معانٍ حول" الإنابة - ومنيبين إليه "
صفحة 1 من اصل 1
معانٍ حول" الإنابة - ومنيبين إليه "
معانٍ حول" الإنابة - ومنيبين إليه "
** ** ** **
من .. الدين القيم ( الحلقة 21 )
د / محمد هداية
** ** **
{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } :
الإنابة تعني الرجوع إلى الله تبارك وتعالى ؛ لكنه رجوع يختلف عن رجوع التوبة فالتائب عائد إلى الله ..
لكن يزداد الذي يفعل الإنابة عن الذي يقوم بالتوبة :
أنه يقطع كل صله له بما عدا الله وسمي ناب وأناب من قطع .
منيبين إليه المراد بها أن تعود لله تبارك وتعالى قاطعاً كل صلة لك بغير الله تبارك وتعالى . إذاً منيبين إليه لو دققت فيها لعلمت معنى " التوحيد "
وأنت تُـوحد الله تبارك وتعالى قد تظن أنه كمثله سبحانه والحقيقة القرآنية الواضحة إلى يوم الدين " ليس كمثله شيء " ومن ثمّ فعليك أن تتقيه ولذلك { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ } لأن مسألة الإنابة والعودة لله تبارك وتعالى قد تتسرب للمسلم أنه أصبح مع الله تعالى ويحب الله تعالى وهذه أمور إذا تسربت إليك عليك أن تقف ولا تطمئن بها لذلك اسمعوا قوله تعالى في نظير هذا ساعة أعلن الصحابة حبهم لله تبارك وتعالى فأنزل الله تعالى قرآناً إلى يوم الدين { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ }
قد أُحب الله وأطمئن بإيماني ومن ثمّ فأركن فيتسلط علي الشيطان ويستطيع بقدرته أن يأتي بالنفس إلى ما أراد فأقع في المعاصي . { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ }.. إن كنتم صادقين في هذا فعليكم بإلتزام منهج أنزله الله تباك وتعالى ( فاتبعوني " محمد صلى الله عليه وسلم " ) ( يحببكم الله ) .
**
{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ }
عائدين إليه قاطعين الطريق بينكم وبين ما عدا الله سبحانه وتعالى فتبقى في معية الله متقي له خائفاً خاشعاً مقيماً للصلاة . أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من أولئك المنيبين إليه الذين يتقونه في كل أعمالهم الذين يقيمون الصلاة آناء الليل وأطراف النهار .
**
من التوبة و الاستغفار ( 116 )
د. هداية :
تنفيذ الأوامر تعتبر توبة .. لكن ليست توبة إنابة .
إذاً .. لابد أن نقسم التوبة إلى توبة إنابة " من المعاصي كلها "
وتوبة استجابة " وهذه توبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) "
لكن طبعا الرسول لم يتب توبة إنابة فمثال الرسول أو أي نبي لايقاس عليه ، لكنك أنت عندما تتوب توبة إنابة لابد وأن تظل تائب توبة استجابة .. فتوبة الاستجابة تحمي من الغلطات التي تجعلني أتوب توبة إنابة مرة أخرى .
المقدم : أي أنك وصلت لمرحلة معينة من الطاعة فلا تنزل للمستوى الأقل .
د / هداية : المستوى الذي يُوصلك ويستدرجك لمعصية , كالمثال الذي قلته عن الرجل الذي أقلع عن أخذ الرشوة لكن لايزال يشرب الخمر .. هذا الرجل لن يفعل شئ ,هل قلل النارمثلا .. !
المقدم : هذا لم يتب .
د / هداية : إذاً توبة الإنابة الصادقة لابد من شئ بعدها يجعلك لا ترتكب المعاصي مرة ثانية وتضطر لتوبة إنابة ثانية .
المقدم : سيظل السؤال دائما هل قبلت توبتي أم لم تقبل ..؟ وكذلك الحاج دائما يسأل نفسه هل قبل الحج أم لم يقبل فهل يوجد علامات للقبول ؟ وماهي ..؟
د / هداية : إني لا أقع في المعاصي .. إذا تبت توبة إنابة من عمل لاأقع في غيره ! لأن هناك شروط لتوبة الإنابة الصادقة ..
بدليل أن القرآن اختار لها لفظ " نصوح " .
** **
من العقيدة الصحيحةالدين القيم الحلقة (22 )
{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
هل يمكن لشخص ينيب إلى الله ويتقي الله ويقيم الصلاة (ولا تكونوا من المشركين) ؟.
ليس هذا هو المعنى وإنما إذا أنبت إلى الله وإتقيت وأقمت الصلاة لا يمكن أن تكون من المشركين ولا يمكن أن تشرك بالله .. ! هو سينيب إلى الله ..
والإنابة في حد ذاتها أي " عاد إلى الله قاطعاً كل صله له بما عدا الله تبارك وتعالى , إذاً هو مع الله ولما عاد إلى الله وأناب إلى الله لم يتخذ أحداً وسيلة أو سبيل إلى الله " .
**
رسم الله سبحانه وتعالى الطريق السويّ المستقيم لعبادته فعلمنا أن ننيب إلى الله ..
وهذه الآية تحتاج إلى وقفة { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ }
كأننا ساعة نريد أن نكون على الصراط المستقيم سبق لنا أن تشعبت بنا الأهواء وتفرقت بنا الـُطرق فالناس بين غير فاهم أو تائه فساعة يقول تعالى { مُنِيبِينَ } صان احتمال كل واحد لحالته ؛ وأن الله سبحانه وتعالى يقبل العودة إليه مهما كانت ظروف هذا الإنسان حتى لو أنك اتُـخذت إلهاً من دون الله وتبتَ إلى الله تعالى قَبِل الله توبتك مهما كانت ذنوبك ..
الله تعالى يقبل التوبة طالما عاد الإنسان إلى ربه ؛ ولذلك في سورة الفرقان بعد أن ذكر تبارك وتعالى أكبر ثلاثة كبائر الشرك والقتل والزنا { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا }
هل هناك أكبر من هذه الكبائر الثلاثة ..؟
وتوقيع الإله الحق عمن يفعل هذا أوواحدة منها , أو الثلاثة معاً فقال : { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا }
الإسلام والمسلمون يعيشون على هذا الأمل وهي التوبة التي وصفها تعالى في سورة الروم بقوله { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ }
وهنا قال { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا } وكأني به ساعة عصى خرج من الإيمان ! فيلزم له وهو عائد إلى الله أن يجدد الإيمان .
في سورة الفرقان قال { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ } وفي سورة الروم قال { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ } ..
" هناك إيمان وهنا تقوى .. هناك توبة وهنا إنابة "
ومن أخص العمل الصالح عدم العودة إلى المعصية التي ارتكبها { إلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } كان الله منذ الأزل غفوراً رحيماً ، وكان الله بذاته وفي وجوده المطلق الأزلي غفور رحيم ) ولذلك مهما كانت ذنوبك الله تبارك وتعالى يقبل ؛ والله يرسم الطريق لنا جميعاً ..
لذلك علينا أن لا نغتر بإيماننا وإنما علينا أن نعود إلى الله ونتوب إلى الله ونتعلم كيف تكون التوبة ؟ واسمعوا للرسول " يا أيها الذي آمنوا استغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني أستغفره وأتوب إليه في اليوم مائة مرة "
لا تقل أنا " كويس " وأصلي في المسجد ولم أفعل شيئاً !
هذه تحتاج إلى توبة ، هذا الغرور يحتاج إلى توبة .. وقد حذرنا الله تعالى { فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } الغَرور من أخص أسماء الشيطان . الذي يغرك في الحياة إثنان : " الدنيا بما لها وما عليها .. والشيطان " وقبل الدنيا والشيطان " النفس العاصية " لأن هناك من يتصور أن الشيطان هو الذي يغرّ فقط ! حتى في رمضان نسمع الناس يقولوا الشياطين مصفدة ..!
لكن الشياطين تـُسلسل بأفعالك أنت ؛ والشياطين تـُصفد بأعمالك أنت ؛ فأنت تستطيع أن تصفد الشيطان أو تتركه , لو صَفدت الشياطين لك في رمضان فعلى ماذا ستأخذ الأجر ..؟! إذا صفدها الله تعالى إذاً ليس لك أجر ..
لكن الحديث إذا جاء رمضان فـُـتحت أبواب الجنة أي بأعمالك وغـُـلّقت أبواب النار أي بأعمالك وصُـفدت الشياطين بأعمالك حتى تأخذ الأجر؛ لذلك يجب أن تصحح المفاهيم ونعيد الأمور إلى ما كان يجب أن تكون عليه ولذلك آية سورة الروم ترسم الطريق الواضح ( لا للإنابة وإنما لإقامة الوجه )
*فالإنابة هنا * :
وسيلة إقامة الوجه لله وفي سورة الفرقان رسم طريق التوبة وذكر أكبر ثلاثة كبائر الشرك والقتل والزنا ومع ذلك يبدل الله السيئات ولا يغفرها فقط { إلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } وهنا { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
الله تبارك وتعالى ساعة رسم هذا الطريق حذرنا في الآية التالية { وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } منيبين الأولى كانت الوسيلة لإقامة الوجه لله وبتوجيه من الله تعالى (منيبين إليه واتقوه) حتى تقيم الوجه لله، { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
والثانية { وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } إذاً الإنابة هنا مُدّعاة ليست حقيقية ! عندما تشعر أنك في ورطة تقول يا رب.. وحتى المشرك والكافر إذا ضاق عليه الأمر قال يا رب هو ينادي القوة العظمى في تصوره ! هو يريد من يخلصه مما هو فيه فشعر في قلبه أن الذي أشرك فيه مع الله لن ينفعه فقال يا رب .. {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْه }
فالإنابة هنا :غير (منيبين إليه واتقوه) هؤلاء قطعوا الطريق بينهم وبين أي شرك لعله ينجو، { ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} يعرض المولى عز وجل بعد الطريق الذي رسمه للإنابة والتقوى والصلاة وعلمنا كيف نعبده سبحانه على مراده فينا دون أن نشرك به أحداً ؛ بدأ يعلمنا أن بعض الناس يفعل هذا , وإياكم أن تكونوا من هؤلاء وإياكم أن تكون إنابتكم عند المصائب فقط { وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ}
أي أنهم ما قطعوا الطريق بينهم وبين كل سبل الشرك إلا لينجو من هذا الذي وقع فيه فلما ألجأه الوضع الذي هو فيه دعا الله وجلس في المسجد وقال يا رب لكنه غير صادق بدليل أنه أول ما أذاقه الله رحمة أشرك بالله وأول ما فرِّج عنه الكرب قال فلان نفعني !
" وطالما قلت الله فجدد إيمانك وتقواك وأقم صلاتك " .
** ** ** **
من .. الدين القيم ( الحلقة 21 )
د / محمد هداية
** ** **
{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } :
الإنابة تعني الرجوع إلى الله تبارك وتعالى ؛ لكنه رجوع يختلف عن رجوع التوبة فالتائب عائد إلى الله ..
لكن يزداد الذي يفعل الإنابة عن الذي يقوم بالتوبة :
أنه يقطع كل صله له بما عدا الله وسمي ناب وأناب من قطع .
منيبين إليه المراد بها أن تعود لله تبارك وتعالى قاطعاً كل صلة لك بغير الله تبارك وتعالى . إذاً منيبين إليه لو دققت فيها لعلمت معنى " التوحيد "
وأنت تُـوحد الله تبارك وتعالى قد تظن أنه كمثله سبحانه والحقيقة القرآنية الواضحة إلى يوم الدين " ليس كمثله شيء " ومن ثمّ فعليك أن تتقيه ولذلك { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ } لأن مسألة الإنابة والعودة لله تبارك وتعالى قد تتسرب للمسلم أنه أصبح مع الله تعالى ويحب الله تعالى وهذه أمور إذا تسربت إليك عليك أن تقف ولا تطمئن بها لذلك اسمعوا قوله تعالى في نظير هذا ساعة أعلن الصحابة حبهم لله تبارك وتعالى فأنزل الله تعالى قرآناً إلى يوم الدين { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ }
قد أُحب الله وأطمئن بإيماني ومن ثمّ فأركن فيتسلط علي الشيطان ويستطيع بقدرته أن يأتي بالنفس إلى ما أراد فأقع في المعاصي . { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ }.. إن كنتم صادقين في هذا فعليكم بإلتزام منهج أنزله الله تباك وتعالى ( فاتبعوني " محمد صلى الله عليه وسلم " ) ( يحببكم الله ) .
**
{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ }
عائدين إليه قاطعين الطريق بينكم وبين ما عدا الله سبحانه وتعالى فتبقى في معية الله متقي له خائفاً خاشعاً مقيماً للصلاة . أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من أولئك المنيبين إليه الذين يتقونه في كل أعمالهم الذين يقيمون الصلاة آناء الليل وأطراف النهار .
**
من التوبة و الاستغفار ( 116 )
د. هداية :
تنفيذ الأوامر تعتبر توبة .. لكن ليست توبة إنابة .
إذاً .. لابد أن نقسم التوبة إلى توبة إنابة " من المعاصي كلها "
وتوبة استجابة " وهذه توبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) "
لكن طبعا الرسول لم يتب توبة إنابة فمثال الرسول أو أي نبي لايقاس عليه ، لكنك أنت عندما تتوب توبة إنابة لابد وأن تظل تائب توبة استجابة .. فتوبة الاستجابة تحمي من الغلطات التي تجعلني أتوب توبة إنابة مرة أخرى .
المقدم : أي أنك وصلت لمرحلة معينة من الطاعة فلا تنزل للمستوى الأقل .
د / هداية : المستوى الذي يُوصلك ويستدرجك لمعصية , كالمثال الذي قلته عن الرجل الذي أقلع عن أخذ الرشوة لكن لايزال يشرب الخمر .. هذا الرجل لن يفعل شئ ,هل قلل النارمثلا .. !
المقدم : هذا لم يتب .
د / هداية : إذاً توبة الإنابة الصادقة لابد من شئ بعدها يجعلك لا ترتكب المعاصي مرة ثانية وتضطر لتوبة إنابة ثانية .
المقدم : سيظل السؤال دائما هل قبلت توبتي أم لم تقبل ..؟ وكذلك الحاج دائما يسأل نفسه هل قبل الحج أم لم يقبل فهل يوجد علامات للقبول ؟ وماهي ..؟
د / هداية : إني لا أقع في المعاصي .. إذا تبت توبة إنابة من عمل لاأقع في غيره ! لأن هناك شروط لتوبة الإنابة الصادقة ..
بدليل أن القرآن اختار لها لفظ " نصوح " .
** **
من العقيدة الصحيحةالدين القيم الحلقة (22 )
{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
هل يمكن لشخص ينيب إلى الله ويتقي الله ويقيم الصلاة (ولا تكونوا من المشركين) ؟.
ليس هذا هو المعنى وإنما إذا أنبت إلى الله وإتقيت وأقمت الصلاة لا يمكن أن تكون من المشركين ولا يمكن أن تشرك بالله .. ! هو سينيب إلى الله ..
والإنابة في حد ذاتها أي " عاد إلى الله قاطعاً كل صله له بما عدا الله تبارك وتعالى , إذاً هو مع الله ولما عاد إلى الله وأناب إلى الله لم يتخذ أحداً وسيلة أو سبيل إلى الله " .
**
رسم الله سبحانه وتعالى الطريق السويّ المستقيم لعبادته فعلمنا أن ننيب إلى الله ..
وهذه الآية تحتاج إلى وقفة { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ }
كأننا ساعة نريد أن نكون على الصراط المستقيم سبق لنا أن تشعبت بنا الأهواء وتفرقت بنا الـُطرق فالناس بين غير فاهم أو تائه فساعة يقول تعالى { مُنِيبِينَ } صان احتمال كل واحد لحالته ؛ وأن الله سبحانه وتعالى يقبل العودة إليه مهما كانت ظروف هذا الإنسان حتى لو أنك اتُـخذت إلهاً من دون الله وتبتَ إلى الله تعالى قَبِل الله توبتك مهما كانت ذنوبك ..
الله تعالى يقبل التوبة طالما عاد الإنسان إلى ربه ؛ ولذلك في سورة الفرقان بعد أن ذكر تبارك وتعالى أكبر ثلاثة كبائر الشرك والقتل والزنا { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا }
هل هناك أكبر من هذه الكبائر الثلاثة ..؟
وتوقيع الإله الحق عمن يفعل هذا أوواحدة منها , أو الثلاثة معاً فقال : { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا }
الإسلام والمسلمون يعيشون على هذا الأمل وهي التوبة التي وصفها تعالى في سورة الروم بقوله { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ }
وهنا قال { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا } وكأني به ساعة عصى خرج من الإيمان ! فيلزم له وهو عائد إلى الله أن يجدد الإيمان .
في سورة الفرقان قال { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ } وفي سورة الروم قال { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ } ..
" هناك إيمان وهنا تقوى .. هناك توبة وهنا إنابة "
ومن أخص العمل الصالح عدم العودة إلى المعصية التي ارتكبها { إلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } كان الله منذ الأزل غفوراً رحيماً ، وكان الله بذاته وفي وجوده المطلق الأزلي غفور رحيم ) ولذلك مهما كانت ذنوبك الله تبارك وتعالى يقبل ؛ والله يرسم الطريق لنا جميعاً ..
لذلك علينا أن لا نغتر بإيماننا وإنما علينا أن نعود إلى الله ونتوب إلى الله ونتعلم كيف تكون التوبة ؟ واسمعوا للرسول " يا أيها الذي آمنوا استغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني أستغفره وأتوب إليه في اليوم مائة مرة "
لا تقل أنا " كويس " وأصلي في المسجد ولم أفعل شيئاً !
هذه تحتاج إلى توبة ، هذا الغرور يحتاج إلى توبة .. وقد حذرنا الله تعالى { فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } الغَرور من أخص أسماء الشيطان . الذي يغرك في الحياة إثنان : " الدنيا بما لها وما عليها .. والشيطان " وقبل الدنيا والشيطان " النفس العاصية " لأن هناك من يتصور أن الشيطان هو الذي يغرّ فقط ! حتى في رمضان نسمع الناس يقولوا الشياطين مصفدة ..!
لكن الشياطين تـُسلسل بأفعالك أنت ؛ والشياطين تـُصفد بأعمالك أنت ؛ فأنت تستطيع أن تصفد الشيطان أو تتركه , لو صَفدت الشياطين لك في رمضان فعلى ماذا ستأخذ الأجر ..؟! إذا صفدها الله تعالى إذاً ليس لك أجر ..
لكن الحديث إذا جاء رمضان فـُـتحت أبواب الجنة أي بأعمالك وغـُـلّقت أبواب النار أي بأعمالك وصُـفدت الشياطين بأعمالك حتى تأخذ الأجر؛ لذلك يجب أن تصحح المفاهيم ونعيد الأمور إلى ما كان يجب أن تكون عليه ولذلك آية سورة الروم ترسم الطريق الواضح ( لا للإنابة وإنما لإقامة الوجه )
*فالإنابة هنا * :
وسيلة إقامة الوجه لله وفي سورة الفرقان رسم طريق التوبة وذكر أكبر ثلاثة كبائر الشرك والقتل والزنا ومع ذلك يبدل الله السيئات ولا يغفرها فقط { إلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } وهنا { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
الله تبارك وتعالى ساعة رسم هذا الطريق حذرنا في الآية التالية { وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } منيبين الأولى كانت الوسيلة لإقامة الوجه لله وبتوجيه من الله تعالى (منيبين إليه واتقوه) حتى تقيم الوجه لله، { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
والثانية { وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } إذاً الإنابة هنا مُدّعاة ليست حقيقية ! عندما تشعر أنك في ورطة تقول يا رب.. وحتى المشرك والكافر إذا ضاق عليه الأمر قال يا رب هو ينادي القوة العظمى في تصوره ! هو يريد من يخلصه مما هو فيه فشعر في قلبه أن الذي أشرك فيه مع الله لن ينفعه فقال يا رب .. {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْه }
فالإنابة هنا :غير (منيبين إليه واتقوه) هؤلاء قطعوا الطريق بينهم وبين أي شرك لعله ينجو، { ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} يعرض المولى عز وجل بعد الطريق الذي رسمه للإنابة والتقوى والصلاة وعلمنا كيف نعبده سبحانه على مراده فينا دون أن نشرك به أحداً ؛ بدأ يعلمنا أن بعض الناس يفعل هذا , وإياكم أن تكونوا من هؤلاء وإياكم أن تكون إنابتكم عند المصائب فقط { وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ}
أي أنهم ما قطعوا الطريق بينهم وبين كل سبل الشرك إلا لينجو من هذا الذي وقع فيه فلما ألجأه الوضع الذي هو فيه دعا الله وجلس في المسجد وقال يا رب لكنه غير صادق بدليل أنه أول ما أذاقه الله رحمة أشرك بالله وأول ما فرِّج عنه الكرب قال فلان نفعني !
" وطالما قلت الله فجدد إيمانك وتقواك وأقم صلاتك " .
niesoo nie-
- البلد / الدوله :
عدد المساهمات : 99
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
العمل : مشروع خاص
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى