الحلقة (3) من برنامج " إياك نعبد " ( العباده ومفهوم العبوديه )
صفحة 1 من اصل 1
الحلقة (3) من برنامج " إياك نعبد " ( العباده ومفهوم العبوديه )
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحلقه (3) من برنامج " اياك نعبد "
** ** *** *** *** ** **
د/ محمد هدايه : اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ..بسم الله الرحمن الرحيم ..الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليما كثيرا
وبعد...
" اياك نعبد واياك نستعين " هذه هى الآيه الأولى فى كتاب الله تبارك وتعالى التى تضمنت اشاره الى معنى العباده ومفهوم العبوديه ، " اياك نعبد واياك نستعين " آيه واحده تضمنت معنى العباده وكنه العباده وماهية العباده بمعنى ان العباده لا تكون من العبد العابد لله تبارك وتعالى دون استعانته بالله عليها ولذلك سورة الفاتحه هى أول سوره فى كتاب الله تبارك وتعالى وهى الفاتحه لكتاب الله تبارك وتعالى وهى الصلاه..والصلاة هى أول العباده ..الصلاة هى اول ركن من أركان العبادات التى تقيم معنى العبودية الحق لله تبارك وتعالى ،، الصلاه لا تُقام ولا يُقيمها العبد إلا بسورة الفاتحه فى كل ركعة من ركعات الصلاة " اياك نعبد واياك نستعين " ..العباده لا تتم إلا بالإستعانه بالله تبارك وتعالى والإستعانه بالله تستدعى القيام بالمنهج الذى أنزله الله تبارك وتعالى لتحقيق مفهوم العبوديه التى هى العلاقه بين الخالق والمخلوق والتى يجب أن تمضى على مراد الخالق لا على هوى المخلوق .
لذلك بينما تتأمل قول الحق تبارك وتعالى " اياك نعبد " وهى أول آيه فى الكتاب تشير الى معنى العباده ومفهوم العبوديه حينما تتأمل هذا تجد أنها جاءت قبل التكليف بالعباده والعبوديه وجاءت بصيغة متفردة فى كتاب الله تبارك وتعالى وأنا رغم انى لا أحب أن اطيل على حضراتكم فى مسألة اللغه والنحو والبلاغه إلا أن القرآن لا يتضح ولا يستقيم معنى الفهم له إلا من خلال هذه البلاغه ومن خلال هذه المفاهيم اللغويه " إياك نعبد " اسلوب جديد على مسامع العرب .." إياك نعبد " اسلوب لم يعرفه العرب قبل القرآن ومن ثّم فأنا أؤكد أن لغة القرآن جاءت لضبط لغة العرب . وأن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن لضبط لغة العرب ولاعتماد لغة القرآن على أنها هى اللغه الصحيحه للعرب ،، فلغة القرآن هى الركن وهى الأساس للغة العربية بعد القرآن ..اللغه قبل القرآن كان لها شأن وبعد القرآن اصبح لها شئون .
" اياك نعبد " كانت صياغتها عند العرب : ( لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ) ..اسمع وتأمل وتعلم : لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ..هذه هى اللغة العربيه قبل القرآن
لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك تحتمل الاضافه ..مثال : لا نعبد إلا إياك وفلان ولا نستعين إلا بك وعلان ،، فالصياغة العربيه عند العرب قبل القرآن كانت تحتمل الإضافه فلما أراد الله تبارك وتعالى توحيده وتفرده بالعباده والعبوديه ..لما أراد الله ذلك قدم الضمير المنفصل على الفعل فقال " اياك ..واياك " " اياك نعبد وإياك نستعين " فلا تستطيع ان تضيف فــ " اياك نعبد " لا تحتمل الاضافه و " اياك نستعين " لا تحتمل الاضافه ..
على اننا علمنا وتعلمنا أن لا نعبد إلا إياك تحتمل الاضافه ولا نستعين الا بك تحتمل الاضافه
فلا نعبد إلا إياك كانت لغة العرب ...ولا نستعين إلا بك كانت لغة العرب لكن : " اياك نعبد " هى لغة القرآن التى لا تحتمل الاضافه ولا يمكن الاضافه عليها
فنحن فى توقيع قول الحق تبارك وتعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " نقول بملىء فينا " اياك نعبد واياك نستعين " بمعنى اذا سمعت أنت التوصيف اللغوى " يأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم .." توقع " اياك نعبد واياك نستعين " ..اذا سمعت " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " توقع " اياك نعبد واياك نستعين "
وقدم الله تبارك وتعالى فى هذه الصياغه الضمير المنفصل على الفعل الذى هو سبب فى نصب الضمير ..قدم الضمير عليه حتى لا تحتمل الاضافه
**فلا معبود الا الله ..ولا نستعين إلا بالله ** وأكرر أن الصياغه اللغويه العربيه قبل القرآن لو صاغت الجمله هذه قبل القرآن لكانت الصياغه : لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ..وكنا نرضى بها نحن البشر لكن الله تبارك وتعال علمنا ان فى العباده والاستعانه لابد وان تكون الصياغه لا تحتمل الاضافه لأنه لا معبود إلا الله ولا مستعان به إلا الله ، فصاغ صياغة جديده على مسامع العرب وعلى مسامع الفصحاء والبلغاء " اياك نعبد واياك نستعين " ..لذلك نحن نرفض بعض الجمل التى تُقال دون وعى ودون فهم أن القرآن نزل ليتحدى..وان الله يتحدى هذا الكلام لا أساس له من الصحه ..القرآن يتحدى والاسلام يتحدى والله يتحدى..يتحدى من ؟؟
التحدى يا ساده لا يكون إلا بين الندّين ، التحدى لا يكون الا بين طرفين بينهما نِدّيه فأنا أتحداك وأنت تتحدانى ..لكن الله تبارك وتعالى لا يتحددى ،، يقولوا القرآن تحدى العرب وربنا..هذا كله كلام يٌقال دون تفكير . الله تبارك وتعالى يعلمنا ..يأمرنا ..يوجهنا..فكيف يتحدانا ؟؟ وهل نحن على قدر التحدى ؟؟ وهل نستطيع ان نكون على مراد التحدى ؟؟ هذا الكلام أرجو ممن يقولوا به أن يفكروا فيه قبل أن يطلقوه ويسمعه العامه ويُلاك على الألسنه ونسمعه على المنابر وتتداوله العقول ..هذا كلام يحتاج الى تدبر هذا كلام يحتاج الى كلام ،، أسأل الله تبارك وتعالى أن يعلمنا وأن يهدينا الى أن نتعلم منه وعنه من قرآنه ومن سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم .
" اياك نعبد واياك نستعين " لا يمكن أن نفصل بين العباده وبين العون فلا فصل بين أن نعبدك باستعانتنا بك يا رب العالمين ..نستعين بك على عبادتنا لك . هذه مفاهيم يجب أن تستقر فى القلوب وأنا أقولها فى الصلاة أقولها من القلب لا من اللسان " اياك نعبد واياك نستعين " ويكون مستقر عندى أن عبادتى لك يا رب لم ولن تصح إلا بعونك إياى عليها ..فأنت أكبرمن أن تُعبد دون إذنك..وأنت أعظم من أن تُعبد بإرادتى أنا " إن هو إلا ذكر للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين "
أيها الأخوة الأحباب يجب أن نفتح آذان القلوب لأننا نتكلم فى موضوع حارت فيه القلوب والعقول وتوقف أمامه العلماء وعلينا أن نتأدب ونحن نتعلم عن الله مدارات العباده والعبوديه وعلينا أن نفهم ما العباده وما العبوديه وما العبادات وما وما وما...
أكرر أن سورة الفاتحه هى الصلاه ، وأنها تضمنت التوقيع قبل التوصيف فقبل أن أقرأ فى البقره " يأيها الناس اعبدوا ربكم .." قلت وانا القارىء للقرآن والكتاب " اياك نعبد واياك نستعين " . واسمحوا لى ايها الأخوة الأحباب أن أقف بحضراتكم من خلا سورة الفاتحه على حقائق لغويه ومفاهيم للعباده والإستعانه قد نكون لا نتوقف أمامها وكنا نقرأ ونصلى دون أن نفهم هذا الكلام ..فسورة الفاتحه ليس من قبيل الصدفة ابدا أن يبدأ بها الكتاب وهى كما قال الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل هى الصلاه وفيها آية " اياك نعبد واياك نستعين " المشيره الى العباده والعبوديه قبل توصيف العباده والعبوديه وقبل أمر الله تبارك وتعالى بالعباده والعبوديه . فعندنا آيتين هما أركان فى الموضوع " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " فى سورة الذاريات و " يأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم .." فى سورة البقره وعندى " اياك نعبد واياك نستعين " فيجب ان نفهم العلاقه بين ذلك التوصيف وذلك الأمر التوصيفى وذلك التوقيع المبدع فى سورة الفاتحه " اياك نعبد واياك نستعين " . وليس من قبيل الصدفه أن يشرح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انها الصلاة وأن الصلاة هى فاتحة الكتاب فى الحديث الصحيح القدسى يقول الحق تبارك وتعالى ( قسمت الصلاة بينى وبين عبدى قسمين فإذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله : حمدنى عبدى ..) ففى سورة الفاتحه انت تقول والله تبارك وتعالى يقول ،
فهل تصلى أخ الاسلام على مراد الله تبارك وتعالى فيك ؟؟ بأن تقول وتسمع ما يقوله الله تبارك وتعالى ..وزمااان قديما قلتها فى أحد المساجد فجائنى أحدهم بعد الصلاه وقال انا لم اسمع كلام الله !! لكنك يجب ان تتهيأ لسماع كلام الله او كأنك بالله يقول ،، تقرأ الحديث على مراد الله وعلى مراد رسول الله لأنه لا يمكن أن يقول رسول الله كلام لا يكون له المعنى ولا يكون له الغايه ولا يكون منه هدف وبه هدف حتى تستقيم العباده وحتى تستقيم الصلاه. وأنا أشير لحضراتكم الى أن لفظ الصلاة فى كتاب الله ورد 67 مره لا يمكن تجد لفظ الصلاه الا وقبلها ( الإقامه ) ..
اقام..يقيم ..اقيموا ..يقيمون..لا يمكن تجد كلمة الصلاه بأداء لا تجد ابدا أداء الصلاه ، على انى اقولها( ورزقى على الله) أن الذى يحدث منّا فى هذه الآونه هو أداء للصلاه ..نحن لا نقيم الصلاه، إقامة الصلاه تستوجب قراءة الفاتحه كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بسم الله الرحمن الرحيم*... الحمد لله رب العالمين *... الرحمن الرحيم*... مالك يوم الدين*... اياك نعبد واياك نستعين * ...اهدنا الصراط المستقيم* ...صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين ) آمين : ولا تُقال إلا فى الصلاه فإن كنت تقرأ فى كتاب الله تريد العباده والتعلم والتدبر فلا تقل بعد " ولا الضالين " آمين لأنك بهذا كأنك أدخلت فى القرآن ما ليس فيه فهى لا تُقال إلا فى الصلاه . فكلمة ( آمين ) وانت تقرأ الفاتحه فى كتاب الله تبارك وتعالى لا تقل فيها آمين لأنك تقرأ القرآن تقول " ولا الضالين " بسم الله الرحمن الرحيم " الم * .." لكن حينما نصلى " ولا الضالين " آمين سواء امام أو مأموم ، وآمين : اسم فعل امر بمعنى استجب لكنها ليست من القرآن ولا تُقال الا فى الصلاه . لكن هكذا تُقرأ الفاتحه وهكذا يتحقق قول رسول الله " قسمت الصلاة بينى وبين عبدى قسمين فإذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم ..وهى روايه وجدناها ان الله تعالى يقول : استفتح علىّ عبدى لكنى لا أعلم سندا لها لكن الروايه الصحيحه من أول ( الحمد لله رب العالمين ) على ان "بسم الله الرحمن الرحيم" استفتاح للصلاه ، وهناك خلاف كبير هل نجهر بالبسمله ام لا ؟ لكن الخلاف ليس على نقولها ام لا ، هذه نقطه يجب ان نقف عليها وانا لست فى درس فقه ولكنى اشير اليها ..الخلاف يا ساده : هل نجهر بالبسمله ام لا ؟؟ فمن لا يجهر بها يجب ان يقولها فى سره لكن لا يوجد خلاف حول هل نقولها ام لا ، الخلاف نجهر بها ام لا ؟ فالمالكيه والمكيه لا يجهرون بها ونحن حينما نصلى فى السعوديه فى مكه او فى المدينه حتى لو انا امام احترم هذا الرأى ولا أجهر بالبسمله لكن أُسّرها اقولها فى سرى ، فإذا صلينا فى مصر ونحن على مذهب من يجهرون بالبسمله فنجهر بها .. وهذا خلاف .. لكن الخلاف على الجهر ام الاسرار وليس نقولها ام لا لأنى لاحظت ان بعض الساده المصليين لا يقولها واذا سألته قال لك : لا اقولها الرسول لم يقولها ..الخلاف ليس فى انه لم يقولها الخلاف : الجهر بها ام الاسرار بها فليس عندنا خلاف قالها ام لا ..هذا كلام غير موجود ، الرسول احيانا جهر بها وغالبا أسرها وهذا هو الذى تعلمناه ، انما بعض المذاهب تجهر بالبسمله ونحن نجهر بالبسمله ولنا عِلّه فى اختيار هذا المذهب وعِلتنا أن سورة التوبه ( براءه ) نزلت بدون البسمله أما الفاتحه فعلى رأسها وآية من آياتها البسمله ..فحتى نفرق بين التوبه او براءه وباقى السور فضلا على انها آية من الفاتحه فنحن نختار مذهب الجهر بالبسمله ..انتهى الفقه فى هذا الموضوع لأنى لست فى درس فقه .
لكنى عند قرائتها يجب أن أتعلم ( إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله : حمدنى عبدى ) فأنا عندما أقول : الحمد لله رب العالمين يجب ان اسكت بمقدار ما أتهيأ سماع قول الحق تبارك وتعالى ( حمدنى عبدى ) فعندما تقول" الحمد لله رب العالمين" لا تقل "الرحمن الرحيم" إلا بعد ان تُعطى بُرهة زمنيه تسمع أو يتهيأ لك سماع قول الحق ( حمدنى عبدى ) هنا أقول " الرحمن الرحيم " فأتهيأ ( أثنى علىّ عبدى ) هنا أقول " مالك يوم الدين " فأتهيأ ( فوَض الىّ عبدى ) هنا أقول " اياك نعبد واياك نستعين " ..هنا يجب ان اتعلم " بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين* " الى هنا الكلام عن الله ثم " اياك نعبد واياك نستعين " الكلام يتحول الى الله ، ولابد هنا من وقفة أخرى حينما يتحول الخطاب من كلام عن الله إلي كلام إلي الله لابد أن أقف أنا أقول " بسم الله الرحمن الرحيم " سواء قلتها في سري أو جهرت بها فـ ( الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم *مالك يوم الدين ) هذا كلام عن الله ثم فجأه سأتكلم إلي الله وهذا الكلام الذي سأوجهه إلي الله تبارك وتعالي يتضمن معني وكنه ومفهوم العبوديه بأني أقول " إياك نعبد وإياك نستعين " بالصياغه التي أشرت إليها فلا معبود إلا انت ولا مستعان به إلا أنت بصياغتك أنت يارب العالمين.. لأني قديما سألت لو أن الله تبارك وتعالي تركنا وشأننا في اختيار الأسلوب الذي نصلي به كان سيكون خلاف كبير جداً بين المتعلم والأمّي .. بين أهل اللغه وغير المتخصصين فالأديب أو الشاعر أو الناثر أو البليغ سيختار ألفاظ تليق بذات الله وكمال الله وهكذا.. والرسول يختلف عن الصحابه عن التابعين عنّا : الأطباء المحامين المهندسين هؤلاء أناس عين متخصصين في اللغه فلن يعرفوا، لكن الله تبارك وتعالي شائت إرادته أن تكون هناك صياغه لغويه واضحه في عبادته وفي الصلاه التي هي أول العبادات بعد الشهاده : أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله جاءت الصلاه فأراد الله تبارك وتعالي وشأت إرادته أن تكون هناك صيغه تجمع بين الأمّي وأعلم العلماء وأفصح الفصحاء ، الأمّي الذي لم يتعلم الكتابه إنما يقرأ ، لايكتب ولا يحسب إنما يقرأ يتكلم في الصلاه كما يتكلم أمير الشعراء وإمام الأئمه وأفصح الفصحاء الكل يقول " بسم الله الرحمن الرحيم " فيقول الله : استفتح علىّ عبدى إن صح الحديث ، الكل يقول " الحمد لله رب العالمين " فيقول الله تعالى فى عليائه و كبريائه : حمدنى عبدى ، " الرحمن الرحيم " فيقول الله : أثني عليّ عبدي .. وعبدي هنا البليغ وغير البليغ الفصيح وغير الفصيح الكل سواء بصيغة إلهيه،، لو أجتمع أهل اللغه علي أن يأتوا بكلمه واحده من كلمات صورة الفاتحه أو أي كلمه في القرآن ما أستطاعوا .
ومن هنا كان فهم العبوديه هو القرآن الذي يتضمن ما تعبد به الله تبارك وتعالي ولذلك الكل سواء في العبوديه ولذلك العبادات تجد الكل فيها سواء بمعنى فى الصلاه الكبير يسجد والصغير يسجد.. الوزير يسجد والغفير يسجد الثري يسجد والفقير يسجد .. في الحج كذلك .. في الصيام كذلك.. أما في الزكاه فقد نختلف لأنه في دافع وفي قابض فهناك دافع للزكاه وهناك قابض للزكاه .. إنما ما يتحقق به العبوديه .. وطبعا كلمة ( عبوديه ) نريد أن نأخذها في حلقة منفرده القادمه أو ما بعدها .
ما معني العبوديه ؟؟ العبوديه : الذل والخضوع والتذلل لله تبارك وتعالي ، هذه المسأله يجب أن تُفهم في العبادات التي تحقق العبوديه لله تبارك وتعالي ويجب أن أفهم الكل فيها سواء ( أخرج الزكاه خارج العباده والعبوديه ) تجد الشهاده الكل فيها سواء : الصلاه الكل فيها سواء .. الصيام الكل فيه سواء .. الحج الكل فيه سواء ..وهذه المسأله نأخذها في حلقه أو حلقتين كاملتين .
الشاهد هنا : أن أول سوره هي الصلاه .. أول العبادات بعد الشهاده : فيها " إياك نعبد " وليست منفصله عن " إياك نستعين " ليُرَسِّخ الحق تبارك وتعالي عندي ان العباده لن تكون بإراده منفصله عن الإستعانه بالله تبارك وتعالي لأنه يعلم سبحانه كيف يجب أن يُعبد ولذلك العباده أوالعبوديه علاقه لابد أن تمضى على مراد الخالق من الألف الى الياء لا على هوى المخلوق ابدا ولا فى أى لحظه " بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم .." فاتباع الهوى يُخرج عن مضمون العبوديه وعن صحيح هذه العلاقه ، واتباع المنهج يدخلك فى صحيح العلاقه " واياك نعبد واياك نستعين " آيه لا تنفصل ويجب ان تكون العباده بمطلق الاستعانه ..والاستعانه هى المؤديه الى صحيح العباده .
أسأل الله تبارك وتعالي أن يجعلنا من العابدين علي سليم الموحدين علي مراده فينا القائمين آناء الليل وأطراف النهار يمضون هذه العلاقه ( العبوديه ) علي مراده سبحانه وعلي مراد رسوله من خلال الكتاب والسُنّه الصحيحه إن الله ولي ذلك والقادر عليه : أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .. وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. وكل عام وأنتم بخير.. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
الحلقه (3) من برنامج " اياك نعبد "
** ** *** *** *** ** **
د/ محمد هدايه : اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ..بسم الله الرحمن الرحيم ..الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليما كثيرا
وبعد...
" اياك نعبد واياك نستعين " هذه هى الآيه الأولى فى كتاب الله تبارك وتعالى التى تضمنت اشاره الى معنى العباده ومفهوم العبوديه ، " اياك نعبد واياك نستعين " آيه واحده تضمنت معنى العباده وكنه العباده وماهية العباده بمعنى ان العباده لا تكون من العبد العابد لله تبارك وتعالى دون استعانته بالله عليها ولذلك سورة الفاتحه هى أول سوره فى كتاب الله تبارك وتعالى وهى الفاتحه لكتاب الله تبارك وتعالى وهى الصلاه..والصلاة هى أول العباده ..الصلاة هى اول ركن من أركان العبادات التى تقيم معنى العبودية الحق لله تبارك وتعالى ،، الصلاه لا تُقام ولا يُقيمها العبد إلا بسورة الفاتحه فى كل ركعة من ركعات الصلاة " اياك نعبد واياك نستعين " ..العباده لا تتم إلا بالإستعانه بالله تبارك وتعالى والإستعانه بالله تستدعى القيام بالمنهج الذى أنزله الله تبارك وتعالى لتحقيق مفهوم العبوديه التى هى العلاقه بين الخالق والمخلوق والتى يجب أن تمضى على مراد الخالق لا على هوى المخلوق .
لذلك بينما تتأمل قول الحق تبارك وتعالى " اياك نعبد " وهى أول آيه فى الكتاب تشير الى معنى العباده ومفهوم العبوديه حينما تتأمل هذا تجد أنها جاءت قبل التكليف بالعباده والعبوديه وجاءت بصيغة متفردة فى كتاب الله تبارك وتعالى وأنا رغم انى لا أحب أن اطيل على حضراتكم فى مسألة اللغه والنحو والبلاغه إلا أن القرآن لا يتضح ولا يستقيم معنى الفهم له إلا من خلال هذه البلاغه ومن خلال هذه المفاهيم اللغويه " إياك نعبد " اسلوب جديد على مسامع العرب .." إياك نعبد " اسلوب لم يعرفه العرب قبل القرآن ومن ثّم فأنا أؤكد أن لغة القرآن جاءت لضبط لغة العرب . وأن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن لضبط لغة العرب ولاعتماد لغة القرآن على أنها هى اللغه الصحيحه للعرب ،، فلغة القرآن هى الركن وهى الأساس للغة العربية بعد القرآن ..اللغه قبل القرآن كان لها شأن وبعد القرآن اصبح لها شئون .
" اياك نعبد " كانت صياغتها عند العرب : ( لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ) ..اسمع وتأمل وتعلم : لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ..هذه هى اللغة العربيه قبل القرآن
لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك تحتمل الاضافه ..مثال : لا نعبد إلا إياك وفلان ولا نستعين إلا بك وعلان ،، فالصياغة العربيه عند العرب قبل القرآن كانت تحتمل الإضافه فلما أراد الله تبارك وتعالى توحيده وتفرده بالعباده والعبوديه ..لما أراد الله ذلك قدم الضمير المنفصل على الفعل فقال " اياك ..واياك " " اياك نعبد وإياك نستعين " فلا تستطيع ان تضيف فــ " اياك نعبد " لا تحتمل الاضافه و " اياك نستعين " لا تحتمل الاضافه ..
على اننا علمنا وتعلمنا أن لا نعبد إلا إياك تحتمل الاضافه ولا نستعين الا بك تحتمل الاضافه
فلا نعبد إلا إياك كانت لغة العرب ...ولا نستعين إلا بك كانت لغة العرب لكن : " اياك نعبد " هى لغة القرآن التى لا تحتمل الاضافه ولا يمكن الاضافه عليها
فنحن فى توقيع قول الحق تبارك وتعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " نقول بملىء فينا " اياك نعبد واياك نستعين " بمعنى اذا سمعت أنت التوصيف اللغوى " يأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم .." توقع " اياك نعبد واياك نستعين " ..اذا سمعت " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " توقع " اياك نعبد واياك نستعين "
وقدم الله تبارك وتعالى فى هذه الصياغه الضمير المنفصل على الفعل الذى هو سبب فى نصب الضمير ..قدم الضمير عليه حتى لا تحتمل الاضافه
**فلا معبود الا الله ..ولا نستعين إلا بالله ** وأكرر أن الصياغه اللغويه العربيه قبل القرآن لو صاغت الجمله هذه قبل القرآن لكانت الصياغه : لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ..وكنا نرضى بها نحن البشر لكن الله تبارك وتعال علمنا ان فى العباده والاستعانه لابد وان تكون الصياغه لا تحتمل الاضافه لأنه لا معبود إلا الله ولا مستعان به إلا الله ، فصاغ صياغة جديده على مسامع العرب وعلى مسامع الفصحاء والبلغاء " اياك نعبد واياك نستعين " ..لذلك نحن نرفض بعض الجمل التى تُقال دون وعى ودون فهم أن القرآن نزل ليتحدى..وان الله يتحدى هذا الكلام لا أساس له من الصحه ..القرآن يتحدى والاسلام يتحدى والله يتحدى..يتحدى من ؟؟
التحدى يا ساده لا يكون إلا بين الندّين ، التحدى لا يكون الا بين طرفين بينهما نِدّيه فأنا أتحداك وأنت تتحدانى ..لكن الله تبارك وتعالى لا يتحددى ،، يقولوا القرآن تحدى العرب وربنا..هذا كله كلام يٌقال دون تفكير . الله تبارك وتعالى يعلمنا ..يأمرنا ..يوجهنا..فكيف يتحدانا ؟؟ وهل نحن على قدر التحدى ؟؟ وهل نستطيع ان نكون على مراد التحدى ؟؟ هذا الكلام أرجو ممن يقولوا به أن يفكروا فيه قبل أن يطلقوه ويسمعه العامه ويُلاك على الألسنه ونسمعه على المنابر وتتداوله العقول ..هذا كلام يحتاج الى تدبر هذا كلام يحتاج الى كلام ،، أسأل الله تبارك وتعالى أن يعلمنا وأن يهدينا الى أن نتعلم منه وعنه من قرآنه ومن سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم .
" اياك نعبد واياك نستعين " لا يمكن أن نفصل بين العباده وبين العون فلا فصل بين أن نعبدك باستعانتنا بك يا رب العالمين ..نستعين بك على عبادتنا لك . هذه مفاهيم يجب أن تستقر فى القلوب وأنا أقولها فى الصلاة أقولها من القلب لا من اللسان " اياك نعبد واياك نستعين " ويكون مستقر عندى أن عبادتى لك يا رب لم ولن تصح إلا بعونك إياى عليها ..فأنت أكبرمن أن تُعبد دون إذنك..وأنت أعظم من أن تُعبد بإرادتى أنا " إن هو إلا ذكر للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين "
أيها الأخوة الأحباب يجب أن نفتح آذان القلوب لأننا نتكلم فى موضوع حارت فيه القلوب والعقول وتوقف أمامه العلماء وعلينا أن نتأدب ونحن نتعلم عن الله مدارات العباده والعبوديه وعلينا أن نفهم ما العباده وما العبوديه وما العبادات وما وما وما...
أكرر أن سورة الفاتحه هى الصلاه ، وأنها تضمنت التوقيع قبل التوصيف فقبل أن أقرأ فى البقره " يأيها الناس اعبدوا ربكم .." قلت وانا القارىء للقرآن والكتاب " اياك نعبد واياك نستعين " . واسمحوا لى ايها الأخوة الأحباب أن أقف بحضراتكم من خلا سورة الفاتحه على حقائق لغويه ومفاهيم للعباده والإستعانه قد نكون لا نتوقف أمامها وكنا نقرأ ونصلى دون أن نفهم هذا الكلام ..فسورة الفاتحه ليس من قبيل الصدفة ابدا أن يبدأ بها الكتاب وهى كما قال الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل هى الصلاه وفيها آية " اياك نعبد واياك نستعين " المشيره الى العباده والعبوديه قبل توصيف العباده والعبوديه وقبل أمر الله تبارك وتعالى بالعباده والعبوديه . فعندنا آيتين هما أركان فى الموضوع " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " فى سورة الذاريات و " يأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم .." فى سورة البقره وعندى " اياك نعبد واياك نستعين " فيجب ان نفهم العلاقه بين ذلك التوصيف وذلك الأمر التوصيفى وذلك التوقيع المبدع فى سورة الفاتحه " اياك نعبد واياك نستعين " . وليس من قبيل الصدفه أن يشرح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انها الصلاة وأن الصلاة هى فاتحة الكتاب فى الحديث الصحيح القدسى يقول الحق تبارك وتعالى ( قسمت الصلاة بينى وبين عبدى قسمين فإذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله : حمدنى عبدى ..) ففى سورة الفاتحه انت تقول والله تبارك وتعالى يقول ،
فهل تصلى أخ الاسلام على مراد الله تبارك وتعالى فيك ؟؟ بأن تقول وتسمع ما يقوله الله تبارك وتعالى ..وزمااان قديما قلتها فى أحد المساجد فجائنى أحدهم بعد الصلاه وقال انا لم اسمع كلام الله !! لكنك يجب ان تتهيأ لسماع كلام الله او كأنك بالله يقول ،، تقرأ الحديث على مراد الله وعلى مراد رسول الله لأنه لا يمكن أن يقول رسول الله كلام لا يكون له المعنى ولا يكون له الغايه ولا يكون منه هدف وبه هدف حتى تستقيم العباده وحتى تستقيم الصلاه. وأنا أشير لحضراتكم الى أن لفظ الصلاة فى كتاب الله ورد 67 مره لا يمكن تجد لفظ الصلاه الا وقبلها ( الإقامه ) ..
اقام..يقيم ..اقيموا ..يقيمون..لا يمكن تجد كلمة الصلاه بأداء لا تجد ابدا أداء الصلاه ، على انى اقولها( ورزقى على الله) أن الذى يحدث منّا فى هذه الآونه هو أداء للصلاه ..نحن لا نقيم الصلاه، إقامة الصلاه تستوجب قراءة الفاتحه كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بسم الله الرحمن الرحيم*... الحمد لله رب العالمين *... الرحمن الرحيم*... مالك يوم الدين*... اياك نعبد واياك نستعين * ...اهدنا الصراط المستقيم* ...صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين ) آمين : ولا تُقال إلا فى الصلاه فإن كنت تقرأ فى كتاب الله تريد العباده والتعلم والتدبر فلا تقل بعد " ولا الضالين " آمين لأنك بهذا كأنك أدخلت فى القرآن ما ليس فيه فهى لا تُقال إلا فى الصلاه . فكلمة ( آمين ) وانت تقرأ الفاتحه فى كتاب الله تبارك وتعالى لا تقل فيها آمين لأنك تقرأ القرآن تقول " ولا الضالين " بسم الله الرحمن الرحيم " الم * .." لكن حينما نصلى " ولا الضالين " آمين سواء امام أو مأموم ، وآمين : اسم فعل امر بمعنى استجب لكنها ليست من القرآن ولا تُقال الا فى الصلاه . لكن هكذا تُقرأ الفاتحه وهكذا يتحقق قول رسول الله " قسمت الصلاة بينى وبين عبدى قسمين فإذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم ..وهى روايه وجدناها ان الله تعالى يقول : استفتح علىّ عبدى لكنى لا أعلم سندا لها لكن الروايه الصحيحه من أول ( الحمد لله رب العالمين ) على ان "بسم الله الرحمن الرحيم" استفتاح للصلاه ، وهناك خلاف كبير هل نجهر بالبسمله ام لا ؟ لكن الخلاف ليس على نقولها ام لا ، هذه نقطه يجب ان نقف عليها وانا لست فى درس فقه ولكنى اشير اليها ..الخلاف يا ساده : هل نجهر بالبسمله ام لا ؟؟ فمن لا يجهر بها يجب ان يقولها فى سره لكن لا يوجد خلاف حول هل نقولها ام لا ، الخلاف نجهر بها ام لا ؟ فالمالكيه والمكيه لا يجهرون بها ونحن حينما نصلى فى السعوديه فى مكه او فى المدينه حتى لو انا امام احترم هذا الرأى ولا أجهر بالبسمله لكن أُسّرها اقولها فى سرى ، فإذا صلينا فى مصر ونحن على مذهب من يجهرون بالبسمله فنجهر بها .. وهذا خلاف .. لكن الخلاف على الجهر ام الاسرار وليس نقولها ام لا لأنى لاحظت ان بعض الساده المصليين لا يقولها واذا سألته قال لك : لا اقولها الرسول لم يقولها ..الخلاف ليس فى انه لم يقولها الخلاف : الجهر بها ام الاسرار بها فليس عندنا خلاف قالها ام لا ..هذا كلام غير موجود ، الرسول احيانا جهر بها وغالبا أسرها وهذا هو الذى تعلمناه ، انما بعض المذاهب تجهر بالبسمله ونحن نجهر بالبسمله ولنا عِلّه فى اختيار هذا المذهب وعِلتنا أن سورة التوبه ( براءه ) نزلت بدون البسمله أما الفاتحه فعلى رأسها وآية من آياتها البسمله ..فحتى نفرق بين التوبه او براءه وباقى السور فضلا على انها آية من الفاتحه فنحن نختار مذهب الجهر بالبسمله ..انتهى الفقه فى هذا الموضوع لأنى لست فى درس فقه .
لكنى عند قرائتها يجب أن أتعلم ( إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله : حمدنى عبدى ) فأنا عندما أقول : الحمد لله رب العالمين يجب ان اسكت بمقدار ما أتهيأ سماع قول الحق تبارك وتعالى ( حمدنى عبدى ) فعندما تقول" الحمد لله رب العالمين" لا تقل "الرحمن الرحيم" إلا بعد ان تُعطى بُرهة زمنيه تسمع أو يتهيأ لك سماع قول الحق ( حمدنى عبدى ) هنا أقول " الرحمن الرحيم " فأتهيأ ( أثنى علىّ عبدى ) هنا أقول " مالك يوم الدين " فأتهيأ ( فوَض الىّ عبدى ) هنا أقول " اياك نعبد واياك نستعين " ..هنا يجب ان اتعلم " بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين* " الى هنا الكلام عن الله ثم " اياك نعبد واياك نستعين " الكلام يتحول الى الله ، ولابد هنا من وقفة أخرى حينما يتحول الخطاب من كلام عن الله إلي كلام إلي الله لابد أن أقف أنا أقول " بسم الله الرحمن الرحيم " سواء قلتها في سري أو جهرت بها فـ ( الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم *مالك يوم الدين ) هذا كلام عن الله ثم فجأه سأتكلم إلي الله وهذا الكلام الذي سأوجهه إلي الله تبارك وتعالي يتضمن معني وكنه ومفهوم العبوديه بأني أقول " إياك نعبد وإياك نستعين " بالصياغه التي أشرت إليها فلا معبود إلا انت ولا مستعان به إلا أنت بصياغتك أنت يارب العالمين.. لأني قديما سألت لو أن الله تبارك وتعالي تركنا وشأننا في اختيار الأسلوب الذي نصلي به كان سيكون خلاف كبير جداً بين المتعلم والأمّي .. بين أهل اللغه وغير المتخصصين فالأديب أو الشاعر أو الناثر أو البليغ سيختار ألفاظ تليق بذات الله وكمال الله وهكذا.. والرسول يختلف عن الصحابه عن التابعين عنّا : الأطباء المحامين المهندسين هؤلاء أناس عين متخصصين في اللغه فلن يعرفوا، لكن الله تبارك وتعالي شائت إرادته أن تكون هناك صياغه لغويه واضحه في عبادته وفي الصلاه التي هي أول العبادات بعد الشهاده : أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله جاءت الصلاه فأراد الله تبارك وتعالي وشأت إرادته أن تكون هناك صيغه تجمع بين الأمّي وأعلم العلماء وأفصح الفصحاء ، الأمّي الذي لم يتعلم الكتابه إنما يقرأ ، لايكتب ولا يحسب إنما يقرأ يتكلم في الصلاه كما يتكلم أمير الشعراء وإمام الأئمه وأفصح الفصحاء الكل يقول " بسم الله الرحمن الرحيم " فيقول الله : استفتح علىّ عبدى إن صح الحديث ، الكل يقول " الحمد لله رب العالمين " فيقول الله تعالى فى عليائه و كبريائه : حمدنى عبدى ، " الرحمن الرحيم " فيقول الله : أثني عليّ عبدي .. وعبدي هنا البليغ وغير البليغ الفصيح وغير الفصيح الكل سواء بصيغة إلهيه،، لو أجتمع أهل اللغه علي أن يأتوا بكلمه واحده من كلمات صورة الفاتحه أو أي كلمه في القرآن ما أستطاعوا .
ومن هنا كان فهم العبوديه هو القرآن الذي يتضمن ما تعبد به الله تبارك وتعالي ولذلك الكل سواء في العبوديه ولذلك العبادات تجد الكل فيها سواء بمعنى فى الصلاه الكبير يسجد والصغير يسجد.. الوزير يسجد والغفير يسجد الثري يسجد والفقير يسجد .. في الحج كذلك .. في الصيام كذلك.. أما في الزكاه فقد نختلف لأنه في دافع وفي قابض فهناك دافع للزكاه وهناك قابض للزكاه .. إنما ما يتحقق به العبوديه .. وطبعا كلمة ( عبوديه ) نريد أن نأخذها في حلقة منفرده القادمه أو ما بعدها .
ما معني العبوديه ؟؟ العبوديه : الذل والخضوع والتذلل لله تبارك وتعالي ، هذه المسأله يجب أن تُفهم في العبادات التي تحقق العبوديه لله تبارك وتعالي ويجب أن أفهم الكل فيها سواء ( أخرج الزكاه خارج العباده والعبوديه ) تجد الشهاده الكل فيها سواء : الصلاه الكل فيها سواء .. الصيام الكل فيه سواء .. الحج الكل فيه سواء ..وهذه المسأله نأخذها في حلقه أو حلقتين كاملتين .
الشاهد هنا : أن أول سوره هي الصلاه .. أول العبادات بعد الشهاده : فيها " إياك نعبد " وليست منفصله عن " إياك نستعين " ليُرَسِّخ الحق تبارك وتعالي عندي ان العباده لن تكون بإراده منفصله عن الإستعانه بالله تبارك وتعالي لأنه يعلم سبحانه كيف يجب أن يُعبد ولذلك العباده أوالعبوديه علاقه لابد أن تمضى على مراد الخالق من الألف الى الياء لا على هوى المخلوق ابدا ولا فى أى لحظه " بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم .." فاتباع الهوى يُخرج عن مضمون العبوديه وعن صحيح هذه العلاقه ، واتباع المنهج يدخلك فى صحيح العلاقه " واياك نعبد واياك نستعين " آيه لا تنفصل ويجب ان تكون العباده بمطلق الاستعانه ..والاستعانه هى المؤديه الى صحيح العباده .
أسأل الله تبارك وتعالي أن يجعلنا من العابدين علي سليم الموحدين علي مراده فينا القائمين آناء الليل وأطراف النهار يمضون هذه العلاقه ( العبوديه ) علي مراده سبحانه وعلي مراد رسوله من خلال الكتاب والسُنّه الصحيحه إن الله ولي ذلك والقادر عليه : أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .. وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. وكل عام وأنتم بخير.. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
نور الايمان محمد-
- البلد / الدوله :
عدد المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 22/06/2012
العمر : 35
العمل : معيده
مواضيع مماثلة
» الحلقة (2) من برنامج " إياك نعبد " ( العبوديه علاقه بين الخالق والمخلوق )
» الحلقة (1) من برنامج " إياك نعبد " ( لماذا خلقنا الله تبارك وتعالى ؟؟ )
» جميع حلقات برنامج ( إياك نعبد ) رمضان 2012
» الحلقة (10) من برنامج هل يختلفان من سلسلة (المس و السحر) الحلقة (1)
» برنامج آياك نعبد - د. محمد هداية رمضان2012
» الحلقة (1) من برنامج " إياك نعبد " ( لماذا خلقنا الله تبارك وتعالى ؟؟ )
» جميع حلقات برنامج ( إياك نعبد ) رمضان 2012
» الحلقة (10) من برنامج هل يختلفان من سلسلة (المس و السحر) الحلقة (1)
» برنامج آياك نعبد - د. محمد هداية رمضان2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى