الدين القيم - الحلقة 17
صفحة 1 من اصل 1
الدين القيم - الحلقة 17
لحلقة 17:
ما زلنا نعيش الآيات الدالة على وحداينة الله تبارك وتعالى وقدرته الفائقة التي لا يمكن عقلاً أو منطقاً أن تقارن بقدرة المخلوق عز وجل. وقول الحق تبارك وتعالى في سورة الروم (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) تناولنا هذه الآية من أكثر من زاوية وتحدثنا فيها عن أول الخلق والإعادة وتناولنا كل ما في الآية من إبداع لغوي وبياني وبقي لنا أن نستمع إلى الحق تبارك وتعالى وهو يشرح لنا بذاته سبحانه هذه الآية وهذا من الحديث القدسي الجليل الذي رواه لنا رسول الله r وأخرجه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، فالحديث صحيح متناً وسنداً. الذي يتكلم هو الله تبارك وتعالى والآية التي معنا من الله تبارك وتعالى إذن علينا أن نتعلم مسألة بداية الخلق وإعادته ومسألة الوحدانية لا أقول من القرآن فحسب وإنما من القرآن ومن الحديث القدسي. هذا الحديث له روايتين عن أبي هريرة وابن عباس وأنا أجمع بين الروايتين حتى نقف على حقيقة ما نريد أن نصل إليه في قوله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده) ذلك أن بعض المفسرين إلتبس عليهم الأمر في مسألة الإعادة فمنهم من شرح (ثم يعيده) على أنه البعث والبعث مسألة أخرى تتضح في الآية 11 من سورة الروم (الله يبدأ الخلق ثم يعيده وإليه ترجعون) يعني هناك فرق بين الإعادة والرجوع إلى الله، الرجوع إلى الله يعني البعث لكن يعيده أي يعيده كما بدأه أي إعادة خلق. الله تبارك وتعالى يقول كما قال رسول الله r: قال الله "كذّبني إبن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك (الكلام مؤلم يخلقني الله ثم أكذبه وأشتمه؟!) فأما تكذيبه إياي فزعم أني لن أقدر أن أعيده كما خلقته (زعم أي إدعى أنه لا إعادة للخلق بعد الموت) وليس بأول الخلق بأهون عليّ من إعادته (الله تعالى يرد على هذا الزعم في هذا الحديث أنه أول الخلق من الناحية المنطقية العقلية عندكم أصعب من الإعادة إذا نظرت إلى أي خالق أو صانع دائماً ما يفعله في المرة الثانية أفضل من المرة الأولى من الناحية المنطقية فالله تعالى يضرب لكم المثل من حيث فهمكم أنتم بدليل أنه قال في القرآن (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) الإعادة أهون أراد أن يقول لنا المولى أن نشغل عقلنا بعيداً عن الناحية الإيمانية، وقلنا أن العقيدة في معرفتك بالله تقوم على معرفة عقلية ومعرفة دينية فكأني الله تعالى يطلب أن نشغل عقولنا. يقول تبارك وتعالى " كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك والتكذيب كان في أن بعض بني آدم رفضوا مسألة الإعادة والإعادة ليست هي البعث لأنه قال (الله يبدأ الخلق ثم يعيده وإليه ترجعون) فالرجوع هو البعث وفي الآية معنا (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) فالإعادة ليست هي البعث إنما الإعادة هو أن يعيدك الله تبارك وتعالى كما كنت، كيف دخلت القبر؟ كامل الخلقة فيعيدك كامل الخلقة ثم إليه ترجعون. وأما شتمه إياي فقوله إتخذ الله ولدا. (قلنا أن معرفة الإله الحق تحتاج إلى نوعين من المعرفة عقلية ليس فيها تدخل إلا بهداية الله لكن قبل أن يأتي المنهج ودينية بالمنهج فربنا تعالى كأنه يقول لنا شغل عقلك الذي أعطاكم إياه الله تعالى، كيف يحتاج الله؟ إتخاذ الله للولد احتياج والله تبارك وتعالى لا يحتاج لكن نحن نحتاج والله لا يحتاج، أنت تحتاج وعندما تقول الله خذها على مدار ليس كمثله شيء. الحق سبحانه وتعالى يقول وأما شتمه إياي فقوله إتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد، وعندنا سورة الإخلاص يقول فيها الله تبارك وتعالى (قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفواً أحد) الله تبارك وتعالى في الحديث يقول كذبني وشتمني، التكذيب في الإعادة والشتم في قول من قال إتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد، وكفوا يعني ليس له شبيه ولا مماثل مثل ليس كمثله شيء وعندما نسمع ليس كمثله شيء خذها على مدار ولم يكن له كفواً أحد وفي قراءة كفؤاً أحد لا يكافئه لا يشابهه ولا يماثله ليس كمثله شيء. هذه الآية فيها كلمة اختلف فيها المفسرون وهي كلمة الصمد، فما معنى الصمد وما المراد منها؟
الصمد كلمة اختلف فيها المفسرون من حيث التوقيع اللغوي لها وفي الواقع اعتاد الناس على المعنى لا نرتاح إليه فيقولون الصمد هو المصمود إليه في الحوائج لكن الآية لا تتكلم عن هذه الصفة لله تبارك وتعالى وأن ترجع إلى الله في حاجتك هذا أمر مفروغ منه لكن السورة تتحدث في وحدانية الله وعدم إتخاذه للولد وعدم اتخاذه للولد سبحانه وتعالى راجع إلى الصمد والصمد لغوياً هو الذي لا جوف له فهو الذي لا يحتاج ولا يشتهي. (قل هو الله أحد) القرآن يقول لرسول الله r إذا سألك أحد عن الله فقل هو الله أحد و(هو) هنا تذكرنا بـ (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده) (هو) جاءت مكان (الله) في الآية الأخرى (الله يبدأ الخلق ثم يعيده)، هنا (قل هو الله). في سورة الروم آية 11 (الله يبدأ الخلق) وفي آية 27 (وهو الذي يبدأ الخلق) وفي الإخلاص (قل هو الله أحد) فالله موجودة ومع هذا يوجد (خو) فهنا (هو) ضمير الشأن أي إذا سئلت عن الله فشأنه أنه أحد أي شأنه أنه أحد ومن ثم فهو الذي لا يشتهي حتى يتخذ صاحبة أو ولد، هذا معنى سورة الإخلاص إذا سئلت عن الله تبارك وتعالى قد يسألك من يريد الإسلام أو نفسك تسألك من الله؟ فقل هو الله أحد أي شأنه أنه أحد. أحد وليس واحداً لأنه قلنا قد يكون واحد ولكنه مركب في ذاته لكن أحد دون تركيب ونعود لما ذكرناه في قصة إبراهيم u في بحثه عن الإله الحق لو الإله يتغير فيكون مُغيّره أولى بالعبادة وهنا نقول ولو كان مركباً كما ادعوا الثلاثة لكان المركِب أولى بالعبادة، إذا كان الله واحد في ثلاثة كما يدعون فالذي ركبه ثلاثة أولى بالعبادة. قل هو الله أحد واحد في ذاته أحدٌ لا يمكن أن يُركَّب المنطق بعيد عن الدين أنه لو الإله مركّب فالمركِّب أولى بالعبادة. (الله الصمد) الذي لا جوف له فلا يشتهي صاحبة ولا ولداً لا يحتاج ولذلك ساعة يقول الحق تبارك وتعالى: كا عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء إلا الصيام فإنه لي " فإنه لي أي لا يعبد به غير الله، (فإنه لي) صفة من صفاتي فأنا الصائم أبداً إذن الصمد الذي لا جوف له فلا يشتهي طعام ولا شراب ولا صاحبة فهو الصائم أبداً. (ولم يكن له كفواً أحدا) لا يكافئه شيء ليس كمثله شيء. هذه السورة تسمى سورة الإخلاص وفي سورة الكافرون يسميها بعض أهل التفسير سورة الإخلاص الثانية لأنها تخلِّص العبادة أيضاً لله تبارك وتعالى.، سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) تخلِّص العبادة لله تبارك وتعالى وسورة الكافرون (قل يا أيها الكافرون) تخلِّص العبادة لله تبارك وتعالى أيضاً فإذا قرأت في كتب التفسير سورتي الإخلاص فاعلم أنها الكافرون والإخلاص. (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) (هو) الأولى تعود على الله تعالى و(هو) الثانية تعود على الإعادة فالمفروض أن يقال هي أهون عليه لكنه لم يقل (هي) لأن شأن الله لا يتغير فأعادها على المُعاد لا على العملية وهي الإعادة: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده المعنى والإعادة أهون عليه لكن نظر الله تعالى إلى المُعاد لا إلى العملية وهذا هو منطق الشأن لله تبارك وتعالى فقال (وهو أهون عليه). (وهو أهون عليه) كما قال تعالى في الجديث القدسي "وليس بأول الخلق بأهون عليّ من إعادته" هذا منطق فالمسألة لما تسمع وهو أهون عليه خذها على مدار فهمك لأن عند الله تبارك وتعالى لا يوجد شيء أهون من شيء وحتى تفهمها أكثر هذه الكلمة بمفهومها أطلقها تبارك وتعالى مرة لزكريا ومرة لمريم قال لزكريا (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ (9) مريم) أن يعيطه الله تعالى ولداً وامرأته عاقر وهو كبير في السن هذا هيّن على الله تعالى وقال لمريم (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ (21) مريم) أن يعيطها ولداً من غير زوج فهذا هيّن عليه سبحانه. وهنا قال (وهو أهون عليه) وفي مريم قال (هو علي هين) فمرة قدّم ذاته سبحانه وتعالى ومرة أخّرها، في مريم قال (هو عليّ هين) لأنه في مريم ليس هناك ندٌ لله تبارك وتعالى فقدّم ذاته لأنه يريد الإختصاص أما هنا فيتكلم عن مسألة بداية وإعادة فقال (هو علي هين) فالشأن لا بد أن يُقدّم، هو علي هين ولكن وهو أهون عليّ فالعملية تُقدّم على الشأن أو على الذات الإلهية أما عند مريم حتى يؤكد أنه لا أحد يمكن أن يفعلها غيره فقال (هو عليّ هيّن). القرآن مبدع والقرآن هو المنهج وهو الذي يعلمنا كيف نفهم وكيف نفكر، أرأيتم هذا الإله الحق؟ أرأيتم منهجه؟ أرأيتم كيف يعطي الله تبارك وتعالى ويضرب لنا الأمثال في القرآن. مسألة وهو أهون عليه لا بد أن تفهمها على مدار إخراج الموضوع من إلف المعتاد في تفكيرك المنطقي، مثل هذا الأمر حدث في قضية إبراهيم u ساعة ألقوه في النار، أليس الله تعالى بقادر على أن يطفئ النار؟ يجعلها لا تشتعل؟ لكن لو حدث ذلك لقالوا النار لم تشتعل ولو اشتعلت لوضعنا إبراهيم فيها لكن انظروا شأن الله في هذا الفعل تبقى النار ولكن يعطل الله تبارك وتعالى حكمها وطبيعتها.
من موقع اسلاميات
ما زلنا نعيش الآيات الدالة على وحداينة الله تبارك وتعالى وقدرته الفائقة التي لا يمكن عقلاً أو منطقاً أن تقارن بقدرة المخلوق عز وجل. وقول الحق تبارك وتعالى في سورة الروم (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) تناولنا هذه الآية من أكثر من زاوية وتحدثنا فيها عن أول الخلق والإعادة وتناولنا كل ما في الآية من إبداع لغوي وبياني وبقي لنا أن نستمع إلى الحق تبارك وتعالى وهو يشرح لنا بذاته سبحانه هذه الآية وهذا من الحديث القدسي الجليل الذي رواه لنا رسول الله r وأخرجه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، فالحديث صحيح متناً وسنداً. الذي يتكلم هو الله تبارك وتعالى والآية التي معنا من الله تبارك وتعالى إذن علينا أن نتعلم مسألة بداية الخلق وإعادته ومسألة الوحدانية لا أقول من القرآن فحسب وإنما من القرآن ومن الحديث القدسي. هذا الحديث له روايتين عن أبي هريرة وابن عباس وأنا أجمع بين الروايتين حتى نقف على حقيقة ما نريد أن نصل إليه في قوله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده) ذلك أن بعض المفسرين إلتبس عليهم الأمر في مسألة الإعادة فمنهم من شرح (ثم يعيده) على أنه البعث والبعث مسألة أخرى تتضح في الآية 11 من سورة الروم (الله يبدأ الخلق ثم يعيده وإليه ترجعون) يعني هناك فرق بين الإعادة والرجوع إلى الله، الرجوع إلى الله يعني البعث لكن يعيده أي يعيده كما بدأه أي إعادة خلق. الله تبارك وتعالى يقول كما قال رسول الله r: قال الله "كذّبني إبن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك (الكلام مؤلم يخلقني الله ثم أكذبه وأشتمه؟!) فأما تكذيبه إياي فزعم أني لن أقدر أن أعيده كما خلقته (زعم أي إدعى أنه لا إعادة للخلق بعد الموت) وليس بأول الخلق بأهون عليّ من إعادته (الله تعالى يرد على هذا الزعم في هذا الحديث أنه أول الخلق من الناحية المنطقية العقلية عندكم أصعب من الإعادة إذا نظرت إلى أي خالق أو صانع دائماً ما يفعله في المرة الثانية أفضل من المرة الأولى من الناحية المنطقية فالله تعالى يضرب لكم المثل من حيث فهمكم أنتم بدليل أنه قال في القرآن (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) الإعادة أهون أراد أن يقول لنا المولى أن نشغل عقلنا بعيداً عن الناحية الإيمانية، وقلنا أن العقيدة في معرفتك بالله تقوم على معرفة عقلية ومعرفة دينية فكأني الله تعالى يطلب أن نشغل عقولنا. يقول تبارك وتعالى " كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك والتكذيب كان في أن بعض بني آدم رفضوا مسألة الإعادة والإعادة ليست هي البعث لأنه قال (الله يبدأ الخلق ثم يعيده وإليه ترجعون) فالرجوع هو البعث وفي الآية معنا (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) فالإعادة ليست هي البعث إنما الإعادة هو أن يعيدك الله تبارك وتعالى كما كنت، كيف دخلت القبر؟ كامل الخلقة فيعيدك كامل الخلقة ثم إليه ترجعون. وأما شتمه إياي فقوله إتخذ الله ولدا. (قلنا أن معرفة الإله الحق تحتاج إلى نوعين من المعرفة عقلية ليس فيها تدخل إلا بهداية الله لكن قبل أن يأتي المنهج ودينية بالمنهج فربنا تعالى كأنه يقول لنا شغل عقلك الذي أعطاكم إياه الله تعالى، كيف يحتاج الله؟ إتخاذ الله للولد احتياج والله تبارك وتعالى لا يحتاج لكن نحن نحتاج والله لا يحتاج، أنت تحتاج وعندما تقول الله خذها على مدار ليس كمثله شيء. الحق سبحانه وتعالى يقول وأما شتمه إياي فقوله إتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد، وعندنا سورة الإخلاص يقول فيها الله تبارك وتعالى (قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفواً أحد) الله تبارك وتعالى في الحديث يقول كذبني وشتمني، التكذيب في الإعادة والشتم في قول من قال إتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد، وكفوا يعني ليس له شبيه ولا مماثل مثل ليس كمثله شيء وعندما نسمع ليس كمثله شيء خذها على مدار ولم يكن له كفواً أحد وفي قراءة كفؤاً أحد لا يكافئه لا يشابهه ولا يماثله ليس كمثله شيء. هذه الآية فيها كلمة اختلف فيها المفسرون وهي كلمة الصمد، فما معنى الصمد وما المراد منها؟
الصمد كلمة اختلف فيها المفسرون من حيث التوقيع اللغوي لها وفي الواقع اعتاد الناس على المعنى لا نرتاح إليه فيقولون الصمد هو المصمود إليه في الحوائج لكن الآية لا تتكلم عن هذه الصفة لله تبارك وتعالى وأن ترجع إلى الله في حاجتك هذا أمر مفروغ منه لكن السورة تتحدث في وحدانية الله وعدم إتخاذه للولد وعدم اتخاذه للولد سبحانه وتعالى راجع إلى الصمد والصمد لغوياً هو الذي لا جوف له فهو الذي لا يحتاج ولا يشتهي. (قل هو الله أحد) القرآن يقول لرسول الله r إذا سألك أحد عن الله فقل هو الله أحد و(هو) هنا تذكرنا بـ (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده) (هو) جاءت مكان (الله) في الآية الأخرى (الله يبدأ الخلق ثم يعيده)، هنا (قل هو الله). في سورة الروم آية 11 (الله يبدأ الخلق) وفي آية 27 (وهو الذي يبدأ الخلق) وفي الإخلاص (قل هو الله أحد) فالله موجودة ومع هذا يوجد (خو) فهنا (هو) ضمير الشأن أي إذا سئلت عن الله فشأنه أنه أحد أي شأنه أنه أحد ومن ثم فهو الذي لا يشتهي حتى يتخذ صاحبة أو ولد، هذا معنى سورة الإخلاص إذا سئلت عن الله تبارك وتعالى قد يسألك من يريد الإسلام أو نفسك تسألك من الله؟ فقل هو الله أحد أي شأنه أنه أحد. أحد وليس واحداً لأنه قلنا قد يكون واحد ولكنه مركب في ذاته لكن أحد دون تركيب ونعود لما ذكرناه في قصة إبراهيم u في بحثه عن الإله الحق لو الإله يتغير فيكون مُغيّره أولى بالعبادة وهنا نقول ولو كان مركباً كما ادعوا الثلاثة لكان المركِب أولى بالعبادة، إذا كان الله واحد في ثلاثة كما يدعون فالذي ركبه ثلاثة أولى بالعبادة. قل هو الله أحد واحد في ذاته أحدٌ لا يمكن أن يُركَّب المنطق بعيد عن الدين أنه لو الإله مركّب فالمركِّب أولى بالعبادة. (الله الصمد) الذي لا جوف له فلا يشتهي صاحبة ولا ولداً لا يحتاج ولذلك ساعة يقول الحق تبارك وتعالى: كا عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء إلا الصيام فإنه لي " فإنه لي أي لا يعبد به غير الله، (فإنه لي) صفة من صفاتي فأنا الصائم أبداً إذن الصمد الذي لا جوف له فلا يشتهي طعام ولا شراب ولا صاحبة فهو الصائم أبداً. (ولم يكن له كفواً أحدا) لا يكافئه شيء ليس كمثله شيء. هذه السورة تسمى سورة الإخلاص وفي سورة الكافرون يسميها بعض أهل التفسير سورة الإخلاص الثانية لأنها تخلِّص العبادة أيضاً لله تبارك وتعالى.، سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) تخلِّص العبادة لله تبارك وتعالى وسورة الكافرون (قل يا أيها الكافرون) تخلِّص العبادة لله تبارك وتعالى أيضاً فإذا قرأت في كتب التفسير سورتي الإخلاص فاعلم أنها الكافرون والإخلاص. (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) (هو) الأولى تعود على الله تعالى و(هو) الثانية تعود على الإعادة فالمفروض أن يقال هي أهون عليه لكنه لم يقل (هي) لأن شأن الله لا يتغير فأعادها على المُعاد لا على العملية وهي الإعادة: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده المعنى والإعادة أهون عليه لكن نظر الله تعالى إلى المُعاد لا إلى العملية وهذا هو منطق الشأن لله تبارك وتعالى فقال (وهو أهون عليه). (وهو أهون عليه) كما قال تعالى في الجديث القدسي "وليس بأول الخلق بأهون عليّ من إعادته" هذا منطق فالمسألة لما تسمع وهو أهون عليه خذها على مدار فهمك لأن عند الله تبارك وتعالى لا يوجد شيء أهون من شيء وحتى تفهمها أكثر هذه الكلمة بمفهومها أطلقها تبارك وتعالى مرة لزكريا ومرة لمريم قال لزكريا (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ (9) مريم) أن يعيطه الله تعالى ولداً وامرأته عاقر وهو كبير في السن هذا هيّن على الله تعالى وقال لمريم (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ (21) مريم) أن يعيطها ولداً من غير زوج فهذا هيّن عليه سبحانه. وهنا قال (وهو أهون عليه) وفي مريم قال (هو علي هين) فمرة قدّم ذاته سبحانه وتعالى ومرة أخّرها، في مريم قال (هو عليّ هين) لأنه في مريم ليس هناك ندٌ لله تبارك وتعالى فقدّم ذاته لأنه يريد الإختصاص أما هنا فيتكلم عن مسألة بداية وإعادة فقال (هو علي هين) فالشأن لا بد أن يُقدّم، هو علي هين ولكن وهو أهون عليّ فالعملية تُقدّم على الشأن أو على الذات الإلهية أما عند مريم حتى يؤكد أنه لا أحد يمكن أن يفعلها غيره فقال (هو عليّ هيّن). القرآن مبدع والقرآن هو المنهج وهو الذي يعلمنا كيف نفهم وكيف نفكر، أرأيتم هذا الإله الحق؟ أرأيتم منهجه؟ أرأيتم كيف يعطي الله تبارك وتعالى ويضرب لنا الأمثال في القرآن. مسألة وهو أهون عليه لا بد أن تفهمها على مدار إخراج الموضوع من إلف المعتاد في تفكيرك المنطقي، مثل هذا الأمر حدث في قضية إبراهيم u ساعة ألقوه في النار، أليس الله تعالى بقادر على أن يطفئ النار؟ يجعلها لا تشتعل؟ لكن لو حدث ذلك لقالوا النار لم تشتعل ولو اشتعلت لوضعنا إبراهيم فيها لكن انظروا شأن الله في هذا الفعل تبقى النار ولكن يعطل الله تبارك وتعالى حكمها وطبيعتها.
من موقع اسلاميات
مواضيع مماثلة
» الدين القيم - الحلقة 6 ( آيات توضح معنى الدين القيم )
» الدين القيم - الحلقة 3 ( معنى الدين القيم )
» الدين القيم - الحلقة 7 ( الفرق بين الدين والاديان - التقوى و الاحسان )
» الدين القيم - الحلقة 8 ( الدين هو الأسلام )
» الدين القيم - الحلقة 25
» الدين القيم - الحلقة 3 ( معنى الدين القيم )
» الدين القيم - الحلقة 7 ( الفرق بين الدين والاديان - التقوى و الاحسان )
» الدين القيم - الحلقة 8 ( الدين هو الأسلام )
» الدين القيم - الحلقة 25
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى