا فائدة منه وأما الثاني ففيه فائدة, والله تبارك وتعالى لا يظلم أحداً لذا علينا أن نسلِّم لله تبارك وتعالى بما قضاه وما قدّره وهذا عين قضية القضاء والقدر. القضاء والقدر عبارة عن أنك تسلِّم لما أراده الله تبارك وتعالى لا أن تستسلم. هناك فرق بين أسلِّم لما قضاه أو أستسلم لما قضاه الله فيقول أحدهم أنا لن أعمل طالما أن الله قضى عليّ الفقر أو الذل. القضاء والقدر الشطارة أنني أسلِّم. ولهذا الرجل في قمة الإيمان إسمه مسلم الذي هو مسلِّم لوجه الله تعالى بعد أن تدرج من الإسلام إلى الإيمان إلى التقوى إلى الإحسان ثم إسلام الوجه لله تبارك وتعالى التي هي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) آل عمران) قال مسلمون لم يقل مؤمنون ولا محسنون ولا متّقون إذن إسلام الوجه لله هي أعلى درجات الإسلام كدين وديانة وشرع.
د. هداية: هذه عظمة (وهو مؤمن) وعليه أن يريد الآخرة.
المقدم: كيف نكون من الذين يريدون الآخرة ونستغل الدنيا كي تكون وسيلة للآخرة وليست غاية. الآية التي تكلمنا عنها التي تتكلم عن مباهج الدنيا كلها وتكبر عندك الأموال والأولاد والشغل ستلهيك عن ذكر الله وتجعلك ضعيفاً تجعل الدنيا في قلبك بحيث لو كان هناك من المسليمن من يحتاج نصرتك كإخواننا ...................
على هدا الرابط تجدون الحلقة كاملة
http://www.islamiyyat.com/drhedaya/2009-01-18-17-58-00/2140--96.html
المقدم: سؤال آخر المقصود هنا (لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)) أنك لا تقول أن هناك مع الله إلهاً آخر اسمه كذا أو أن من هواك يكون إلهاً، أن فلان الفلاني يكون إلهك كمديرك أو الحاكم أو الرياء أو المصلحة الشخصية أو أهواءك. إذن هذه الآية وردت هنا لتؤكد على مسألة العقيدة.
المقدم: يقول تعالى (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)) ألا تخدم هذه الآية معنى الآيات في سورة الحديد في مسألة التفاخر؟
د. هداية: التفاخر أو الأشياء التي لم تعملها أنت تتفاخر بعطاء الله سواء كان هكذا أو هكذا الاثنان من عطاء الله وسنشرحها.
المقدم: ما هي كلمة السر التي جعلت هؤلاء في الآخرة لا يتفاخرون؟ الناس في الدنيا يقولون فلان يأخذ راتباً أكثر من راتبي وفلان عنده أولاد! في الدنيا حتى من الناس الصالحين من يقول فلان عنده أكثر مني
د. هداية: لا، هؤلاء لا يكونوا من الصالحين، بمجرد أنه نظر في رزق فلان فهو ليس من الصالحين. أهل الجنة أقلّ مما تتخيل وتحتاج إلى شغل وعمل بلا نوم ولا كسل ولا يقال إفعل ما تشاء والله غفور رحيم، كل هذا ليس دأب أهل الجنة إنما دأب أهل الجنة ما قاله الصديق رضي الله عنه إن ........................
المقدم: هذا موضوع يحتاج إلى تفسير، القصة التي قالت أن جبريل عليه السلام نزل وشق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج من قلبه نكتة سوداء وقال هذا حظُّ الشيطان منك، هل إذا أُخرجت هذه النكتة السوداء يصبح قلب الإنسان سليماً وليس للشيطان تأثير عليه ولا يكون فيه غلّ؟
. هداية: يجب أن نعملها لأنفسنا، الآية في سورة الإسراء تشرح آية سورة الحديد. والضمائر في هذه الآية لها دور مهم جداً في التدبر (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)) الإرادة هنا الفاعل في (يريد) يعود على الإنسان (عجلنا له فيها) الفاعل هو الله تعالى ويستمر في الآية (ما نشاء لمن نريد) (ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا) مذموماً مدحوراً الإنسان ليس الفاعل فيها يعني تتوقف إرادة الإنسان الخارج عن مراد الله تبارك وتعالى وعن ما طلبه الله تبارك وتعالى وأذكّر المشاهدين بقوله تعالى (إعلموا) إعلموا كما أقول لك إعلم يا علاء وأسكت ستسألني ماذا أعمل؟ الدور سيأتي عليك بعدما أقول، المنهج جاء والقرآن موجود ولكن نحن الذين قصّرنا، ولذلك القرآن في الإسراء حسم الموضوع بطريقة مبدعةقال (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)) هو عليه أن يريد، ما الذي يحصل؟ يعطيه العاجلة لكن الآخرة جهنم، هذا إذا و...................
د. هداية: أيهما أقوى بعيداً عن الله تعالى ملك أو مالك؟
د. هداية: إذا خيّرتك أيها تريد أن تكون ملك أو مالك؟ تقول ملك حتى يكون كل شيء لي لكن إذا وقّعناها على الله عز وجل تكون مالك أقوى لأنه في ذلك اليوم لن ينازعه أحد. لأنك لما تسلِّم له هذا قمة توقيع معنى العبودية (إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11) العاديات) هل هو خبير بهم فقط في هذا اليوم؟ أليس خبيراً بهم في غير هذا اليوم؟! هو سبحانه خبير بهم دائماً لكن الآية معناها أنه حتى الذي كفر بالله لن يتمكن من الكلام بل وسيسلِّم لله تعالى أنه هو الخبير ألم يصفهم الله تعالى بقوله (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) السجدة) يطلبون من الله تعالى أن يعيدهم ليعملوا صالحاً، لكن الآية لها توقيع آخر (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ (100) المؤمنون) ألا زلت تتمنى؟! هذا نطق بالحق وهذا نطق بالحق (إنا موقنون) هذا كاذب لأن اليقين لا يكون أبداً رأي العين. لا تقول أنا على يقين أن هذا فنجان مثلاً لأن هذا الأمر لا يحتاج إلى يقين ليس مع العين أين إنما أنا على يقين أن الله واحد وعلى يقين أن محمداً صلى الله عليه وسلم، اليقين بالغيبيات ولذلك أول سورة البقرة (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) عندما قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)) أول توصيف للمتقين (الذين يؤمنون بالغيب) هؤلاء الموقنون. أسأل سؤالاً من هو المتأكد .....................
المقدم: هل الأحسن هو الذي يزهد في الدنيا؟
د. هداية: الذي يتزهّد فيها لأننا نستعمل الكلمة خطأ (يزهد). يتزهّد يعني أنا قادر أن أسكن في قصر مثلاً لكن أقول يكفيني شقة جيدة في مكان جيد والفرق للصدقات لكنه سيكون الفرق لي في الآخرة. سؤالك واسئلتي يحلهما الآيتان اللتان معنا (من كان يريد العاجلة) هذا أراد العاجلة والثاني (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن) بماذا سعى لها. سعى لها في الدنيا لكنه لم يريدها، أنا أعيش في الدنيا لكني لا أحتاجها، فرق بين الذي يريد الدنيا ويقول لك أنا أريد الدنيا وأعمل الذي عليّ من طاعات هذه قلة أدب مع المولى عز وجل لأن المسألة ليست هكذا، هل ينفع أن أصلي الظهر مثلاً فأقول لله تعالى ليس لك عليّ شيء من الآن إلى العصر؟!
المقدم: هل من الممكن أن أحدهم تغرّه الدنيا وهو شاب صغير ثم عندما يصل إلى الخمسين مثلاً يهدأ ويتذكر ويتوقف ويقول ماذا فعلت خلال السنوات الماضية؟! وراجع نفسه وتاب الله تعالى عليه وعاد يذكر الله تعالى
د. هداية: على ماذا مات هذا الرجل؟ مات على توبة، قلنا في أول حلقة في حديثنا عن التوبة أن كونك تعيش لغاية أن تقول تبت إلى الله هذه في حد ذاتها فضل من الله، هذه مسألة تحتاج إلى الحمد في حد ذاتها أنني عشت إلى تبت ولم يأت أجلي قبل التوبة. طالما أفاق الإنسان وقال تُبت إلى الله ورجعت إلى الله هذا فضل من الله يسوجب الحمد في حد ذاته.
د. هداية: لأنه سبحانه وسبق في علمه أن الأول لا فائدة منه وأما الثاني ففيه فائدة, والله تبارك وتعالى لا يظلم أحداً لذا علينا أن نسلِّم لله تبارك وتعالى بما قضاه وما قدّره وهذا عين قضية القضاء والقدر. القضاء والقدر عبارة عن أنك تسلِّم لما أراده الله تبارك وتعالى لا أن تستسلم. هناك فرق بين أسلِّم لما قضاه أو أستسلم لما قضاه الله فيقول أحدهم أنا لن أعمل طالما أن الله قضى عليّ الفقر أو الذل. القضاء والقدر الشطارة أنني أسلِّم. ولهذا الرجل في قمة الإيمان إسمه مسلم الذي هو مسلِّم لوجه الله تعالى بعد أن تدرج من الإسلام إلى الإيمان إلى التقوى إلى الإحسان ثم إسلام الوجه لله تبارك وتعالى التي هي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) آل عمران) قال مسلمون لم يقل مؤمنون ولا محسنون ولا متّقون إذن إسلام الوجه لله هي أعلى درجات الإسلام كدين وديانة وشرع.
د. هداية: هذه عظمة (وهو مؤمن) وعليه أن يريد الآخرة.
المقدم: كيف نكون من الذين يريدون الآخرة ونستغل الدنيا كي تكون وسيلة للآخرة وليست غاية. الآية التي تكلمنا عنها التي تتكلم عن مباهج الدنيا كلها وتكبر عندك الأموال والأولاد والشغل ستلهيك عن ذكر الله وتجعلك ضعيفاً تجعل الدنيا في قلبك بحيث لو كان هناك من المسليمن من يحتاج نصرتك كإخواننا ...................
على هدا الرابط تجدون الحلقة كاملة
http://www.islamiyyat.com/drhedaya/2009-01-18-17-58-00/2140--96.html
مواضيع مماثلة
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 98 ( الجنة والنار)
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 76 ( الحياة الحقيقية و أهل الجنة )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 78 ( الجنة والنار - الشرك والإيمان )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 97 ( النية والاعمال - الجنة والنار )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 83 ( التوحيد و دخول الجنة والنار )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 76 ( الحياة الحقيقية و أهل الجنة )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 78 ( الجنة والنار - الشرك والإيمان )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 97 ( النية والاعمال - الجنة والنار )
» طريق الهداية - التوبة والاستغفار 83 ( التوحيد و دخول الجنة والنار )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى