فضيلة الدكتور محمد هداية drhedayalovers
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طريق الهداية - التوبة والاستغفار 97 ( النية والاعمال - الجنة والنار )

اذهب الى الأسفل

طريق الهداية - التوبة والاستغفار 97 ( النية والاعمال - الجنة والنار ) Empty طريق الهداية - التوبة والاستغفار 97 ( النية والاعمال - الجنة والنار )

مُساهمة  timaftima الأحد سبتمبر 16, 2012 1:25 pm

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. موعد لقاء جديد نخطو فيه خطوات على طريق الهداية. تذكرون أننا في رحلة وارتحال مع آيات سورة الإسراء ونستخرج المعاني والدلالات من الآيات. ذكرنا سابقاً أنه من أهمية النيّة أنه ليس من قبيل الصدفة عندما تفتح صحيح البخاري أول ما تجده في أوب باب (إنما الأعمال بالنيات) هذا الكلام نذكره لأنه متعلق بسلامة العقيدة لأن العقيدة السليمة تبني إنساناً سليماً فاهم الدنيا صح وعارف أن الدنيا وسيلة أو مطيّة أو طريق يذهب به للمستقر الأخير الذي هو الآخرة إما يمين وإما شمال ليس لهما ثالث. يتكلم المولى تعالى في السورة عن الإرادة البشرية المستعجل الذي يريد العاجلة أن يأخذ كل متعه ونصيبه في الدنيا يأخذه والذي يريد الآخرة لكن يعمل لها الشغل المطلوب حسب المنهج يأخذه، إذن إبن آدم هو الذي يختار حقيقة فلا يلومنّ إلا نفسه. كيف نفرق بين أننا نريد الآخرة لكن في نفس الوقت نعمل في الدنيا حتى لا يقول لنا أحد إذن العقيدة الإسلامية أن تجلس على شجرة أو نخلة ولا تعمل ولا تشتغل وانتظر حتى تكون غريباً في الدنيا وتذهب للآخرة على طول، هذا الكلام غير منضبط وغير صحيح ويحتاج إلى ميزان حساس نضبط به الأمور، ما هو هذا الميزان؟

نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم ونرحب بفضيلة الدكتور محمد هداية.




د. هداية: الكلام الذي ذكرته مهم جداً أن تفهم الناس أننا نمضي بين رأيين الرأي الأول خذ الدنيا كلها والرأي الثاني التزهد الكامل وترك الدنيا والاستعداد للآخرة من الآن، هذا الكلام غير صحيح، لا الرأي الأول صحيح ولا الرأي الثاني. الآيات في سورة الإسراء لو تدبرناها تجد أن الله تبارك وتعالى بالصياغة البلاغية في القرآن أراد أن يوضح لنا حقيقة الأمر. عندنا آيتان، هاتان الآيتان تتكلمان عن أناس طلبوا الدنيا وأناس طلبوا الآخرة، الصياغة لوحدها تبين لنا المفهوم الصحيح في هذا المطلب والمفهوم الصحيح في هذا المطلب. قبل أن أشرح ألفت النظر لنقطة مهمة، عندنا آياتان آية تتكلم عن أولئك الذين يطلبون الدنيا التي سُميت الحياة فيها العاجلة والمطلب الثاني في الآية الثانية أولئك الذين يطلبون الآخرة. هل انتبهنا لصياغة الله تبارك وتعالى في الآيتين ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ) وعندما تكلم عن الآخرة قال (وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ) يجب أن أقف عند سؤال لماذا لم يقل من أراد العاجلة في الآية الأولى أو قال ومن كان يريد الآخرة في الآية الثانية؟ يجب أن نقف عند نقطة بيانية في مطلع الآيتين، اختلاف الصياغة واضح وله هدف. لما نسمع (من كان يريد العاجلة) و (ومن أراد الآخرة) نجد أن فعل الإرادة في طلب الدنيا في الآية الأولى مضارع وفي الآية الثانية ماضي فيجب أن أسأل نفسي لماذا أطلق الله تبارك وتعالى على من يطلبون الدنيا المضارع (من كان يريد العاجلة)؟ وساعة أراد سبحانه وتعالى أن يصف أهل الجنة أو أهل الآخرة قال (ومن أراد الآخرة) لم يقل هناك يريد الآخرة ولم يقل في الأولى ومن أراد العاجلة. الفعل الماضي في آية الآخرة (ومن أراد الآخرة) في العاقبة الحسنة يؤكد أن الذي يطلب الآخرة طلبه ثابت.............................



المقدم: هذه نقطة مهمة في الدرجة. مسألة أنه ثابت ع
لى المبدأ وأنه لو تزعزع عن المنهج سيذهب في داهية، لكن كل ابن آدم خطاء وهناك كثيرون يمكن أن يكونوا قد فهموا العقيدة بشكل صحيح وأن الحياة الدنيا مشوار وأنه يريد الآخرة لكن مع ضغوط الحياة يضعف، مسألة المال قد يكون قد أدخل مبلغاً من حرام أو أخذ مبلغاً ما عمولة فيها شبهة رشوة، نظر نظرة لامرأة جميلة، زوجته تنكد عليه فتكلم مع زميلة له لم يزني بها وإنما تكلم معها فقط، أنا أتكلم عن ملايين تفعل هذا السؤال هل بهذه الأخطاء تكون قد فسدت نيتنا أو أننا ما زلنا مخلصين لكننا نقول يا رب نحن ضعفاء وغير قادرين؟


د. هداية: المهم هل نصحح أم لا؟ نحن كلنا نخطيء ليس هناك من لا يُخطيء، نحن لا ندّعي أننا ملائكة لكن هل نستمر على المعصية أم أننا نرجع؟ هذه هي القضية. القرآن يقول (فأما من ثقلت موازينه) و (وأما من خفت موازينه) إذن سيكون هناك ميزان، المسألة في النهاية هل ستأتي مؤمناً؟ أنت ستأتي مؤمناً والعقيدة سليمة إذن سنزن.


المقدم: بداهة حتى لو مؤمن تأتي ومعك سيئات


د. هداية: أكيد وإلا ما قال (فأما من ثقلت) يعني هناك كفة رجحت عن كفة يعني كل كفة فيها شيء ولكن كفّة الحسنات أكثر فرجحت. هذه النقطة التي تكلمت فيها هي سبب قسمة القرآن للأمور على اثنين والآية التي معنا أكبر دليل (من كان يريد العاجلة) وقال في المقابل (ومن أراد الآخرة) ليس هناك صنف ثالث، (فأما من ثقلت موازينه) (وأمت من خفت موازينه)، (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه)، (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) (أولئك هم خير البرية) (أولئك هم شر البرية) يعني المسألة مقسومة على اثنين. الصنف الذي أراد الآخرة هو الذي سيوزَن وسترجح كفة الحسنات المهم أنه في الجنة وقلنا سابقاً أن أقلّ الجنة جنة وأقل النار والعياذ بالله نار. الآية توضح نقطة مهمة في الذي تقوله أنت، أنت تقول أنا أخطأت، أنا أحيا فأنا أخطيء، هنا قال (من كان يريد العاجلة) جاء بصيغة الفعل المضارع ليعطي معنى التجدد أنك يمكن أن تعود فتطلب الآخرة لأنه لو قال (من أراد العاجلة) لا يكون هناك رجوع كأن المولى عز وجل من رحمته بنا ولأنه شرع التوبة .....................


المقدم: هل هذا نوع من رحمة ربنا؟



المقدم: ما الفرق بين الاثنين؟ بمعنى ربنا يعجل لأحد طلب ولا يعجل لآخر طلب، ربنا يعجل لأحدهم بأن أعطاه مال وسيارات وغيرها فاستمتع هذا وعاش أياماً جميلة والمفترض أن هذه الأمور أثرت عليه فاغترّ كأنه ملك الدنيا كلها ومن الطبيعي أن هذا الغرور لا يجعله يستفيق إلا من رحم ربي فيموت على هذا ويكون إلى جهنم، أما الذي طلب الدنيا ولم يعطيه الله شيئاً فما استمتع ولم يغتر بشيء لكنه بقي على حاله يطلب الدنيا.


د. هداية: ماذا عمل هذا الشخص؟ إذا استمر في طلب العاجلة فهو ليس ممن أرادوا الآخرة. الفضل يكون عندما يطلب أحدهم الدنيا ولا يعطيه الله شيئاً فيعود ويطلب الآخرة هذه تكون إشارة من الله تعالى وهذا يحصل هناك من يكون مقبل على معصية والظروف تعطلها له فينقسم الناس إلى قسمين قسم يصر ويصر حتى يعملها أو يموت وهو لم يحققها وقسم يقول .................


المقدم: السؤال المطروح لماذا قيّد الله سبحانه وتعالى المشيئة بالطلب رغم أنه قال أنه سيعجّل للذي يريد العاجلة لكنه وضع شرطين أن هناك من يريد والله تعالى يعطيه وهناك من يريد والله تعالى لا يعطيه؟ ثم قوله تعالى (ما نشاء لمن نريد) يمكن أن لهذا الذي يريد العاجلة يمكن أنه يطلب خمسين ستين طلب المال والجاه والصحة والأولاد والسيارات ويمكن أن يعطيه الله تعالى المال ولا يعطيه الأولاد أو الصحة، فلماذا هذا التقييد أولاً؟




د. هداية: أولاً يجب أن ننتبه جداً للتقييد كيف جاء قال (ما نشاء لمن نريد) هذه تذكرنا بقضية تكلمنا فيها منذ حلقات وهي القضاء والقدر وهذا يرد على الذيت يتكلمون عن حديث الدعاء يرد القدر هذه أحاديث فيها كلام! الأحاديث التي تأتي على غير مراد القرآن يجب أن نقف عندها. هناك رواية "ولا يرد القدر إلا الدعاء" لم يقل يرد القضاء لأن مسألة رد القدر لغوياً غير مسألة رد القضاء لكن لها روايات في الأحاديث الضعيفة "لا يرد القضاء".

المقدم: لكن هل هناك نهي أن أسأل الله تعالى أن يرد القضاء؟



المقدم: هذه نقطة مهمة في الدرجة. مسألة أنه ثابت على المبدأ وأنه لو تزعزع عن المنهج سيذهب في داهية، لكن كل ابن آدم خطاء وهناك كثيرون يمكن أن يكونوا قد فهموا العقيدة بشكل صحيح وأن الحياة الدنيا مشوار وأنه يريد الآخرة لكن مع ضغوط الحياة يضعف، مسألة المال قد يكون قد أدخل مبلغاً من حرام أو أخذ مبلغاً ما عمولة فيها شبهة رشوة، نظر نظرة لامرأة جميلة، زوجته تنكد عليه فتكلم مع زميلة له لم يزني بها وإنما تكلم معها فقط، أنا أتكلم عن ملايين تفعل هذا السؤال هل بهذه الأخطاء تكون قد فسدت نيتنا أو أننا ما زلنا مخلصين لكننا نقول يا رب نحن ضعفاء وغير قادرين؟


د. هداية: المهم هل نصحح أم لا؟ نحن كلنا نخطيء ليس هناك من لا يُخطيء، نحن لا ندّعي أننا ملائكة لكن هل نستمر على المعصية أم أننا نرجع؟ هذه هي القضية. القرآن يقول (فأما من ثقلت موازينه) و (وأما من خفت موازينه) إذن سيكون هناك ميزان، المسألة في النهاية هل ستأتي مؤمناً؟ أنت ستأتي مؤمناً والعقيدة سليمة إذن سنزن.



(من كان يريد العاجلة) جاء بصيغة الفعل المضارع ليعطي معنى التجدد أنك يمكن أن تعود فتطلب الآخرة لأنه لو قال (من أراد العاجلة) لا يكون هناك رجوع كأن المولى عز وجل من رحمته بنا ولأنه شرع التوبة في بداية الدنيا في معصية آدم عليه السلام صاغ الفعل المضارع لتجدد المسألة وكأنه يفتح لنا باب التوبة كل يوم، حتى لو أنك لو طلبت الدنيا وأخذتها ثم رجعت إرجع وستكون هنا (ومن أراد الآخرة). لما نأخذ الآية (من كان يريد العاجلة) ججاء بالفعل المضارع لأنه يفيد الحال والاستقبال فيعطي معنى التجدد فإذا طلب أحدهم الدنيا اليوم وغداً وبعد غد لكن هناك من سيطلب الدنيا ثم يستفيق فينفع معها الهداية والدعوة أو آية قرأتها أو موقف فبدل أن يجدد غداً طلب العاجلة يكون ممن أراد الآخرة. لماذا سميت العاجلة هنا؟ وعندما يأخذها يقال (عجلنا له فيها) لم يقل نعطيه إياها وإنما طالب العاجلة يُعجّل له، هذا يفرحه لكن قال بعدها (ما نشاء لمن نريد) يعني ليس كل ما يطلبه سيأخذه. (ما نشاء لمن نريد) قيّدت من يأخذ العاجلة ومن لا يأخذها حتى لو طلبها فمنهم من يطلب العاجلة ولا يأخذ منها شيئاً.

المقدم: هل هذا نوع من رحمة ربنا؟

د. هداية: لا، لأن هذا الذي فشل في الحصول عليها سيبقى وراءها بالفعل (يريد) إن لم يطلب الآخرة.

المقدم: ما الفرق بين الاثنين؟ بمعنى ربنا يعجل لأحد طلب ولا يعجل لآخر طلب، ربنا يعجل لأحدهم بأن أعطاه مال وسيارات وغيرها فاستمتع هذا وعاش أياماً جميلة والمفترض أن هذه الأمور أثرت عليه فاغترّ كأنه ملك الدنيا كلها ومن الطبيعي أن هذا الغرور لا يجعله يستفيق إلا من رحم ربي فيموت على هذا ويكون إلى جهنم، أما الذي طلب الدنيا ولم يعطيه الله شيئاً فما استمتع ولم يغتر بشيء لكنه بقي على حاله يطلب الدنيا.
المقدم: السؤال المطروح لماذا قيّد الله سبحانه وتعالى المشيئة بالطلب رغم أنه قال أنه سيعجّل للذي يريد العاجلة لكنه وضع شرطين أن هناك من يريد والله تعالى يعطيه وهناك من يريد والله تعالى لا يعطيه؟ ثم قوله تعالى (ما نشاء لمن نريد) يمكن أن لهذا الذي يريد العاجلة يمكن أنه يطلب خمسين ستين طلب المال والجاه والصحة والأولاد والسيارات ويمكن أن يعطيه الله تعالى المال ولا يعطيه الأولاد أو الصحة، فلماذا هذا التقييد أولاً؟
د. هداية: ماذا عمل هذا الشخص؟ إذا استمر في طلب العاجلة فهو ليس ممن أرادوا الآخرة. الفضل يكون عندما يطلب أحدهم الدنيا ولا يعطيه الله شيئاً فيعود ويطلب الآخرة هذه تكون إشارة من الله تعالى وهذا يحصل هناك من يكون مقبل على معصية والظروف تعطلها له فينقسم الناس إلى قسمين قسم يصر ويصر حتى يعملها أو يموت وهو لم يحققها وقسم يقول طالما لم تُحقق فالحمد لله واستفقت فأكون ممن أراد الآخرة ويجب الانتباه أنه كلما ذكرنا إرادة الآخرة يجب أن تكون بصيغة الفعل الماضي (من أراد الآخرة) لأن الذي أراد الآخرة اليوم يجب أن (وسعى لها سعيها) الآخرة لها سعي ولها طريق ثابتة وهذا الثابت يحتاج منا إلى عمل وثبات وعمل معين ولهذا لفت نظرنا إلى مسألة قديمة جداً (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)) قال عطاء ربك ولم يقل عطاء الله.


د. هداية: أولاً يجب أن ننتبه جداً للتقييد كيف جاء قال (ما نشاء لمن نريد) هذه تذكرنا بقضية تكلمنا فيها منذ حلقات وهي القضاء والقدر وهذا يرد على الذيت يتكلمون عن حديث الدعاء يرد القدر هذه أحاديث فيها كلام! الأحاديث التي تأتي على .....................


المقدم: هل الدعاء المأثور اللهم إني لا أسألك رد القضاء وإنما أسألك اللطف فيه صحيح؟


د. هداية: هذا رد القدر لأنه أن تتقبل المسألة هذا رد القدر إذن الرد هنا بأن صاحب الأزمة أو الابتلاء يقوى عليه.

المقدم: لكن هل هناك نهي أن أسأل الله تعالى أن يرد القضاء؟

د. هداية: هذا مستحيل، رد القضاء مستحيل عقلاً والقرآن صاغها صياغة يجب أن نعيها (ما يبدل القول لديّ) قول الله تعالى أزلي وليس حادثاً هذا هو القضاء لكن الناس لم تستوعب المسألة لأنهم يقولون لماذا ندعو إذن؟

المقدم: هناك أناس تمسكوا بالآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)

د. هداية: من الذي يمحو؟ الله تبارك وتعالى. يمحو الله ما يشاء هو سبحانه الذي محى وأثبت وهذا حصل قبل خلق آدم عليه السلام، قضاء الله أزلي وقدر الله أن يقع هذا القضاء.

المقدم: فإذن مسألة أن يكون هناك آية تُبدّل وأن الرسول يُنسّاها

د. هداية: هذه الآية ليست الآية من القرآن وإنما معجزات، عندنا آيات مفهومة خطأ عند بعض الناس. (من كان يريد العاجلة) هذا واحد طالب أمراً ما (عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد) لم يقل عجلنا له ما أراد أو ما طلب، (ما نشاء لمن نريد) هذه التركيبة صيانة للقضاء والقدر، لأن هذا الذي طلب سبق في علم الله تبارك وتعالى أنه لن يصلحه إلا أنه طالب للعاجلة والجزئية التي ذكرتها لبعض الناس الذين لم تأتهم العاجلة فيفيقون ويعودون هؤلاء قِلّة. يجب أن نقف عند الآيات، القرآن الكريم في مواقف العقيدة تكون صياغته بليغة، إسمع قول الحق تبارك وتعالى (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)) لم يقل آتنا ماذا، (خلاق) هنا بمعنى نصيب، ماذا طلب هؤلاء؟ آتنا كل ما يخطر على بالك في مسألة العاجلة بدليل أنه لم يقل آتنا ماذا. هناك فريق سيقول آتنا في الدنيا وهذا ليس له في الدنيا خلاق، ومنهم من سيقول (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201))

المقدم: هل هذه الصياغة هي الميزان الحساس؟ ما هي حسنة الدنيا وحسنة الآخرة؟

د. هداية: نعم، هذا هو الميزان الحساس. يجب أن نقف هنا لنبين كيف نُخطيء وكيف نفهم المسائل خطأ من الأول ونستمر، أولاً هم نسبوا الكلام للرسول صلى الله عليه وسلم وهو ليس للرسول "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" هذا الحديث فيه كلام لكنه لا يعني حسنة الدنيا وقالوا أن خير متاع الدنيا المرأة الصالحة هذا الكلام لعلي ابن أبي طالب رضي الل عنه وأرضاه، لكن نقف عند من ناقش عليّ إذا كان عليّ قال هذا الكلام فعلاً أن حسنة الدنيا المرأة الصالحة هذا فكر ضيق جداً وأشك أنه قال هذا الكلام، لماذا؟ الكلمة نكرة والنكرة تفيد العموم لو كانت الآية تقول ربنا آتنا في الدنيا الحسنة كانت تعني أمراً واحداً لكن كلمة حسنة تعطي معنى مفتوحاً. الحسن البصري قال أنه لو كانت تعني أمراً واحداً فهي تعني فهم المنهج.الذي عليه يبكي العارف أنه لما أفهم منهجي سأختار زوجة صح وأربي أولادي صح وأتعامل مع الناس صح، هذه المسألة مع سورة الإسراء (وما كان عطاء ربك محذورا) ...............


د. هداية: كيف تصل إلى الآخةر؟ من الدناي فأنت ماذا عملت في الدنيا؟ أنت سعيت لكن هل سعيت وفق هواك أووفق منهج الله تبارك وتعالى؟ عندنا جملة في كل آية تقيد المسألة بعد أن قال (عجلنا له ما نشاء لمن نريد) وفق القضاء والقدر وفي الثانية قال (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها) حتى الذي طلب الآخرة هو مقيّد (وهو مؤمن).

المقدم: الإضافة هنا (وهو مؤمن) المفترض بداهة أنني إذا أردت الآخرة سأكون مؤمناً وعقيدتي سليمة هل ممكن أن أكون أريد الآخرة وأسعى لها سعيها وأنا لست مؤمناً؟

د. هداية: نعم بأن يشغِّل دماغه إذا سألته لماذا تفعل هذا يقول لك لأني أرى أنه لو علمت كذا سأقرب الناس أكثر للإسلام قل له كان الولى قالها فهل أنت أذكى من الرسول؟ حاشاه، الذي يوهمه بالكلام هو الشيطان والنفس تتلقى وهنا يتحقق قول الله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف) سعيهم هذه عكس (وسعى لها سعيها) لما سعوا سعيهم هم ذهبوا مع الأخسرين أعمالاً.

المقدم: سعيهم هم على هواهم وسعيها على منهج الله (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)


لمقدم: ربنا سبحانه وتعالى كرر هذه التحذيرات كثيراً مرة سماها العاجلة ومرة سماها الدنيا، دنيا من الدنو والحقارة والدار الآخرة هي الحيوان والحياة الحقيقية وكأن الحياة الدنيا التي تعيشها أشبه بكذبة أنت تعيشها فاصبر للآخرة ومع هذا الناس غرّتهم الدنيا ولا يصبروا ونحن نكرر طلبنا من الناس أن لا يسموا بناتهم "دنيا" لأن فيها وصف بمعنى الدنو فلماذا رغم التحذيرات الناس ما زالت مغترة بالدنيا؟ تحذيرات إلهية مستمرة ومتواصلة في القرآن الكريم ليتدبر الإنسان، عاجلة ونتيجتها بشعة ودنيا من الدنو والدناءة قريبة من الإنسان تغر الإنسان، لا تفعل هذا والآخرة هي بيتك ولو أنك مؤمن حقاً لا ينتهي بك الأمر في نهاية المطاف إلا وأنت في الجنة، ومع ذلك الناس في غيبوبة فما سبب هذه الحالة الغريبة من الغيبوبة؟

د. هداية: عدم التدبر وعدم فهم الآيات على مراد الله (سألني أحدهم وهل نحن نعرف مراد الله؟ نقول نحن نعم نحن نريد أن نعرف، المنهج نزل على مراد الله تعالى) المنهج يبين صياغة الآيات أن هذا منهج. مثلاً قوله تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)) عندنا كلمة العاجلة وكلمة عجّلنا، قبلها ببضع آيات قال (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)) عجولا، هذه هي العاجلة وعجلنا إذن الكلام يناسب ما تريده أنت. البعض يقول ربنا كتب علي هذا أو ربنا لم يهديني بعد، لا علاقة لله تبارك وتعالى - إن صح التعبير - إلا بهداية المعونة وهداية المعونة تمت بمجرد إرسال الرسول وبمجرد قراءتك للقرآن وبمجرد أنك أتيت من أبوين مسلمين فماذا تريد بعد؟ لا ينقص إلا أن ينزل ملك يأخذ منك السيجارة أو ملك يحجّب واحدة، عندما يقول الناس ربنا لم يهديني بعد فهل كتب تعالى في منهجه إنتظروا حتى أهديكم؟! أبداً. في مطلع الكتاب قال (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) عليك دور يجب أن تعمله حتى يهديك الكتاب وهو أن تتقي.

المقدم: عندما يمرض الإنسان ويحتاج إلى مضاد حيوي بعض هذه الأدوية يقول لك الدكتور أنها تؤخذ على معدة فارغة بينما هناك مضاد حيوي آخر يجب أن تأخذه بعد أن تأكل، هناك اشتراطات للدواء حتى يأتي بنتيجة إذن علينا أن نفعل شيئاً حتى نسنفيد من المنهج.

د. هداية: أنا دائماً أردد هذه الآية (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (Cool قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس) من الذي ألهم؟ ربنا سبحانه وتعالى، إذن هذه هي هداية المعونة. عندنا هداية الدلالة من الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه فيها هداية معونة أن أرسله ربنا سبحانه وتعالى لنا وأعظم شيء في القرآن في سرة الإسراء أنه قال (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)) هذا عدل. الرسول يهدي هداية الدلالة إلى الطريق الصحيح والمنهج الصحيح وهذه فيها معونة أن الله تعالى أرسله وهناك هداية معونة أخرى أن يأتي أحد يشرح لك القرآن، أحد يعلمك لغة، هناك من يرى هذه الحلقة مثلاً ويتحول عنها ويتفرج على رقص وغيره هل سينزل عليه ملك يمنعه من تغيير المحطة؟! قال تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (Cool) ألهمها يعني بيّن لها، بيّن لها الفجور حتى تجتنبه وبيّن لها التقوى لتتّبعه لأن التقوى هذه وسيلة وسلاح تلقي القرآن (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين). ثم قال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)) قسم الناس إلى قسمين واحد أفلح أنه زكّى النفس وواحد خاب أنه لم يزكِّ النفس بل دسّاها. في هذه الآيات هناك فاعل وفاعل، الفاعل الأول الله تبارك وتعالى لكن الفاعل الثاني أنت ولهذا قلنا لهم في رمضان أنتم تصدقون مسألة صُفِّدت الشياطين وتفهمونها أن ربنا سبحانه وتعالى يصفِّد الشياطين إذا كانت كذلك فلماذا تأخذ الأجر أنت؟ ماذا تكون فعلت أنت.؟ هذا يكون عكس كلام القرآن (أفحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) وإذا كانت الفتنة في الأيام العادية معقولة فيجب أن تكون في رمضان أشد وأصعب إذن عن ماذا تصوم؟ الناس إما أنها متراخية لا تريد أن تعمل مثل مسألة الحج عن الغير والعمرة عن الغير هم يتصورون هكذا، الذي يموت ماذا يفعلون له؟ الحج أو العمرة فقط والصدقة الجارية لكن كيف تزكّي نفس الميت؟ أو كيف يتلقى القرآن بشكل صحيح؟! المسألة انتهت، كيف يذهب له العمل؟! هم تركوا الآية الواضحة وضوح الشمس وذهبوا لأحاديث لم يفهموها الحديث صحيح بدليل أنه يقول "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث" من ثلاث من عمله، صدقة جارية أجراها هو أو علم ينتفع به هو تركه أو ولد صالح يدعو له هو الذي جعله صالحاً فالمسألة تحتاج إلى وقفة فيقول لهم القرآن (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) (وسعى لها سعيها) تذكرنا بـ (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يُرى) يُرى هنا ليس بمعنى يُشاهد وإنما لازم معنى كلمة يُرى هو يُفرز فالذي كان خالصاً لوجه الله يُقبل والذي لم يكن خالصاً لوجه الله أو فيه رياء أو سمعة يُرفض وقال تعالى في الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لي عملاً أشرك فيه معي غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك" ولهذا لما قسم الناس إلى قسمين قال في البقرة (ومن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا) ولم يقل آتنا ماذا؟ إذن هو لم يطلب أي حسنات بدليل أنه قال (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) الأول لم يقل كلمة حسنة، لو طلب حسنة في الدنيا ربما كانت قادته إلى الخير لكنه تعالى قال (وما له في الآخرة من خلاق) لأنه لم يطلب حسنة وإنما قال (ربنا آتنا في الدنيا) لم يقل ماذا طلب لكن طالما الفريق الثاني طلب في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة يعني الأول لم يطلب حسنة وإنما يطلب شراً فهل تريدون أن تحجوا عنه؟!


د. هداية: هذه (من كان يريد العاجلة) حتى يعمل المضارع أن هناك أمل في التوبة. ربنا سبحان وتعالى راضي بنا لدرجة لكننا نحن لسنا راضين عن أنفسنا.

على هدا الرابط تجدون الحلقة كاملة


http://www.islamiyyat.com/drhedaya/2009-01-18-17-58-00/2299--97.html







timaftima
timaftima
 
 

البلد / الدوله : الجزائر
عدد المساهمات : 360
وسام التميز
المشرف المتميز3
تاريخ التسجيل : 01/09/2011
العمر : 93
الموقع : https://www.facebook.com/groups/hedayalovers/
العمل : مشروع صغير

https://www.facebook.com/groups/hedayalovers

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى