فضيلة الدكتور محمد هداية drhedayalovers
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدين القيم - الحلقة 10 ( الإسلام دين الفطرة )

اذهب الى الأسفل

الدين القيم - الحلقة 10   ( الإسلام دين الفطرة ) Empty الدين القيم - الحلقة 10 ( الإسلام دين الفطرة )

مُساهمة  timaftima الجمعة سبتمبر 02, 2011 1:56 am

الحلقة العاشرة:


في اللقاء السابق تعرضنا لقول الله تبارك وتعالى (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (26) الروم) ووقّعنا هذا المعنى بقولالحق تبارك وتعالى (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) آل عمران) هذا التوقيع الذي يجب أن نقف اليوم على مراد الله تبارك وتعالى فيه من حيث طواعية الإسلام الذي يدين به كل من أسلم لله تبارك وتعالى بإرادته ثم قوله تعالى (وكرهاً) أي ذلك الذي يخضع لله تبارك وتعالى رغم كفره وشركه ونفاقه لكنه يخضع لله تبارك وتعالى حقيقة. فما المراد من قوله تعالى (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) التي توقع قول الله تعالى (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ) وقلنا أخطأ من شرح قانتون أنها طائعون وقلنا قانتون تعني خاضعون منقادون إما بإرادتهم أو رغماً عنهم. تخيل رجل لا يوحد الله تعالى، غير مسلم هل يستطيع أن يخرج من بيته ليفعل فعلاً لم يكتبه الله تعالى عليه؟ إيانا أن ننسى ونحن ما زلنا في بطن أمهاتنا لا نتعدى 120 يوم يُرسل الملك ويؤمر بأربع كلمات رزقه وأجله وعمله، شقي أو سعيد، وذكرنا أنه من يدعي أنه يعرف الغيب بأنه يعرف بجهاز السونار نوع الجنين وقلنا أن هؤلاء يعرفون من في الأرحام والله تعالى يعلم (ما) في الأرحام. فرق كبير بين أن تقول ذكر أو أنثى وأن تقول رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد هذه الأربعة يجمعها (ما في الأرحام) والأطباء بواسطة الجهاز يعرفون (من في الأرحام) ذكر أو أنثى. إذن لا يستطيع مخلوق لله مهما كان دينه أن يفعل شيئاً لم يكتبه الله تبارك وتعالى وإلا فليدفع عن نفسه المرض أو يرد ملك الموت ساعة يأتيه. هذا القسم بالكامل هو إسلام الكراهية لمن لم يُسلم لله تبارك وتعالى طواعية (وله من في السموات والأرض كل له قانتون) شرحها بنص كلام الله تبارك وتعالى (أفغير دين الله يبغون وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا) التوقيع مبدع لأننا اختلفنا في مسألة قانتون ولكن يحددها قوله تعالى (طوعاً أو كرهاً) الذي أسلم طوعاً هو الذي دان بالإسلام بإرادته شهد أن لا إله إلا الله وأن أي نبي في أي عصر هو رسول الله وفي ديننا وفي الاسلام الحق أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله إذا أسلمت بهذه الطريقة فأنت أسلمت طواعية لله، وإذا أشركت بالله أو كفرت بالله فأنت مسلم كرهاً أنت كافر توصيفاً ولكن حقيقة أنك مسلم بأبسط دليل أن لا تستطيع أن ترفض المرض أو ترد الموت ولذلك فأنت تدين لله رغماً عنك. (له ما في السموات والأرض كل له قانتون) أي منقادون، هذه الآية هي بادرة إظهار الدين القيّم، الدين الحنيف، الدين الحق الذي يجب أن يدينه كل مخلوق لله تبارك وتعالى طوعاً فإن لم تدين لله طوعاً فستدين لله كرهاً. المشرك والكافر يظن أنه يفعل ما يشاء لكنه في الحقيقة يفعل ما كتبه الله عليه ويدين بالإسلام ولكن كراهية رغماً عنه ولذلك أذل الله أعناق كل من أشرك وكفر به بالموت، وفي تحد عجيب الله تبارك وتعالى أخضع الرقاب له بالموت، الموت ذلك الفراش الذي لا يفر منه صغير ولا كبير، غني ولا فقير لا يستطيع مخلوق إذا أتت ساعته أو حان أجله أن يرفض الموت ولنا في موسى u آية في هذه النقطة بالذات، جاءه ملك الموت فرفض موسى الموت فعاد الملك إلى ربه وقال إن موسى يرفض الموت فقال الله للملك إذهب إليه وليضع يده على جلد ثور وعلى عدد الشعرات التي يمسها بيده له سنين حياة فعاد الملك إذا موسى وأخبره فقال موسى ثم ماذا؟ قال الموت، قال إذن الآن. الموت قهر الله تعالى به رقاب العباد جميعاً من دان له طوعاً وكرهاً لكنه آية من آيات الله تبارك وتعالى فيمن أشركوا وكفروا لأنهم لم ولن يستطيعوا أن يؤجلوا هذه الساعة لأنك لو تدبرت قد كتبها الله تبارك وتعالى بإرادته قبل أن تولد أنت، الملك جاءك قبل أن تولد وعمرك 120 يوماً ويكتب الرزق والأجل (يكتب الأجل قبل أن تولد) لذلك توقيع الحديث في القرآن توقيع مبدع فالناس تتصور أن الحياة خلقت ثم الموت لأن الموت يأتي على الحياة لكن الموت مخلوق قبل الحياة بدليل قوله تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك ) فالموت مخلوق قبل الحياة يتربص بكل مخلوق ليكون إسلام الكراهية مسبوق على إسلام الطواعية فإن شئت فليكن هذا الدين القيم هو دينك لله تبارك وتعالى، أسلِم طواعية من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله.

(أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) هذا سؤال من الله تبارك وتعالى يا من أردت ديناً غير دين الله الحق ويا من اتبعت الأهواء والبدع (بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وما لهم من ناصرين) هذا السؤال توقيعه (أفغير دين الله يبغون) هذا الدين الذي فطرك الله عليه والذي أخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ونحن في عالم الذر قبل أن نولد أنت شهدت بوحدانية الله تبارك وتعالى وخضوعك لله تبارك وتعالى وهذه الشهادة تتبلور إما طوعاً وإما كرهاً وهذا معنى قوله تعالى (وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً). هذا الإسلام كان قبل ميلادك وبعد ميلادك ستكون أحد أمرين إما أن تسلم طواعية تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أن الرسول الذي أرسل على عصرك هو رسول الله، طوعاً أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن عيسى رسول الله وأن موسى رسول الله ، كرهاً أنت تتوقع أن تعيش على هواك (بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وما لهم من ناصرين) لكنك مسلم لله كرهاً لأن الله تعالى كتب هذا عنده في الأزل. ومن ثمّ فدين الله تعالى هو الإسلام إما طوعاً وإما كرهاً. أنت انفلت في الدنيا وعشت على هواك وبعدت عن الاسلام (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) إعمل ما شئت ولكنك ستعود لله تبارك وتعالى في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون. الأهواء جاءت من المال والبنين غالباً ولذلك في سورة الروم يقول تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)) ساعة يأتيك ملك الموت أو ساعة القيامة لا مردّ لك من الله ولن تلحق لا أن تُسلم ولا تؤمن ولا تتقي لأن هذه المسألأة تحتاج إلى وقت وساعة يأتيك الموت التعبير القرآني مبدع في (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ (19) ق) سيظهر لك الحق وستبدو لك الحقيقة كاملة أنت عشت على هواك وفعلت ما شئت وتمردت لكنك إن تمردت على أمور أنت واهم فيها لن تستطيع أن تتمرد على الموت. لننظر إلى توقيع الآية (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا) قل يا محمد آمنا بالله وما أنول علينا نحن لا نؤمن بأهواء ولكننا نؤمن بما أنزله الله تبارك وتعالى، هذا التوقيع للإسلام الحق. الخطاب (قل) بالمفرد قل يا محمد لكون الرسول زعيم هذه الأمة ورسولها (آمنا) الخطاب للأمة. (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران) الآية شملت كل الأنبياء والرسل للعرب وغير العرب واختلفوا عليهم اليهود أرادوا أن الرسالة تبقى فيهم ولكن هذا مراد الله تبارك وتعالى (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران) انظروا إلى الترتيب واستعراض الأنبياء والمرسلين في الآية، لذلك هذه الآية تذكرنا بآية خواتيم البقرة وليس عندا تمييز بين الرسل وقلنا لا يصح إسلامك بمحمد r وقد كفرت بعيسى أو بموسى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة) (آية البقرة قال فيها إلينا وفي آل عمران قال علينا)، (لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) هذه خواتيم البقرة وفي آل عمران قال (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ) المسلم الحق في دين لله على عهد محمد r الذي جاء خاتماً للأنبياء والمرسلين فالذي يؤمن به يجب أن يكون مؤمناً بكل الأنبياء والمرسلين إلأى عهد آدم u. (ونحن له مسلمون) هذا القول الذي أنزله الله تعالى إلى رسول الله r ليعلمنا كيف ندين بالإسلام ولذلك هذه الآية (84) في آل عمران وتوقيعها الآية (85) ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه قولاً واحداً والإسلام دين شرع الله من عهد آدم إلى محمد r وهناك فرق كبير بين الإسلام كدين والإسلام ديانة ) الإسلام كدين هو شرع الديانات كلها بما فيها الإسلام ديانة أما الإسلام ديانة فهو شرعة محمد r. (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) هذا الذي ضيع وقته في الشرك والكفر والبدع والأهواء. أحذر نفسي وإياكم من الوقوع في الشرك الخفي الذي قد يحدث من الواحد منا دون أن يدري أن يدعو مع الله أحداً أو يشرك مع الله أحداً يجب أن نفهم الآيات حتى نوقع الآيات بأعمالنا في الإسلام. الله تبارك وتعالى يقول (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ) وبينهما (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران) (ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) أسأل الله تبارك وتعالى أن نكون في الدنيا والآخرة من المفلحين، من المتقين الذين كانوا يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

من موقع اسلاميات
timaftima
timaftima
 
 

البلد / الدوله : الجزائر
عدد المساهمات : 360
وسام التميز
المشرف المتميز3
تاريخ التسجيل : 01/09/2011
العمر : 94
الموقع : https://www.facebook.com/groups/hedayalovers/
العمل : مشروع صغير

https://www.facebook.com/groups/hedayalovers

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى