حوار شيق مع الدكتور محمد هداية
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حوار شيق مع الدكتور محمد هداية
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الأحِبَّة في الله
السَّلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَة الله وبَرَكَاته
أُقَدِّم لحَضَرَاتكُم اليَوْم حِوَاراً للدُّكْتُور/ مُحَمَّد هِدَايَة لمَجَلَّة (الشَّبَاب)، وهُوَ حِوَار قَدِيم ولكِنِّي أحْبَبْتُ إهْدَائه إلَيْكُم عَبْرَ صَفْحَة الدُّكْتُور في مُنْتَدَانَا.
نبْذَة عَنْ الدُّكْتُور مُحَمَّد هِدَايَة
هُوَ مُحَمَّد عَبْد المَجِيد عَبْد الفَتَّاح؛ وكُنْيَته مُحَمَّد هِدَايَة، عُضْو مَجْمَع البُحُوث الإسْلامِيَّة بمِصْر؛ وعُضْو المَجْلِس الأعْلَى للشُّئُون الإسْلامِيَّة والمُسْتَشَار برَابِطَة العَالَم الإسْلامِي في مَكَّة المُكَرّمَة.
لَهُ العَدِيد مِنَ البَرَامِج والنَّدَوَات التي تُعْرَض عَلَى الفَضَائِيَّات مِثْل:
بَرْنَامَج الرَّحْمَن عَلَّمَ القُرْآن
بَرْنَامَج رِجَال ونِسَاء في القُرْآن
بَرْنَامَج زَكِّ صِيَامك
بَرْنَامَج الدِّين القَيِّم
بَرْنَامَج قَوْلٌ بَعْدَ قَوْل
والبَرْنَامَج الأسَاسِي المُسْتَمِرّ إلى الآن: طَرِيقُ الهِدَايَة
بالإضَافَة إلى مَجْمُوعَة لِقَاءَات ونَدَوَات مُتَنَوِّعَة
مَفَاتِيح الحِوَار هي:
- مِشْوَار الدُّكْتُور العِلْمِي.
- مُوَاصَفَات الدَّاعِيَة.
- الدُّكْتُور والإعْلام.
- شَنّ الهُجُوم عَلَى الدُّكْتُور.
- مُحَمَّد هِدَايَة خَلِيفَة الشَّعْرَاوِي.
- الدَّاعِيَة المُودِرْن.
- مَصْدَر دَخْل الدُّكْتُور مُحَمَّد هِدَايَة.
- خِطَطه المُسْتَقْبَلِيَّة.
بِدَايَة الحِوَار:
المُحَاوِرَة: نَادِيَة مَنْصُور
الدُّكْتُور مُحَمَّد هِدَايَة هُوَ وَاحِد مِنَ الدُّعَاةِ الجُدُد، حَظِيَ خِلال الشُّهُور الأخِيرَة بشُهْرَة كَبِيرَة مِنْ خِلال البَرْنَامَج التِّلِفِزْيُونِي الَّذِي يُقَدِّمه مَعَ الشَّيْخ مُحَمَّد جِبْرِيل ويَرُدَّان فِيهِ عَلَي أسْئِلَة المُشَاهِدِين، كَمَا أنَّهُ يلْقِي خُطْبَة الجُمُعَة في عِدَّة مَسَاجِد، وقَالَ البَعْض أنَّهُ سَيَكُون خَلِيفَة الشَّيْخ مُحَمَّد مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي.
وبالرَّغْم مِنْ نَجَاحَاته المُتَتَالِيَة؛ فَلَقَدْ تَعَرَّضَ الدُّكْتُور هِدَايَة لهُجُوم شَدِيد وَصَلَ إلي حَدِّ إبْلاغ النَّائِب العَامّ ضِدّه بإنْتِحَاله اسْمَاً غَيْر اسْمه الحَقِيقِي، وأيْضَاً لاتِّهَامه بعَدَم الحُصُول عَلَى الدُّكْتُورَاة.
وقَدْ وَافَقَ الدُّكْتُور هِدَايَة مَشْكُورَاً عَلَي الإدْلاء بشَهَادَته أمَام مَحْكَمَة الشَّبَاب حَوْلَ القَضَايَا التي أُثِيرَت ضِدّه، والأسْبَاب التي دَفَعَت البَعْض إلي مُحَاوَلَة إلْصَاق تُهَم غَيْر صَحِيحَة بِهِ.
المُحَاوِرَة: كَيْفَ سَلَكْتَ طَرِيق الدَّعْوَة الإسْلامِيَّة بالرَّغْم مِنْ أنَّكَ لَمْ تَدْرس بالأزْهَر أو تَتَلَقَّي عُلُومَاً دِينِيَّة؟
الدُّكْتُور: في عَامِ 1979 كُنْتُ طَالِبَاً بقِسْم الأحْيَاء في كُلِّيَّة التَّرْبِيَة جَامِعَة عين شَمْس، وكُنْتُ مُوَاظِبَاً عَلَى حُضُور صَلاة الجُمُعَة في مَسْجِد أنَس بْن مَالِك في الظَّاهِر؛ وهذا المَسْجِد لَهُ رُوَّاده مِنْ أصْحَابِ الثَّقَافَات العَالِيَة ويَتَعَاقَب عَلَيْه الأئِمَّة والخُطَبَاء، وفي أحَد أيَّام الجُمُعَة تَخَلَّف الإمَام عَنْ الحُضُورِ ولَمْ يَتَقَدَّم أحَد لإلْقَاء الخُطْبَة، ووَجَدْتُ نَفْسِي مُؤَهَّلاً لَهَا فَألْقَيْتهَا؛ ودَفَعَنِي إلى ذَلِكَ أنَّنِي كُنْتُ أتَرَدَّد عَلَى بَعْض العُلَمَاء مِثْل الشَّيْخ مُحَمَّد الغَزَّالِي والشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك بالإضَافَة لشَيْخ جَلِيل تَوَفَّاهُ الله كَانَ يَعْمَل في مَجَال الدَّعْوَة والتَّبْلِيغ كُنْتُ أُقَابِله في مَسْجِد الظَّاهِر بِيبَرْس كُلّ ثُلاثَاء حَيْثُ كَانَ يعْطِي دَرْسَاً وتَدُور مَعَهُ مُنَاقَشَات في الفِقْه والدِّين، وهكذا خَطَبْتُ لأوَلّ مَرَّة عَنْ التَّدَيُّن الحَقِيقِي وعَبَّرْتُ عَنْ عَدَم إيِمَانِي بوُجُود طَوَائِف مُتَعَدِّدَة في الإسْلام حَيْثُ بَدَأت وَقْتهَا تَيَّارَات عَدِيدَة في الظُّهُور مِنْهَا الجِهَاد والأخْوَان؛ وأكْرَمَنِي الله وأثْنَي رُوَّاد المَسْجِد عَلَى خُطْبَتِي وطَلَبُوا أنْ أتَوَلَّي الخُطْبَة كُلَّمَا سَنَحَت لِيَ الفُرْصَة، والحَمْدُ لله فَلَقَدْ وَجَدَت كَلِمَاتِي صَدَىً لَدَى الكَثِيرِين، ولَمَسْتُ ذَلِكَ مِنْ حِرْصهم عَلَى حُضُور خُطَبِي.
ثُمَّ حَدَثَ لِي تَطَوُّرَات شَخْصِيَّة حَيْثُ أصَبْتُ في حَادِث سَيَّارَة أقْعَدَنِي ثَلاثَة أشْهُر؛ ثُمَّ كَانَ حَادِث المَنَصَّة الَّذِي أُغْتِيلَ فِيهِ الرَّئِيس الرَّاحِل أنْوَر السَّادَات، وعِنْدَمَا عُدْتُ للخَطَابَة اعْتَقَلُونِي ثُمَّ أفْرَجُوا عَنِّي، وتَوَلَّد لَدَيّ تَصْمِيم عَلَى الاسْتِمْرَار في هذا الطَّرِيق خَاصَّةً أنَّنِي اسْتَشْعَرْتُ أنَّ الدِّين بحَاجَة لمَنْ يَكْشِف حَقَائِقه وتَعَالِيمه وعُلُومه؛ فَالْحَدِيث دَائِمَاً مُعَاد ومُكَرَّر عَنْ الصَّوْم والحِجّ والسِّيرَة وقَصَص الأنْبِيَاء والفِقْه.
وفي عَامِ 1984 سَنَحَت لِي فُرْصَة أعْتَبِرهَا نُقْطَة تَحَوُّل رَئِيسِيَّة في حَيَاتِي؛ فَقَد طُلِبَ مِنِّي أنْ أقُوم عَلَى تَفْسِير الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل عِيسَى (أبْرَز عُلَمَاء الأزْهَر) للقُرْآن الكَرِيم، وهذا العَالِم كَانَ أُسْتَاذَاً لكُلٍّ مِنَ الشَّيْخ مُحَمَّد مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي والدُّكْتُور عَبْد المُنْعِم النِّمْر والشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن البِيصَار والإمَام عَبْد الحَلِيم مَحْمُود والشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك، وهذا الشَّيْخ تُوُفِّيَ عَام 1980 عَنْ عُمْر 105 أعْوَام، وتَعَرَّفْتُ عَلَيْه عَنْ طَرِيق ابْنه الَّذِي كَانَ صَدِيقَاً لخَالِي، وأوَّل زِيَارَة لَهُ كَانَت يَوْم وَفَاته، وانْبَهَرْتُ بمَكْتَبَته؛ فَشَقَّته بالكَامِل عبَارَة عَنْ مَكْتَبَة تَضُمّ كُتُبَاً نَادِرَة وقَدِيمَة جِدَّاً مِمَّا دَفَعَنِي إلي التَّفْكِير في أنْ تَكُون لِي مَكْتَبَة تَحْوِي كُلّ العُلُوم والآدَاب واللُّغَة والدِّين.
والحَقِيقَة أنَّ انْبِهَارِي بهذا الجَوّ دَفَعَنِي إلي الاتِّجَاه لتَحْوِيل مَسَار دِرَاسَتِي مِنْ كُلِّيَّة التَّرْبِيَة قِسْم العُلُوم الفِرْقَة الثَّالِثَة إلى دِرَاسَة أُصُول الدِّين بالأزْهَر؛ لكن الكُلِّيَّة رَفَضَت لأنَّ دِرَاسَتِي عَامَّة ولَيْسَت أزْهَرِيَّة، وهُنَا فَكَّرْتُ في الانْتِقَال لكُلِّيَّة الحُقُوق، لكن الدُّكْتُور عَبْد السَّلام عَبْد الغَفَّار عَمِيد حُقُوق عين شَمْس وَقْتهَا نَصَحَنِي بألاَّ أتْرُك السَّنَوَات الثَّلاث التي قَضَيْتهَا في التَّرْبِيَة تَضِيع هَبَاءً، وقَالَ: تَسْتَطِيع أنْ تَدْرس الحُقُوق بَعْدَ ذَلِك؛ لكِنَّكَ إذا دَرَسْتَ الحُقُوق لَنْ تَسْتَطِيع الالْتِحَاق بالعُلُوم، واسْتَجَبْتُ لنَصِيحَته وأنْهَيْتُ دِرَاسَة العُلُوم وانْتَسَبْتُ للحُقُوق وللآدَاب قِسْم اللُّغَة العَرَبِيَّة.
أعُودُ إلى نُقْطَة التَّحَوُّل وهي أنَّ الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل عِيسَى كَانَ قَدْ فَسَّرَ القُرْآن الكَرِيم ثُمَّ قَامَ مُنْذُ عَام 1957 وحتي 1979بإدْخَال تَعْدِيلات عَلَى هذا التَّفْسِير، ثُمَّ دَخَلَ في غَيْبُوبَة اسْتَمَرَّت ثَلاث سَنَوَات؛ وأوْصَى بإتْمَام هذه المُهِمَّة، وطَلَبَ أنْ يَتَوَلاَّهَا دَارِس للُّغَة وأُصُول الدِّين، وأنْ يُرَاجِع عَلَيْه الشَّيْخ مُحَمَّد مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي بصِفَته دَارِسَاً للُّغَة وعَالِمَاً، ويَتَوَلَّى المُرَاجَعَة الشَّيْخ عَبْد المُنْعِم النِّمْر والشَّيْخ مُحَمَّد عَبْد الجَلِيل عِيسَى، وكَانَ خَيْرِي عَبْد الجَلِيل صَدِيقِي وأطْلَعَنِي عَلَى الوَصِيَّة، ووَاجَهَتْنَا مُشْكِلَة هي أنَّ خَطّ الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل غَيْر وَاضِح ومِنَ الصَّعْب قِرَاءَته، وبفَضْل الله نَجَحْتُ في قِرَاءَته وأخَذْتُ 50 وَرَقَة عَكَفْتُ عَلَيْهَا أُسْبُوعَاً في البَيْت ونَجَحْتُ في تَحْقِيقهَا وعَدْتُ للمُرَاجِعِين وعَرَضْتُ عَلَيْهم مَا قُمْتُ بِهِ واسْتَعَنْتُ عَلَى مُهِمَّتِي بأُمَّهَات التَّفَاسِير مِثْل المَنَار والرَّازِي والألُوسِيّ؛ ومِنْ هُنَا بَدَأت مُقَابَلاتِي للشَّيْخ مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي الَّذِي أعْطَانِي أرْقَام تِلِيفُونَاته الخَاصَّة، وكَانَ صَاحِب فَضْل كَبِير عَلَيّ، ثُمَّ تَعَرَّفْتُ عَلَى العَالِم الدُّكْتُور رَمَضَان عَبْد التَّوَّاب أُسْتَاذ اللُّغَة العَرَبِيَّة بكُلِّيَّة الآدَاب الَّذِي تَتَلْمَذْتُ عَلَى يَدَيْه ولَمْ يَبْخَل عَلَيّ بعِلْمه الغَزِير، وكُنْتُ الوَحِيد الَّذِي وَافَقَ عَلَى أنْ يُعِيرنِي كُتُبَاً مِنْ مَكْتَبَته الغَنِيَّة بكُتُب التُّرَاث، وقَدْ نَصَحَنِي بدِرَاسَة عِلْم المَخْطُوطَات، وهَكَذَا مَضَى بِيَ الحَال، أمَّا عَنْ الدِّرَاسَة فَقَدْ كُنْتُ أعْتَذِرُ عَنْ امْتِحَان كُلِّيَّة وأدْخُل امْتِحَان الأُخْرَى إذا تَعَذَّرَ التَّوْفِيق، حتى انْتَهَيْتُ مِنْ مُهِمَّة تَحْقِيق تَفْسِير الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل عَام 2000 بَعْد عِشْرِين عَامَاً في هذه المُهِمَّة، وأنْهَيْتُ دِرَاسَتِي في الحُقُوق والآدَاب، والْتَحَقْتُ بمَعْهَد إعْدَاد الدُّعَاة، ومُنْذُ عَام 1979 لَمْ أتَوَقَّف عَنْ الخَطَابَة في مَسْجِد أنَس بْن مَالِك في الظَّاهِر، ومَسْجِد في الهَرَم وآخَر في مَدِينَة نَصْر، وعِنْدَمَا افْتُتِحَ قِسْم جَدِيد في جَامِعَة المِنْيَا لدِرَاسَة تَحْقِيق التُّرَاث الإسْلامِي والعَرَبِي الْتَحَقْتُ بِهِ وأكْمَلْتُ دِرَاسَتِي بِهِ حتى المَاجِسْتِير، وللأسَف لَمْ تَسْمَح الدِّرَاسَة بِهِ للحُصُول عَلَى الدُّكْتُورَاه، وعِنْدَمَا فَتَحَ الأزْهَر أبْوَابه لطُلاَّب الكُلِّيَّات المَدَنِيَّة تَقَدَّمْتُ بأوْرَاقِي لكُلِّيَّة أُصُول الدِّين، وأذْكُرُ أنَّ بَاب القبُول كَانَ قَدْ أُغْلِق فَلَجَأتُ إلى الدُّكْتُور مَحْمُود زَقْزُوق الَّذِي كَانَ عَمِيدَاً للكُلِّيَّة وَقْتهَا؛ الَّذِي وَافَقَ عَلَى قبُول أوْرَاقِي، ووَصَلْتُ إلى الصَّفّ الثَّانِي بالكُلِّيَّة ثُمَّ تَوَقَّفْتُ عَنْ الدِّرّاسَة للتَّفَرُّغ للدُّكْتُورَاه مِنْ أكَادِيمِيَّة في جُورْجِيَا تَهْتَمّ بالمَخْطُوطَات، وقَدْ سَاعَدَنِي عَلَى الالْتِحَاق بِهَا أحَد أصْدِقَائِي.
وتَقَدَّمْتُ برِسَالة مَوْضُوعهَا (مَنَاهِج بَحْث وتَحْقِيق التُّرَاث الإسْلامِي بَيْنَ الإصَابَة والخَطَأ)، وأذْكُر أنَّ رَئِيس الأكَادِيمِيَّة في جُورْجِيَا طَلَبَ التَّحَقُّق مِنْ مُؤَهّلاتِي، فَأرْسَلُوا يَطْلبُونَ أُصُولاً مُوَثَّقَة للمُؤَهّلات، وهذا رَدّ عَلَى مَنْ يُهَاجِمُونَنِي بأنَّنِي غَيْر حَاصِل عَلَى الدُّكْتُورَاه أو أُولَئِكَ الَّذِينَ يُشَكِّكُونَ في مُؤَهّلاتِي، وقَدْ دَعَانِي رَئِيس جُورْجِيَا مَعَ أرْبَعَة مُرَافِقِين لتَكْرِيمِي بَعْدَ حُصُولِي عَلَى الدُّكْتُورَاه ولَمْ أُسَافِر لانْشِغَالِي بعَمَلِي، وهذا هُوَ الفَرْق بَيْنَ مَنْ يُشَكِّك في عِلْمِي ومَنْ يُقَدِّر هذا العِلْم خَارِج بَلَدِي.
المُحَاوِرَة: مَا المَقْصُود بتَحْقِيق التُّرَاث؟
الدُّكْتُور: هُوَ عِلْم وَاسِع؛ ومِنْ أسَاتِذَته عَبْد السَّلام هَارُون وعَبْد السَّتَّار الحَلْوَجِي وعَبْد المَجِيد دِيَاب، وهُمْ مِنْ القَلائِل في تَحْقِيق التُّرَاث، ولا يَقِف دَوْر المُحَقِّق عِنْدَ البَحْث عَنْ مَصْدَر الحَدِيث سَوَاء في البُخَارِيّ أو غَيْره؛ حَيْثُ يَضَع لنَفْسه مَنْهَجَاً جَدِيدَاً يَسْتَطِيع مِنْ خِلاله أنْ يَشْرَح الغَامِض في النَّصّ.
المُحَاوِرَة: مَا هي مُوَاصَفَات مَنْ يَعْمَل بالدَّعْوَة؟
الدُّكْتُور: اسْتَعِيرُ هُنَا جُمْلَة للإمَام الشَّافِعِيّ يَقُول فِيهَا [ إذا أرَدْتَ أنْ تَصْنَع عَالِمَاً؛ فَلابُدّ أنْ تُوجَد لَدَيْه سِعَة أُفُق؛ وطُول عُمْر؛ وصُحْبَة أسْتَاذ ]، فَالَّذِي يَعْمَل بالدَّعْوَة لابُدّ أنْ تَكُون لَدَيْه حَصِيلَة مَعْلُومَات وَاسِعَة في كُلّ المَجَالات، ويَكُون قَارِئَاً جَيِّدَاً للعُلُوم والآدَاب والدِّين بكُلّ فُرُوعه مِنْ فِقْه وحَدِيث وتَفْسِير، وهذه المُمَيِّزَات كَانَ يَتَّصِف بِهَا الإمَام مُحَمَّد الغَزَّالِي والشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك والشَّيْخ مُحَمَّد مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي رَحِمَهُم الله جَمِيعَاً، ثُمَّ تَأتِي بَعْدَ ذَلِك مُقَوِّمَات الشَّخْصِيَّة وأهَمّهَا القبُول مِنَ الله سُبْحَانه وتَعَالَى.
المُحَاوِرَة: كَيْفَ دَخَلْتَ التِّلِفِزْيُون؟
الدُّكْتُور: لِي صَدِيق لَهُ مَكَانَة مَرْمُوقَة؛ يُتَابِع خُطَبِي في المَسَاجِد ويَتْنَقِل مِنْ مَسْجِد إلى آخَر، وعِنْدَمَا شَاهَدَ إقْبَال النَّاس عَلَى دَعْوَتِي نَصَحَنِي بالاتِّجّاه للإعْلام، والحَقِيقَة أنَّنِي لَمْ أسْعَ للإعْلام يَوْمَاً؛ لكِنَّهُ أقْنَعَنِي بأهَمِّيَّة التَّوَجُّه للشَّبَاب مِنْ خِلال بَرَامِج تِلِفِزْيُونِيَّة وَاسِعَة الانْتِشَار قَائِلاً إنَّ هذا يُسَاعِد الكَثِيرِين عَلَى الاسْتِفَادَة مِنْ دَعْوَتِي؛ ورَتَّبَ لِي لِقَاء مَعَ السَّيِّدَة زَيْنَب سُويدَان، وبرَغْم أنَّهُ خُصِّصَت لِي ثَلاثَة بَرَامِج فَقَدْ اكْتَفَيْتُ ببَرْنَامَج وَاحِد خَاصَّةً أنَّنِي أخْطُبُ كُلّ أُسْبُوع في أحَد المَسَاجِد، فَفِي الأُسْبُوع الأوَّل مِنْ كُلّ شَهْر في مَسْجِد حِرَاء بالمُقَطَّم، وفي الأُسْبُوع الثَّانِي مَسْجِد السَّلام بمَدِينَة نَصْر، والأُسْبُوع الثَّالِث مَسْجِد الهُدَى في مَدِينَة نَصْر أيْضَاً، والأُسْبُوع الرَّابِع تُكَلِّفنِي وَزَارَة الأوْقَاف بالخُطْبَة في مُحَافَظَة كُلّ شَهْر عَرَبِي، وأتَمَنَّى أنْ يَتِمّ تَخْصِيص مَسْجِد وَاحِد حتى لا يَتَعَرَّض النَّاس لمَشَقَّة الانْتِقَال مَعِي مِنْ مَسْجِد لآخَر ومِنْ مَنْطِقَة لأُخْرَى.
المُحَاوِرَة: تَعَرَّضْتَ في الفَتْرَة الأخِيرَة لحَمْلَة هُجُوم وَاسِعَة وَصَلَت إلى النَّائِب العَامّ، فَمَا هُوَ سَبَب هذه الحَمْلَة؛ ومَا هُوَ تَفْنِيدكَ للادِّعَاءَات المُوَجَّهَة إلَيْكَ؟
الدُّكْتُور: أُرِيدُ أنْ أُوَضِّح أنَّ هذا الهُجُوم وَرَاءه شَخْص أعْرِفهُ؛ لكن الَّذِي يَهُمّنِي هُوَ تَفْسِيرِي لِمَا وُجِّهَ لِي مِنْ انْتِقَادَات:
بالنِّسْبَة لحَيَاتِي الخَاصَّة فَقَدْ كُنْتُ مُتَزَوِّجَاً في بِدَايَة حَيَاتِي بسَيِّدَة تَكْبُرنِي في السِّنّ, أنْجَبْتُ مِنْهَا وَلَدَاً وبِنْتَاً، واخْتَلَفْنَا وتَمَّ الطَّلاق وأخَذْتُ الطِّفْلَيْن وتَرْعَاهُمَا الآن جِدَّتهمَا، ولَمْ أدَعهُمَا لأُمّهمَا لأنِّي أوْلَى بِهمَا، وبالتَّالِي فَلَمْ أتَخَلَّ عَنْ مَسْئُولِيَّتِي كَأبّ، وتَزَوَّجْتُ إنْسَانَة فَاضِلَة وأرْعَى ابْنَتهَا التي تَعِيش الآن في كَنَفِي، وعِنْدَمَا لَمَسَت مُطَلَّقَتِي شُهْرَتِي ونَجَاحِي حَاصَرَتْهَا الغِيرَة؛ فَتَقَدَّمَت ضِدِّي ببَلاغ إلى النَّائِب العَامّ عَنْ طَرِيق مُحَامِيهَا تَتَّهِمنِي بأنَّنِي أحْمِل اسْمَاً غَيْر اسْمِي وبأنَّنِي لا أحْمِل دَرَجَة الدُّكْتُورَاه وأنَّ شَهَادَاتِي مُزَيَّفَة، ورَدِّي عَلَى ذَلِك هُوَ هَلْ هُنَاكَ مَا يَمْنَع إنْسَانَاً مِنْ اتِّخَاذ اسْم شُهْرَة لَهُ؟ فَكَلِمَة هِدَايَة المَوْجُودَة باسْمِي لَمْ أطْلِقهَا عَلَى نَفْسِي؛ وإنَّمَا أطْلَقَهَا عَلَيَّ الشَّيْخ عَبْد المُنْعِم النِّمْر حَيْثُ كُنَّا في جَلْسَة تَفْسِير وكُنْتُ أُفَسِّر الهَدْيّ في القُرْآن الكَرِيم مَرَّة للنَّاس ومَرَّة للمُتَّقِين، وعِنْدَمَا انْتَهَيْنَا مِنَ الجَلْسَة دَاعَبَنِي الشَّيْخ النِّمْر قَائِلاً [ أنْتَ مُحَمَّد هِدَايَة ]، واسْتَمَرَّت هذه التَّسْمِيَة بَعْدَ ذَلِك، أمَّا مَسْألَة المُؤَهلات فَكَمَا قُلْت فَإنَّ مُؤَهّلاتِي كُلّهَا مُوَثَّقَة وهي مَوْجُودَة لمَنْ يريد أنْ يَطَّلِع عَلَيْهَا.
أمَّا عَنْ تَشْكِيك بَعْض رِجَال الأزْهَر في عِلْمِي؛ فَلَقَد تَزَامَن مَعَ مُذَكِّرَة أعَدَّتهَا لَجْنَة البَرَامِج الدِّينِيَّة بالتِّلِفِزْيُون تَنْتَقِد فِيهَا رُدُودِي في البَرْنَامَج التِّلِفِزْيُونِي الشَّهِير الَّذِي يَسْتَضِيفنِي للرَّدّ عَلَى أسْئِلَة الجُمْهُور عَبْرَ التِّلِيفُون، وقَدْ فَنَّدْتُ كُلّ الاتِّهَامَات المُوَجَّهَة ضِدِّي في رَدّ بَعَثْتُ بِهِ إلى السَّيِّد صَفْوَت الشَّرِيف وَزِير الإعْلام حَيْثُ يَقُولُونَ في اتِّهَامَاتهم أنَّ هُنَاكَ أخْطَاءً ولَحْنَاً في آيَات القُرْآن الكَرِيم واللُّغَة العَرَبِيَّة في البَرْنَامَج، لكِنَّهُم لَمْ يُحَدِّدُوا أمْثِلَه لهذا اللَّحْن؛ وهذا دَلِيل عَلَى أنَّهَا ادِّعَاءَات.
أيْضَاً اعْتَرَضُوا عَلَى تَفْسِيرِي إنَّ جُمْلَة (آدَم خَلِيفَة الله في الأرْض) خَاطِئَة؛ لأنَّ الخَلِيفَة هُوَ مَنْ يَخْلُف غَيْره بَعْدَ مَوْته ويَقُوم مَقَامه، أمَّا الله فلا يَمُوت، وبالتَّالِي لَنْ يَكُون لَهُ خَلِيفَة، وإنَّمَا المَقْصُود بهذا التَّفْسِير مِنْ أنَّ آدَم عَلَى رَأس ذُرِّيَّة يَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضَاً، وهذا تَفْسِير ابْن كَثِير، أمَّا التَّفْسِير الخَاطِيء الَّذِي اعْتَرَضُ عَلَيْه فَهُوَ للألُوسِيّ.
كَمَا زَعَمُوا أنَّنِي قُلْت أنَّ الإسْرَاء والمِعْرَاج كَانَ تَمْثِيلاً، وهذا لَمْ يَحْدُث ولا أعْلَم مِنْ أيْنَ جَاءُوا بهذا الكَلام الغَرِيب!! ثُمَّ ادَّعُوا فَهْمِي الخَاطِيء لقَوْله تَعَالَى [ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ] وأنَّنِي أُخْطِئ حِينَمَا أقُولُ أنَّ المُرَاد مِنْ مِثْله أنَّهُ الرَّسُول ولَيْسَ القُرْآن، والحَقِيقَة أنْ تَفْسِيرِي أقْرَب للمَنْطِق واسْتَشْهِد بتَفْسِير المَنَار للشَّيْخ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا، وكَذَلِكَ انْتِقَادِي بأنَّنِي أخْطَأتُ في آيَة قُرْآنِيَّة صَحَّحَهَا لِي الشَّيْخ مُحَمَّد جِبْرِيل؛ وأرُدُّ بأنَّنِي الْتَبَسَ عَلَيَّ الأمْر في المُتَشَابِه، وهذا وَارِد بدَلِيل أنَّ الشَّيْخ الشَّعْرَاوِي نَصَحَنِي بألاَّ أعْتَمِد عَلَى الذَّاكِرَة في أثْنَاء التَّفْسِير؛ فَهُوَ مَثَلاً كَانَ يَمْسِك المُصْحَف وهُوَ يُفَسِّر القُرْآن الكَرِيم بالرَّغْم أنَّهُ يَحْفَظهُ كَامِلاً.
أيْضَاً أُرِيدُ أنْ أقُول أنَّ أوَّل حَلَقَة لِي في التِّلِفِزْيُون كَانَت بعُنْوَان (وُلِدَ الهُدَى) يَوْم 22 مَايُو المَاضِي، وقَدْ أُذِيعَت عَلَى الهَوَاء وكَانَ مُقَرَّرَاً لَهَا سَاعَة فَقَط، لكِنَّهَا امْتَدَّت ثَلاث سَاعَات ورُبْع السَّاعَة دُونَ انْقِطَاع، وذَلِكَ بنَاءً عَلَى طَلَب المَسْئُولِين بَعْدَ مُشَاهَدَة رَدّ فِعْل النَّاس الايِجَابِي لَهَا، وقَدْ بِيعَت هذه الحَلَقَة في أمْرِيكَا وتَسَبَّبَت في إسْلام 300 أمْرِيكِي، وهَدَفِي مِنْ هذه الدَّعْوَة هُوَ خِدْمَة الإسْلام ولَيْسَ الرِّبْح المَادِّالور:لا عبد الفتاح؛ وكنيته محمد ض على افضائيات وغيرهاقيحها، فأحببت إهدائه إليكمي، فَأنَا لَمْ أتَقَاضَ أجْرَاً لا مِنْ التِّلِفِزْيُون ولا مِنَ الأوْقَاف، فَالتِّلِفِزْيُون يعْطِي50 جُنَيْهَاً قَبْلَ الضَّرَائِب للحَلَقَة، وقَدْ رَفَضْتُ عَمَل بِطَاقَة ضَرِيبِيَّة للحُصُول عَلَى المُكَافَأة، ومَعَ ذَلِك ادَّعُوا أنَّنِي أكْسَب في الحَلَقَة50 ألْف جُنَيْه!! وقَدْ حَضَرَ لِي مُوَاطِن مِنْ شَرْق آسْيَا يُرِيد أخْذ حَلَقَات البَرْنَامَج لبَيْعهَا في الخَارِج؛ فَطَلَبْتُ مِنْهُ أنْ يَذْهَب للتِّلِفِزْيُون ويَتَفَاوَض مَعَهُم، أمَّا بالنِّسْبَة لِي فَسَوْفَ أتَنَازَل لَهُ بدون مُقَابِل عَنْ حَقّ المِلْكِيَّة الفِكْرِيَّة.
المُحَاوِرَة: ومَا قِصَّة أنَّكَ خَلِيفَة الشَّعْرَاوِي؟
الدُّكْتُور: لَمْ أقُل عَنْ نَفْسِي ذَلِك، ولكن مَا حَدَثَ هُوَ أنَّنِي كُنْتُ أجْلِس وخَيْرِي عَبْد الجَلِيل عِيسَى؛ وكَانَ الشَّيْخ الشَّعْرَاوِي يُفَسِّر لرَجُل فِرِنْسِي - في حُضُور مُتَرْجِم - آيَة قُرْآنِيَّة، وفَجْأة أصَابَ التَّعَب الشَّيْخ وفَاجَأتْهُ الأزْمَة الصَّدْرِيَّة، فَطَلَبَ مِنِّي اسْتِكْمَال التَّفْسِير في حُضُوره، وقُمْتُ بالمُهِمَّة، وعِنْدَمَا انْتَهَيْتُ قَالَ [ أشْعُرُ أنَّكَ سَتَكُونَ خَلِيفَتِي ]، ويَشْهَد عَلَى ذَلِكَ ابْن الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل، ولاشَكَّ أنَّهُ مِنَ الشَّرَف لِي أنْ أكُون مُجَرَّد سِنّ قَلَم مِنْ أقْلام الإمَام الشَّعْرَاوِي.
المُحَاوِرَة: مَظْهَر الدَّاعِيَة تَغَيَّر؛ فَأصْبَحَ يَرْتَدِي مَا يُسَايِر المُوضَة، فَهَلْ لَكَ رَأي في هذه المَسْألَة؟
الدُّكْتُور: الله اصْطَفَى رُسُلهُ في أجْمَل صُورَة، ولابُدّ أنْ تَكُون صُورَة الدَّاعِيَة مَقْبُولَة للنَّاس؛ جَذَّابَة؛ أكْثَر عَصْرِيَّة، وهُمْ لذَلِكَ يُهَاجِمُونَنَا، فَلابُدّ أنْ يَرْتَدِي الدَّاعِيَة جِلْبَابَاً وعَمَامَة، إنَّنِي أسْتَعِير هُنَا مَا قَالَهُ الإمَام الغَزَّالِي رَحِمَة الله عَلَيْه حَيْثُ قَالَ [ نَحْنُ دُعَاة مِنْ بَاب السِّيَادَة ]، فَالدِّين بِهِ بَاب خِدْمَة وتَكْلِيف وهُمْ الدُّعَاة مِنَ الأزْهَر، ودُعَاة مِنْ بَابِ السِّيَادَة خَارِج نِطَاق الأزْهَر، وهي دَعْوَة للدِّين أُؤَدِّيهَا بحُبّ ورِضَا ولا أنْتَظِر مِنْ وَرَائهَا غَيْر وَجْه الله، ويَكْفِينِي مُسَانَدَة عُلَمَاء أجِلاَّء مِثْل الدُّكْتُور مَحْمُود زَقْزُوق والدُّكْتُور الأحْمَدِي أبُو النُّور ومَنْ تَتَلْمَذْتُ عَلَى أيْدِيهم.
المُحَاوِرَة: مَا دُمْتَ تنْفِق عَلَى الدَّعْوَة مِنْ مَالكَ الخَاصّ؛ فَمَا هُوَ مَصْدَر دَخْلك؟
الدُّكْتُور: عَمِلْتُ بالمُحَامَاة في القَضَاء الإدَارِي والجِنَائِي في الفَتْرَة مِنْ عَام 1985 حتى عَام 1998 بجَانِب الدَّعْوَة، وحَصُلْت مِنَ المُحَامَاة عَلَى ثَرْوَة لا بَأسَ بِهَا، لكن بَعْدَ ذَلِكَ آثَرْتُ أنْ أكْتَفِي بالدَّعْوَة وأعْتَزِلُ المُحَامَاة، وعَهِدْتُ إلى صَدِيق تَاجِر باسْتِثْمَار مُدَّخَرَاتِي، والحَمْدُ لله أحْصُل مِنْهَا عَلَى رِبْح يَجْعَلنِي أعِيشُ مَسْتُورَاً مَعَ أُسْرَتِي.
المُحَاوِرَة: مَا هي خطَطكَ الحَالِيَة والمُسْتَقْبَلِيَّة؟
الدُّكْتُور: بفَضْل الله سَوْفَ اسْتَمِرّ في الدَّعْوَة في المَسَاجِد والتِّلِفِزْيُون وقَنَوَات أُخْرَى فَضَائِيَّة، وأهْتَمّ بإنْجَاز تَفْسِير القُرْآن الكَرِيم، وأتَمَنَّى أنْ يَخْرُج للنَّاس قَرِيبَاً.
_________من موقع اسلاميات ________
الأحِبَّة في الله
السَّلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَة الله وبَرَكَاته
أُقَدِّم لحَضَرَاتكُم اليَوْم حِوَاراً للدُّكْتُور/ مُحَمَّد هِدَايَة لمَجَلَّة (الشَّبَاب)، وهُوَ حِوَار قَدِيم ولكِنِّي أحْبَبْتُ إهْدَائه إلَيْكُم عَبْرَ صَفْحَة الدُّكْتُور في مُنْتَدَانَا.
نبْذَة عَنْ الدُّكْتُور مُحَمَّد هِدَايَة
هُوَ مُحَمَّد عَبْد المَجِيد عَبْد الفَتَّاح؛ وكُنْيَته مُحَمَّد هِدَايَة، عُضْو مَجْمَع البُحُوث الإسْلامِيَّة بمِصْر؛ وعُضْو المَجْلِس الأعْلَى للشُّئُون الإسْلامِيَّة والمُسْتَشَار برَابِطَة العَالَم الإسْلامِي في مَكَّة المُكَرّمَة.
لَهُ العَدِيد مِنَ البَرَامِج والنَّدَوَات التي تُعْرَض عَلَى الفَضَائِيَّات مِثْل:
بَرْنَامَج الرَّحْمَن عَلَّمَ القُرْآن
بَرْنَامَج رِجَال ونِسَاء في القُرْآن
بَرْنَامَج زَكِّ صِيَامك
بَرْنَامَج الدِّين القَيِّم
بَرْنَامَج قَوْلٌ بَعْدَ قَوْل
والبَرْنَامَج الأسَاسِي المُسْتَمِرّ إلى الآن: طَرِيقُ الهِدَايَة
بالإضَافَة إلى مَجْمُوعَة لِقَاءَات ونَدَوَات مُتَنَوِّعَة
مَفَاتِيح الحِوَار هي:
- مِشْوَار الدُّكْتُور العِلْمِي.
- مُوَاصَفَات الدَّاعِيَة.
- الدُّكْتُور والإعْلام.
- شَنّ الهُجُوم عَلَى الدُّكْتُور.
- مُحَمَّد هِدَايَة خَلِيفَة الشَّعْرَاوِي.
- الدَّاعِيَة المُودِرْن.
- مَصْدَر دَخْل الدُّكْتُور مُحَمَّد هِدَايَة.
- خِطَطه المُسْتَقْبَلِيَّة.
بِدَايَة الحِوَار:
المُحَاوِرَة: نَادِيَة مَنْصُور
الدُّكْتُور مُحَمَّد هِدَايَة هُوَ وَاحِد مِنَ الدُّعَاةِ الجُدُد، حَظِيَ خِلال الشُّهُور الأخِيرَة بشُهْرَة كَبِيرَة مِنْ خِلال البَرْنَامَج التِّلِفِزْيُونِي الَّذِي يُقَدِّمه مَعَ الشَّيْخ مُحَمَّد جِبْرِيل ويَرُدَّان فِيهِ عَلَي أسْئِلَة المُشَاهِدِين، كَمَا أنَّهُ يلْقِي خُطْبَة الجُمُعَة في عِدَّة مَسَاجِد، وقَالَ البَعْض أنَّهُ سَيَكُون خَلِيفَة الشَّيْخ مُحَمَّد مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي.
وبالرَّغْم مِنْ نَجَاحَاته المُتَتَالِيَة؛ فَلَقَدْ تَعَرَّضَ الدُّكْتُور هِدَايَة لهُجُوم شَدِيد وَصَلَ إلي حَدِّ إبْلاغ النَّائِب العَامّ ضِدّه بإنْتِحَاله اسْمَاً غَيْر اسْمه الحَقِيقِي، وأيْضَاً لاتِّهَامه بعَدَم الحُصُول عَلَى الدُّكْتُورَاة.
وقَدْ وَافَقَ الدُّكْتُور هِدَايَة مَشْكُورَاً عَلَي الإدْلاء بشَهَادَته أمَام مَحْكَمَة الشَّبَاب حَوْلَ القَضَايَا التي أُثِيرَت ضِدّه، والأسْبَاب التي دَفَعَت البَعْض إلي مُحَاوَلَة إلْصَاق تُهَم غَيْر صَحِيحَة بِهِ.
المُحَاوِرَة: كَيْفَ سَلَكْتَ طَرِيق الدَّعْوَة الإسْلامِيَّة بالرَّغْم مِنْ أنَّكَ لَمْ تَدْرس بالأزْهَر أو تَتَلَقَّي عُلُومَاً دِينِيَّة؟
الدُّكْتُور: في عَامِ 1979 كُنْتُ طَالِبَاً بقِسْم الأحْيَاء في كُلِّيَّة التَّرْبِيَة جَامِعَة عين شَمْس، وكُنْتُ مُوَاظِبَاً عَلَى حُضُور صَلاة الجُمُعَة في مَسْجِد أنَس بْن مَالِك في الظَّاهِر؛ وهذا المَسْجِد لَهُ رُوَّاده مِنْ أصْحَابِ الثَّقَافَات العَالِيَة ويَتَعَاقَب عَلَيْه الأئِمَّة والخُطَبَاء، وفي أحَد أيَّام الجُمُعَة تَخَلَّف الإمَام عَنْ الحُضُورِ ولَمْ يَتَقَدَّم أحَد لإلْقَاء الخُطْبَة، ووَجَدْتُ نَفْسِي مُؤَهَّلاً لَهَا فَألْقَيْتهَا؛ ودَفَعَنِي إلى ذَلِكَ أنَّنِي كُنْتُ أتَرَدَّد عَلَى بَعْض العُلَمَاء مِثْل الشَّيْخ مُحَمَّد الغَزَّالِي والشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك بالإضَافَة لشَيْخ جَلِيل تَوَفَّاهُ الله كَانَ يَعْمَل في مَجَال الدَّعْوَة والتَّبْلِيغ كُنْتُ أُقَابِله في مَسْجِد الظَّاهِر بِيبَرْس كُلّ ثُلاثَاء حَيْثُ كَانَ يعْطِي دَرْسَاً وتَدُور مَعَهُ مُنَاقَشَات في الفِقْه والدِّين، وهكذا خَطَبْتُ لأوَلّ مَرَّة عَنْ التَّدَيُّن الحَقِيقِي وعَبَّرْتُ عَنْ عَدَم إيِمَانِي بوُجُود طَوَائِف مُتَعَدِّدَة في الإسْلام حَيْثُ بَدَأت وَقْتهَا تَيَّارَات عَدِيدَة في الظُّهُور مِنْهَا الجِهَاد والأخْوَان؛ وأكْرَمَنِي الله وأثْنَي رُوَّاد المَسْجِد عَلَى خُطْبَتِي وطَلَبُوا أنْ أتَوَلَّي الخُطْبَة كُلَّمَا سَنَحَت لِيَ الفُرْصَة، والحَمْدُ لله فَلَقَدْ وَجَدَت كَلِمَاتِي صَدَىً لَدَى الكَثِيرِين، ولَمَسْتُ ذَلِكَ مِنْ حِرْصهم عَلَى حُضُور خُطَبِي.
ثُمَّ حَدَثَ لِي تَطَوُّرَات شَخْصِيَّة حَيْثُ أصَبْتُ في حَادِث سَيَّارَة أقْعَدَنِي ثَلاثَة أشْهُر؛ ثُمَّ كَانَ حَادِث المَنَصَّة الَّذِي أُغْتِيلَ فِيهِ الرَّئِيس الرَّاحِل أنْوَر السَّادَات، وعِنْدَمَا عُدْتُ للخَطَابَة اعْتَقَلُونِي ثُمَّ أفْرَجُوا عَنِّي، وتَوَلَّد لَدَيّ تَصْمِيم عَلَى الاسْتِمْرَار في هذا الطَّرِيق خَاصَّةً أنَّنِي اسْتَشْعَرْتُ أنَّ الدِّين بحَاجَة لمَنْ يَكْشِف حَقَائِقه وتَعَالِيمه وعُلُومه؛ فَالْحَدِيث دَائِمَاً مُعَاد ومُكَرَّر عَنْ الصَّوْم والحِجّ والسِّيرَة وقَصَص الأنْبِيَاء والفِقْه.
وفي عَامِ 1984 سَنَحَت لِي فُرْصَة أعْتَبِرهَا نُقْطَة تَحَوُّل رَئِيسِيَّة في حَيَاتِي؛ فَقَد طُلِبَ مِنِّي أنْ أقُوم عَلَى تَفْسِير الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل عِيسَى (أبْرَز عُلَمَاء الأزْهَر) للقُرْآن الكَرِيم، وهذا العَالِم كَانَ أُسْتَاذَاً لكُلٍّ مِنَ الشَّيْخ مُحَمَّد مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي والدُّكْتُور عَبْد المُنْعِم النِّمْر والشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن البِيصَار والإمَام عَبْد الحَلِيم مَحْمُود والشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك، وهذا الشَّيْخ تُوُفِّيَ عَام 1980 عَنْ عُمْر 105 أعْوَام، وتَعَرَّفْتُ عَلَيْه عَنْ طَرِيق ابْنه الَّذِي كَانَ صَدِيقَاً لخَالِي، وأوَّل زِيَارَة لَهُ كَانَت يَوْم وَفَاته، وانْبَهَرْتُ بمَكْتَبَته؛ فَشَقَّته بالكَامِل عبَارَة عَنْ مَكْتَبَة تَضُمّ كُتُبَاً نَادِرَة وقَدِيمَة جِدَّاً مِمَّا دَفَعَنِي إلي التَّفْكِير في أنْ تَكُون لِي مَكْتَبَة تَحْوِي كُلّ العُلُوم والآدَاب واللُّغَة والدِّين.
والحَقِيقَة أنَّ انْبِهَارِي بهذا الجَوّ دَفَعَنِي إلي الاتِّجَاه لتَحْوِيل مَسَار دِرَاسَتِي مِنْ كُلِّيَّة التَّرْبِيَة قِسْم العُلُوم الفِرْقَة الثَّالِثَة إلى دِرَاسَة أُصُول الدِّين بالأزْهَر؛ لكن الكُلِّيَّة رَفَضَت لأنَّ دِرَاسَتِي عَامَّة ولَيْسَت أزْهَرِيَّة، وهُنَا فَكَّرْتُ في الانْتِقَال لكُلِّيَّة الحُقُوق، لكن الدُّكْتُور عَبْد السَّلام عَبْد الغَفَّار عَمِيد حُقُوق عين شَمْس وَقْتهَا نَصَحَنِي بألاَّ أتْرُك السَّنَوَات الثَّلاث التي قَضَيْتهَا في التَّرْبِيَة تَضِيع هَبَاءً، وقَالَ: تَسْتَطِيع أنْ تَدْرس الحُقُوق بَعْدَ ذَلِك؛ لكِنَّكَ إذا دَرَسْتَ الحُقُوق لَنْ تَسْتَطِيع الالْتِحَاق بالعُلُوم، واسْتَجَبْتُ لنَصِيحَته وأنْهَيْتُ دِرَاسَة العُلُوم وانْتَسَبْتُ للحُقُوق وللآدَاب قِسْم اللُّغَة العَرَبِيَّة.
أعُودُ إلى نُقْطَة التَّحَوُّل وهي أنَّ الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل عِيسَى كَانَ قَدْ فَسَّرَ القُرْآن الكَرِيم ثُمَّ قَامَ مُنْذُ عَام 1957 وحتي 1979بإدْخَال تَعْدِيلات عَلَى هذا التَّفْسِير، ثُمَّ دَخَلَ في غَيْبُوبَة اسْتَمَرَّت ثَلاث سَنَوَات؛ وأوْصَى بإتْمَام هذه المُهِمَّة، وطَلَبَ أنْ يَتَوَلاَّهَا دَارِس للُّغَة وأُصُول الدِّين، وأنْ يُرَاجِع عَلَيْه الشَّيْخ مُحَمَّد مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي بصِفَته دَارِسَاً للُّغَة وعَالِمَاً، ويَتَوَلَّى المُرَاجَعَة الشَّيْخ عَبْد المُنْعِم النِّمْر والشَّيْخ مُحَمَّد عَبْد الجَلِيل عِيسَى، وكَانَ خَيْرِي عَبْد الجَلِيل صَدِيقِي وأطْلَعَنِي عَلَى الوَصِيَّة، ووَاجَهَتْنَا مُشْكِلَة هي أنَّ خَطّ الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل غَيْر وَاضِح ومِنَ الصَّعْب قِرَاءَته، وبفَضْل الله نَجَحْتُ في قِرَاءَته وأخَذْتُ 50 وَرَقَة عَكَفْتُ عَلَيْهَا أُسْبُوعَاً في البَيْت ونَجَحْتُ في تَحْقِيقهَا وعَدْتُ للمُرَاجِعِين وعَرَضْتُ عَلَيْهم مَا قُمْتُ بِهِ واسْتَعَنْتُ عَلَى مُهِمَّتِي بأُمَّهَات التَّفَاسِير مِثْل المَنَار والرَّازِي والألُوسِيّ؛ ومِنْ هُنَا بَدَأت مُقَابَلاتِي للشَّيْخ مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي الَّذِي أعْطَانِي أرْقَام تِلِيفُونَاته الخَاصَّة، وكَانَ صَاحِب فَضْل كَبِير عَلَيّ، ثُمَّ تَعَرَّفْتُ عَلَى العَالِم الدُّكْتُور رَمَضَان عَبْد التَّوَّاب أُسْتَاذ اللُّغَة العَرَبِيَّة بكُلِّيَّة الآدَاب الَّذِي تَتَلْمَذْتُ عَلَى يَدَيْه ولَمْ يَبْخَل عَلَيّ بعِلْمه الغَزِير، وكُنْتُ الوَحِيد الَّذِي وَافَقَ عَلَى أنْ يُعِيرنِي كُتُبَاً مِنْ مَكْتَبَته الغَنِيَّة بكُتُب التُّرَاث، وقَدْ نَصَحَنِي بدِرَاسَة عِلْم المَخْطُوطَات، وهَكَذَا مَضَى بِيَ الحَال، أمَّا عَنْ الدِّرَاسَة فَقَدْ كُنْتُ أعْتَذِرُ عَنْ امْتِحَان كُلِّيَّة وأدْخُل امْتِحَان الأُخْرَى إذا تَعَذَّرَ التَّوْفِيق، حتى انْتَهَيْتُ مِنْ مُهِمَّة تَحْقِيق تَفْسِير الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل عَام 2000 بَعْد عِشْرِين عَامَاً في هذه المُهِمَّة، وأنْهَيْتُ دِرَاسَتِي في الحُقُوق والآدَاب، والْتَحَقْتُ بمَعْهَد إعْدَاد الدُّعَاة، ومُنْذُ عَام 1979 لَمْ أتَوَقَّف عَنْ الخَطَابَة في مَسْجِد أنَس بْن مَالِك في الظَّاهِر، ومَسْجِد في الهَرَم وآخَر في مَدِينَة نَصْر، وعِنْدَمَا افْتُتِحَ قِسْم جَدِيد في جَامِعَة المِنْيَا لدِرَاسَة تَحْقِيق التُّرَاث الإسْلامِي والعَرَبِي الْتَحَقْتُ بِهِ وأكْمَلْتُ دِرَاسَتِي بِهِ حتى المَاجِسْتِير، وللأسَف لَمْ تَسْمَح الدِّرَاسَة بِهِ للحُصُول عَلَى الدُّكْتُورَاه، وعِنْدَمَا فَتَحَ الأزْهَر أبْوَابه لطُلاَّب الكُلِّيَّات المَدَنِيَّة تَقَدَّمْتُ بأوْرَاقِي لكُلِّيَّة أُصُول الدِّين، وأذْكُرُ أنَّ بَاب القبُول كَانَ قَدْ أُغْلِق فَلَجَأتُ إلى الدُّكْتُور مَحْمُود زَقْزُوق الَّذِي كَانَ عَمِيدَاً للكُلِّيَّة وَقْتهَا؛ الَّذِي وَافَقَ عَلَى قبُول أوْرَاقِي، ووَصَلْتُ إلى الصَّفّ الثَّانِي بالكُلِّيَّة ثُمَّ تَوَقَّفْتُ عَنْ الدِّرّاسَة للتَّفَرُّغ للدُّكْتُورَاه مِنْ أكَادِيمِيَّة في جُورْجِيَا تَهْتَمّ بالمَخْطُوطَات، وقَدْ سَاعَدَنِي عَلَى الالْتِحَاق بِهَا أحَد أصْدِقَائِي.
وتَقَدَّمْتُ برِسَالة مَوْضُوعهَا (مَنَاهِج بَحْث وتَحْقِيق التُّرَاث الإسْلامِي بَيْنَ الإصَابَة والخَطَأ)، وأذْكُر أنَّ رَئِيس الأكَادِيمِيَّة في جُورْجِيَا طَلَبَ التَّحَقُّق مِنْ مُؤَهّلاتِي، فَأرْسَلُوا يَطْلبُونَ أُصُولاً مُوَثَّقَة للمُؤَهّلات، وهذا رَدّ عَلَى مَنْ يُهَاجِمُونَنِي بأنَّنِي غَيْر حَاصِل عَلَى الدُّكْتُورَاه أو أُولَئِكَ الَّذِينَ يُشَكِّكُونَ في مُؤَهّلاتِي، وقَدْ دَعَانِي رَئِيس جُورْجِيَا مَعَ أرْبَعَة مُرَافِقِين لتَكْرِيمِي بَعْدَ حُصُولِي عَلَى الدُّكْتُورَاه ولَمْ أُسَافِر لانْشِغَالِي بعَمَلِي، وهذا هُوَ الفَرْق بَيْنَ مَنْ يُشَكِّك في عِلْمِي ومَنْ يُقَدِّر هذا العِلْم خَارِج بَلَدِي.
المُحَاوِرَة: مَا المَقْصُود بتَحْقِيق التُّرَاث؟
الدُّكْتُور: هُوَ عِلْم وَاسِع؛ ومِنْ أسَاتِذَته عَبْد السَّلام هَارُون وعَبْد السَّتَّار الحَلْوَجِي وعَبْد المَجِيد دِيَاب، وهُمْ مِنْ القَلائِل في تَحْقِيق التُّرَاث، ولا يَقِف دَوْر المُحَقِّق عِنْدَ البَحْث عَنْ مَصْدَر الحَدِيث سَوَاء في البُخَارِيّ أو غَيْره؛ حَيْثُ يَضَع لنَفْسه مَنْهَجَاً جَدِيدَاً يَسْتَطِيع مِنْ خِلاله أنْ يَشْرَح الغَامِض في النَّصّ.
المُحَاوِرَة: مَا هي مُوَاصَفَات مَنْ يَعْمَل بالدَّعْوَة؟
الدُّكْتُور: اسْتَعِيرُ هُنَا جُمْلَة للإمَام الشَّافِعِيّ يَقُول فِيهَا [ إذا أرَدْتَ أنْ تَصْنَع عَالِمَاً؛ فَلابُدّ أنْ تُوجَد لَدَيْه سِعَة أُفُق؛ وطُول عُمْر؛ وصُحْبَة أسْتَاذ ]، فَالَّذِي يَعْمَل بالدَّعْوَة لابُدّ أنْ تَكُون لَدَيْه حَصِيلَة مَعْلُومَات وَاسِعَة في كُلّ المَجَالات، ويَكُون قَارِئَاً جَيِّدَاً للعُلُوم والآدَاب والدِّين بكُلّ فُرُوعه مِنْ فِقْه وحَدِيث وتَفْسِير، وهذه المُمَيِّزَات كَانَ يَتَّصِف بِهَا الإمَام مُحَمَّد الغَزَّالِي والشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك والشَّيْخ مُحَمَّد مُتْوَلِّي الشَّعْرَاوِي رَحِمَهُم الله جَمِيعَاً، ثُمَّ تَأتِي بَعْدَ ذَلِك مُقَوِّمَات الشَّخْصِيَّة وأهَمّهَا القبُول مِنَ الله سُبْحَانه وتَعَالَى.
المُحَاوِرَة: كَيْفَ دَخَلْتَ التِّلِفِزْيُون؟
الدُّكْتُور: لِي صَدِيق لَهُ مَكَانَة مَرْمُوقَة؛ يُتَابِع خُطَبِي في المَسَاجِد ويَتْنَقِل مِنْ مَسْجِد إلى آخَر، وعِنْدَمَا شَاهَدَ إقْبَال النَّاس عَلَى دَعْوَتِي نَصَحَنِي بالاتِّجّاه للإعْلام، والحَقِيقَة أنَّنِي لَمْ أسْعَ للإعْلام يَوْمَاً؛ لكِنَّهُ أقْنَعَنِي بأهَمِّيَّة التَّوَجُّه للشَّبَاب مِنْ خِلال بَرَامِج تِلِفِزْيُونِيَّة وَاسِعَة الانْتِشَار قَائِلاً إنَّ هذا يُسَاعِد الكَثِيرِين عَلَى الاسْتِفَادَة مِنْ دَعْوَتِي؛ ورَتَّبَ لِي لِقَاء مَعَ السَّيِّدَة زَيْنَب سُويدَان، وبرَغْم أنَّهُ خُصِّصَت لِي ثَلاثَة بَرَامِج فَقَدْ اكْتَفَيْتُ ببَرْنَامَج وَاحِد خَاصَّةً أنَّنِي أخْطُبُ كُلّ أُسْبُوع في أحَد المَسَاجِد، فَفِي الأُسْبُوع الأوَّل مِنْ كُلّ شَهْر في مَسْجِد حِرَاء بالمُقَطَّم، وفي الأُسْبُوع الثَّانِي مَسْجِد السَّلام بمَدِينَة نَصْر، والأُسْبُوع الثَّالِث مَسْجِد الهُدَى في مَدِينَة نَصْر أيْضَاً، والأُسْبُوع الرَّابِع تُكَلِّفنِي وَزَارَة الأوْقَاف بالخُطْبَة في مُحَافَظَة كُلّ شَهْر عَرَبِي، وأتَمَنَّى أنْ يَتِمّ تَخْصِيص مَسْجِد وَاحِد حتى لا يَتَعَرَّض النَّاس لمَشَقَّة الانْتِقَال مَعِي مِنْ مَسْجِد لآخَر ومِنْ مَنْطِقَة لأُخْرَى.
المُحَاوِرَة: تَعَرَّضْتَ في الفَتْرَة الأخِيرَة لحَمْلَة هُجُوم وَاسِعَة وَصَلَت إلى النَّائِب العَامّ، فَمَا هُوَ سَبَب هذه الحَمْلَة؛ ومَا هُوَ تَفْنِيدكَ للادِّعَاءَات المُوَجَّهَة إلَيْكَ؟
الدُّكْتُور: أُرِيدُ أنْ أُوَضِّح أنَّ هذا الهُجُوم وَرَاءه شَخْص أعْرِفهُ؛ لكن الَّذِي يَهُمّنِي هُوَ تَفْسِيرِي لِمَا وُجِّهَ لِي مِنْ انْتِقَادَات:
بالنِّسْبَة لحَيَاتِي الخَاصَّة فَقَدْ كُنْتُ مُتَزَوِّجَاً في بِدَايَة حَيَاتِي بسَيِّدَة تَكْبُرنِي في السِّنّ, أنْجَبْتُ مِنْهَا وَلَدَاً وبِنْتَاً، واخْتَلَفْنَا وتَمَّ الطَّلاق وأخَذْتُ الطِّفْلَيْن وتَرْعَاهُمَا الآن جِدَّتهمَا، ولَمْ أدَعهُمَا لأُمّهمَا لأنِّي أوْلَى بِهمَا، وبالتَّالِي فَلَمْ أتَخَلَّ عَنْ مَسْئُولِيَّتِي كَأبّ، وتَزَوَّجْتُ إنْسَانَة فَاضِلَة وأرْعَى ابْنَتهَا التي تَعِيش الآن في كَنَفِي، وعِنْدَمَا لَمَسَت مُطَلَّقَتِي شُهْرَتِي ونَجَاحِي حَاصَرَتْهَا الغِيرَة؛ فَتَقَدَّمَت ضِدِّي ببَلاغ إلى النَّائِب العَامّ عَنْ طَرِيق مُحَامِيهَا تَتَّهِمنِي بأنَّنِي أحْمِل اسْمَاً غَيْر اسْمِي وبأنَّنِي لا أحْمِل دَرَجَة الدُّكْتُورَاه وأنَّ شَهَادَاتِي مُزَيَّفَة، ورَدِّي عَلَى ذَلِك هُوَ هَلْ هُنَاكَ مَا يَمْنَع إنْسَانَاً مِنْ اتِّخَاذ اسْم شُهْرَة لَهُ؟ فَكَلِمَة هِدَايَة المَوْجُودَة باسْمِي لَمْ أطْلِقهَا عَلَى نَفْسِي؛ وإنَّمَا أطْلَقَهَا عَلَيَّ الشَّيْخ عَبْد المُنْعِم النِّمْر حَيْثُ كُنَّا في جَلْسَة تَفْسِير وكُنْتُ أُفَسِّر الهَدْيّ في القُرْآن الكَرِيم مَرَّة للنَّاس ومَرَّة للمُتَّقِين، وعِنْدَمَا انْتَهَيْنَا مِنَ الجَلْسَة دَاعَبَنِي الشَّيْخ النِّمْر قَائِلاً [ أنْتَ مُحَمَّد هِدَايَة ]، واسْتَمَرَّت هذه التَّسْمِيَة بَعْدَ ذَلِك، أمَّا مَسْألَة المُؤَهلات فَكَمَا قُلْت فَإنَّ مُؤَهّلاتِي كُلّهَا مُوَثَّقَة وهي مَوْجُودَة لمَنْ يريد أنْ يَطَّلِع عَلَيْهَا.
أمَّا عَنْ تَشْكِيك بَعْض رِجَال الأزْهَر في عِلْمِي؛ فَلَقَد تَزَامَن مَعَ مُذَكِّرَة أعَدَّتهَا لَجْنَة البَرَامِج الدِّينِيَّة بالتِّلِفِزْيُون تَنْتَقِد فِيهَا رُدُودِي في البَرْنَامَج التِّلِفِزْيُونِي الشَّهِير الَّذِي يَسْتَضِيفنِي للرَّدّ عَلَى أسْئِلَة الجُمْهُور عَبْرَ التِّلِيفُون، وقَدْ فَنَّدْتُ كُلّ الاتِّهَامَات المُوَجَّهَة ضِدِّي في رَدّ بَعَثْتُ بِهِ إلى السَّيِّد صَفْوَت الشَّرِيف وَزِير الإعْلام حَيْثُ يَقُولُونَ في اتِّهَامَاتهم أنَّ هُنَاكَ أخْطَاءً ولَحْنَاً في آيَات القُرْآن الكَرِيم واللُّغَة العَرَبِيَّة في البَرْنَامَج، لكِنَّهُم لَمْ يُحَدِّدُوا أمْثِلَه لهذا اللَّحْن؛ وهذا دَلِيل عَلَى أنَّهَا ادِّعَاءَات.
أيْضَاً اعْتَرَضُوا عَلَى تَفْسِيرِي إنَّ جُمْلَة (آدَم خَلِيفَة الله في الأرْض) خَاطِئَة؛ لأنَّ الخَلِيفَة هُوَ مَنْ يَخْلُف غَيْره بَعْدَ مَوْته ويَقُوم مَقَامه، أمَّا الله فلا يَمُوت، وبالتَّالِي لَنْ يَكُون لَهُ خَلِيفَة، وإنَّمَا المَقْصُود بهذا التَّفْسِير مِنْ أنَّ آدَم عَلَى رَأس ذُرِّيَّة يَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضَاً، وهذا تَفْسِير ابْن كَثِير، أمَّا التَّفْسِير الخَاطِيء الَّذِي اعْتَرَضُ عَلَيْه فَهُوَ للألُوسِيّ.
كَمَا زَعَمُوا أنَّنِي قُلْت أنَّ الإسْرَاء والمِعْرَاج كَانَ تَمْثِيلاً، وهذا لَمْ يَحْدُث ولا أعْلَم مِنْ أيْنَ جَاءُوا بهذا الكَلام الغَرِيب!! ثُمَّ ادَّعُوا فَهْمِي الخَاطِيء لقَوْله تَعَالَى [ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ] وأنَّنِي أُخْطِئ حِينَمَا أقُولُ أنَّ المُرَاد مِنْ مِثْله أنَّهُ الرَّسُول ولَيْسَ القُرْآن، والحَقِيقَة أنْ تَفْسِيرِي أقْرَب للمَنْطِق واسْتَشْهِد بتَفْسِير المَنَار للشَّيْخ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا، وكَذَلِكَ انْتِقَادِي بأنَّنِي أخْطَأتُ في آيَة قُرْآنِيَّة صَحَّحَهَا لِي الشَّيْخ مُحَمَّد جِبْرِيل؛ وأرُدُّ بأنَّنِي الْتَبَسَ عَلَيَّ الأمْر في المُتَشَابِه، وهذا وَارِد بدَلِيل أنَّ الشَّيْخ الشَّعْرَاوِي نَصَحَنِي بألاَّ أعْتَمِد عَلَى الذَّاكِرَة في أثْنَاء التَّفْسِير؛ فَهُوَ مَثَلاً كَانَ يَمْسِك المُصْحَف وهُوَ يُفَسِّر القُرْآن الكَرِيم بالرَّغْم أنَّهُ يَحْفَظهُ كَامِلاً.
أيْضَاً أُرِيدُ أنْ أقُول أنَّ أوَّل حَلَقَة لِي في التِّلِفِزْيُون كَانَت بعُنْوَان (وُلِدَ الهُدَى) يَوْم 22 مَايُو المَاضِي، وقَدْ أُذِيعَت عَلَى الهَوَاء وكَانَ مُقَرَّرَاً لَهَا سَاعَة فَقَط، لكِنَّهَا امْتَدَّت ثَلاث سَاعَات ورُبْع السَّاعَة دُونَ انْقِطَاع، وذَلِكَ بنَاءً عَلَى طَلَب المَسْئُولِين بَعْدَ مُشَاهَدَة رَدّ فِعْل النَّاس الايِجَابِي لَهَا، وقَدْ بِيعَت هذه الحَلَقَة في أمْرِيكَا وتَسَبَّبَت في إسْلام 300 أمْرِيكِي، وهَدَفِي مِنْ هذه الدَّعْوَة هُوَ خِدْمَة الإسْلام ولَيْسَ الرِّبْح المَادِّالور:لا عبد الفتاح؛ وكنيته محمد ض على افضائيات وغيرهاقيحها، فأحببت إهدائه إليكمي، فَأنَا لَمْ أتَقَاضَ أجْرَاً لا مِنْ التِّلِفِزْيُون ولا مِنَ الأوْقَاف، فَالتِّلِفِزْيُون يعْطِي50 جُنَيْهَاً قَبْلَ الضَّرَائِب للحَلَقَة، وقَدْ رَفَضْتُ عَمَل بِطَاقَة ضَرِيبِيَّة للحُصُول عَلَى المُكَافَأة، ومَعَ ذَلِك ادَّعُوا أنَّنِي أكْسَب في الحَلَقَة50 ألْف جُنَيْه!! وقَدْ حَضَرَ لِي مُوَاطِن مِنْ شَرْق آسْيَا يُرِيد أخْذ حَلَقَات البَرْنَامَج لبَيْعهَا في الخَارِج؛ فَطَلَبْتُ مِنْهُ أنْ يَذْهَب للتِّلِفِزْيُون ويَتَفَاوَض مَعَهُم، أمَّا بالنِّسْبَة لِي فَسَوْفَ أتَنَازَل لَهُ بدون مُقَابِل عَنْ حَقّ المِلْكِيَّة الفِكْرِيَّة.
المُحَاوِرَة: ومَا قِصَّة أنَّكَ خَلِيفَة الشَّعْرَاوِي؟
الدُّكْتُور: لَمْ أقُل عَنْ نَفْسِي ذَلِك، ولكن مَا حَدَثَ هُوَ أنَّنِي كُنْتُ أجْلِس وخَيْرِي عَبْد الجَلِيل عِيسَى؛ وكَانَ الشَّيْخ الشَّعْرَاوِي يُفَسِّر لرَجُل فِرِنْسِي - في حُضُور مُتَرْجِم - آيَة قُرْآنِيَّة، وفَجْأة أصَابَ التَّعَب الشَّيْخ وفَاجَأتْهُ الأزْمَة الصَّدْرِيَّة، فَطَلَبَ مِنِّي اسْتِكْمَال التَّفْسِير في حُضُوره، وقُمْتُ بالمُهِمَّة، وعِنْدَمَا انْتَهَيْتُ قَالَ [ أشْعُرُ أنَّكَ سَتَكُونَ خَلِيفَتِي ]، ويَشْهَد عَلَى ذَلِكَ ابْن الشَّيْخ عَبْد الجَلِيل، ولاشَكَّ أنَّهُ مِنَ الشَّرَف لِي أنْ أكُون مُجَرَّد سِنّ قَلَم مِنْ أقْلام الإمَام الشَّعْرَاوِي.
المُحَاوِرَة: مَظْهَر الدَّاعِيَة تَغَيَّر؛ فَأصْبَحَ يَرْتَدِي مَا يُسَايِر المُوضَة، فَهَلْ لَكَ رَأي في هذه المَسْألَة؟
الدُّكْتُور: الله اصْطَفَى رُسُلهُ في أجْمَل صُورَة، ولابُدّ أنْ تَكُون صُورَة الدَّاعِيَة مَقْبُولَة للنَّاس؛ جَذَّابَة؛ أكْثَر عَصْرِيَّة، وهُمْ لذَلِكَ يُهَاجِمُونَنَا، فَلابُدّ أنْ يَرْتَدِي الدَّاعِيَة جِلْبَابَاً وعَمَامَة، إنَّنِي أسْتَعِير هُنَا مَا قَالَهُ الإمَام الغَزَّالِي رَحِمَة الله عَلَيْه حَيْثُ قَالَ [ نَحْنُ دُعَاة مِنْ بَاب السِّيَادَة ]، فَالدِّين بِهِ بَاب خِدْمَة وتَكْلِيف وهُمْ الدُّعَاة مِنَ الأزْهَر، ودُعَاة مِنْ بَابِ السِّيَادَة خَارِج نِطَاق الأزْهَر، وهي دَعْوَة للدِّين أُؤَدِّيهَا بحُبّ ورِضَا ولا أنْتَظِر مِنْ وَرَائهَا غَيْر وَجْه الله، ويَكْفِينِي مُسَانَدَة عُلَمَاء أجِلاَّء مِثْل الدُّكْتُور مَحْمُود زَقْزُوق والدُّكْتُور الأحْمَدِي أبُو النُّور ومَنْ تَتَلْمَذْتُ عَلَى أيْدِيهم.
المُحَاوِرَة: مَا دُمْتَ تنْفِق عَلَى الدَّعْوَة مِنْ مَالكَ الخَاصّ؛ فَمَا هُوَ مَصْدَر دَخْلك؟
الدُّكْتُور: عَمِلْتُ بالمُحَامَاة في القَضَاء الإدَارِي والجِنَائِي في الفَتْرَة مِنْ عَام 1985 حتى عَام 1998 بجَانِب الدَّعْوَة، وحَصُلْت مِنَ المُحَامَاة عَلَى ثَرْوَة لا بَأسَ بِهَا، لكن بَعْدَ ذَلِكَ آثَرْتُ أنْ أكْتَفِي بالدَّعْوَة وأعْتَزِلُ المُحَامَاة، وعَهِدْتُ إلى صَدِيق تَاجِر باسْتِثْمَار مُدَّخَرَاتِي، والحَمْدُ لله أحْصُل مِنْهَا عَلَى رِبْح يَجْعَلنِي أعِيشُ مَسْتُورَاً مَعَ أُسْرَتِي.
المُحَاوِرَة: مَا هي خطَطكَ الحَالِيَة والمُسْتَقْبَلِيَّة؟
الدُّكْتُور: بفَضْل الله سَوْفَ اسْتَمِرّ في الدَّعْوَة في المَسَاجِد والتِّلِفِزْيُون وقَنَوَات أُخْرَى فَضَائِيَّة، وأهْتَمّ بإنْجَاز تَفْسِير القُرْآن الكَرِيم، وأتَمَنَّى أنْ يَخْرُج للنَّاس قَرِيبَاً.
_________من موقع اسلاميات ________
رد: حوار شيق مع الدكتور محمد هداية
☆ ¸.•°*”˜˜”*°• ★ ☆.•°*”˜˜”*°•.¸★ ☆☆ ¸.•°*”˜˜”*°• ★ ☆.•°*”
ღ الله يبارك لنا فيك يا استاذنا ويوسع رزقك ويبارك فية ويزيدك من نعمة يارب ღ
☆ ¸.•°*”˜˜”*°• ★ ☆.•°*”˜˜”*°•.¸★ ☆☆ ¸.•°*”˜˜”*°• ★ ☆.•°*”
ღ الله يبارك لنا فيك يا استاذنا ويوسع رزقك ويبارك فية ويزيدك من نعمة يارب ღ
☆ ¸.•°*”˜˜”*°• ★ ☆.•°*”˜˜”*°•.¸★ ☆☆ ¸.•°*”˜˜”*°• ★ ☆.•°*”
تلميذة فى بحر الهداية- مدير التطوير و الدعم الفني
- البلد / الدوله :
عدد المساهمات : 69
تاريخ التسجيل : 01/09/2011
العمر : 54
العمل : مصممة جرافيك
رد: حوار شيق مع الدكتور محمد هداية
ربنا يبارك في عمرك يا دكتور ويزيدك علم وهداية ويكفيك من اراد بك سوء كيف شاء وبماشاء
رشا محمد-
- البلد / الدوله :
عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 02/09/2011
العمر : 51
العمل : صيدلانية
رد: حوار شيق مع الدكتور محمد هداية
ربنا يكرمك يا دكتور يــــــــــــــــــــــــا رب وينفعنا بعلمك ويمتعك بقوة الحجه دائماً ... ويشفيك شفاءً لا يغادر سقماً
نور الايمان محمد-
- البلد / الدوله :
عدد المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 22/06/2012
العمر : 35
العمل : معيده
رد: حوار شيق مع الدكتور محمد هداية
نسال الله لك الثبات على طريق الحق وان يفتح الله عليك خدمة لهذا الدين
محمد النعيمي-
- البلد / الدوله :
عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 14/02/2013
العمر : 46
العمل : بكالوريوس زراعه
مواضيع مماثلة
» حوار مع الدكتور محمد هداية - اليوم السابع 12-8-2010
» الدكتور محمد هداية: في حوار من جريدة الاهرام المسائي
» للقاء الدكتور محمد هداية و الدكتور سعيد توفيق 7/4/2012
» الدكتور- محمد هداية لـ«الشرق الأوسط»:
» -الدكتور محمد هداية - كن مع الصّادقين-
» الدكتور محمد هداية: في حوار من جريدة الاهرام المسائي
» للقاء الدكتور محمد هداية و الدكتور سعيد توفيق 7/4/2012
» الدكتور- محمد هداية لـ«الشرق الأوسط»:
» -الدكتور محمد هداية - كن مع الصّادقين-
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى