فضيلة الدكتور محمد هداية drhedayalovers
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

{ أَلَمْ يَجِدْكَ }

اذهب الى الأسفل

{ أَلَمْ يَجِدْكَ } Empty { أَلَمْ يَجِدْكَ }

مُساهمة  niesoo nie الثلاثاء مارس 26, 2013 8:30 pm

هذا تجميع شخصي من عدة مقتطفات في بداية الحلقة محاولة مني كي أصل بالمعنى بشكل مركز ومترابط وميسرللفهم أكثر ولكن كله كلام فضيلة الدكتور محمد هداية حفظه الله , فإن أخطأت من نفسي وأرجو أن تصوبوني جزاكم الله كل الخير . "

د / محمد هداية :

{ أَلَمْ يَجِدْكَ }

كيف فهمناها ؟ أن الله وجد الرسول يتيماً ! تفاجأ ؟! " حاشاه سبحانه "

كلمة يجدك لو قيلت في حق البشر فلابأس , أن فلان يجد فلان على حالته .. وإنما كيف تُـقال في حق الله تبارك وتعالى ! هذه هي القضية .

لِم ذُكرت بهذه الطريقة !

*ننتبه لنقطة أنه هكذا يفهم القرآن , وهكذا يُـدار مناط التلقي , لابد أن يكون هكذا , لأنها لم تُـذكر في القرآن عبثاً أو سهواً أو خطأً . إنما هي بمراد الله تبارك وتعالى لحكمة .

ماالحكمة هنا ؟

نقول والله أعلم أن الله تبارك وتعالى أراد بهذه الآية أن يضع الأمور في نصابها في الحياة الدنيا قبل الآخرة .

بمعنى : أننا نعيش في الدنيا لإبتلاء الله , حتى العبادة محض إبتلاء { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }

فكل ثانية يوجد إبتلاء وكل لحظة سواء بسماعنا خبر أو كلامنا أوحتى تلقيّنا ,

{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } يفتنون في كل ثانية تمر في عمرنا هي فتنة وابتلاء , الكلمة القرآنية فتنة وابتلاء , الآية بعد ان أقفلنا المصحف ماذا فعلنا بماقرأنا أيضاً ابتلاء .

ومن ضمن الإبتلاء { أَلَمْ يَجِدْكَ }

الإبتلاء هنا في هذه الآية إبتلاء عقيدة بأننا لم ننتبه لها ومرت علينا فكيف ؟ هل مرت على أنها واقع ؟ ممكن ؟ إحتمال ؟

مجرد مرورها علينا عند القراءة هو نوع من الإبتلاء , حيث كان الإبتلاء عن طريق " الإستعجال في القراءة , الغفلة , التسرع وعدم التركيز .. "

المفروض عندما ندرسها وتستقر عقيدتنا بأن :

1- هذا الإله الحق لايحدث في ملكه إلا ما ( قضى , وقدر , وكتب ) أي ماأراده سبحانه .

2- عندما فهمناها وإستقرت عقيدتنا على أن هذا الكون لايحدث فيه إلا ماقضاه الله وأراده في كل شيء و بكل مافيه من " حسن وسيئ " .. مادامت هذه عقيدتنا كما نزعم إذاً لماذا نجزع عند حدوث مصيبة الموت ؟!

هنا خرجنا من الآية وإعتقادنا بأنها لحكمة , وجزعنا عند مصيبة الموت ونتضايق عند الفقر والمرض ونعترض !

*هل نحن نقرأ القرآن على عقيدة ونتلقى إبتلاءات الله على عقيدة أخرى ؟!

هذا لايصح .

هذه الآية تُـصلح العقيدة كلها , عندما نقول " يجدك " مع علمنا بأنها لاتصح في حق الله ورغم هذا هي في كتاب الله إذاً نُدرك بأن هناك شيء لا نفهمه . هناك مراد الله .

وكي نُصلح العقيدة نقول :

أنا عقيدتي أن هذا الكون لايحدث فيه إلا ما أراد الله , فإذا جزعنا عند موت أحبائنا وجزعنا عند الفقر والمرض و..و.. لابد أن نقف .

*إذاً لاينبغي أن نقرأ القرآن إلا على هذا المراد , وبالتالي لابد أن ندقق في كل كلمة في هذا الكتاب .

* وهذه الآية فيها إستفهام بالتأكيد , ونصيغ الجملة في حق هذا الإستفهام بأنه :

( هوإستفهام مسلط على النفي للتقرير )

إستحالة أن يكون الله سبحانه وتعالى تفاجأ , وإستحالة أنه لم يأوي الرسول صلى الله عليه وسلم .

*والتقرير هنا يكمن في { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى } تقرر أن الله تبارك وتعالى قد آواه صلى الله عليه وسلم , فكما كان يقول الرسول ويرد ( بلى ) فيجب على كل قارئ لهذه الآية ورداً على هذا الإستفهام المسلط على النفي للتقرير أن يجيب بـ ( بلى ) .

*{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى } نقف ونحاول أن نفهم تبارك وتعالى يقول له هذه الجملة هنا في أي معرض؟ ماهو المعرض الذي تتحدث فيه ؟

تتحدث في حالة تَـعرض لها رسول الله نتيجة واقعة أو حادثة " إنقطاع الوحي أو توقفه لفترة "

فبدأ الكفار يتكلموا وقالوا مانصه أن رب محمد ودعه وقلاه , فسمع هذا الرسول صلوات ربي وسلامه عليه فتضايق , وبدأ يضيق ويتساءل لِم وضعت في هذا الموقف ؟ وبِم سأرد عليهم ؟ وهم يتساءلون أين وحيك وقرآنك ؟! وأين .. وأين .. ؟

*المولى يقول له بأنه : (( يجب دائماً على الإنسان أن ينظر لماهو فيه بفضل على ماكان عليه وسيتعرض له )) .

أي جهز نفسك وأنت في أي إبتلاء وفكر بأنك كنت تحيا قبله وستحيا بعده بأمر الله فلابد أن تحيا على مراد الله , فتفكر فيما فات والوضع الذي كنت عليه وكيف مررت بالأزمات وإن شاء الله في الآتي ستمر أيضاً بأزمات , فقال له المولى آيات في منتهى الإبداع { وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }

*القضية في منتهى الخطورة لأن الآيات { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى }

لو بحثت فيهم ستجدهم حياتك . كيف تولد وهل الأب موجود أم لا ؟, تولد وأنت تعرف الله أم لا ؟ من أسرة مسلمة ام غير مسلمة ؟ ومسألة الفقر والغنى ! , هذه هي حالتك , والله ذكر له مدار حياته صلى الله عليه وسلم ليثبت له أولاً عنايته ورعايته به من أول الخلق وأول مسألة " يتيم " وكان الله له فيها " حتى يولد الرسول يتيم " مقدمات وترتيب وحكمة للوصول إلى مراده سبحانه فيها .

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى } حدث أم لا ؟

فيُـذكره الله تبارك وتعالى بالماضي , وهذه ستصب في { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } وبدورها تصب في { وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى }

*الإشكالية في " يجدك , وجدك " كيف يجده الله تبارك وتعالى ؟

*القرآن كلام الله , لكن كثير من الآيات تتكلم أنت فيها إلى الله . ويجب أن نقف عند هذه النقطة .

كي نفهم مسألة " تتكلم إلى الله " نتذكر حديث مالك رضوان الله عليه عندما كان يعلمنا < إذا أردت أن أناجي ربي دخلت في الصلاة , وإذا أردت أن يناجيني ربي قرأت القرآن >

فنحن في الصلاة نناجي الله سبحانه بالقرآن وهو كلام الله , ولكن هذا القرآن لابد ويعلمنا كيف نتكلم عن الله .

فكيف يعلمنا كيف نتكلم في حقه ! وهذا لابد ويكون في القرآن !

وهذه أول آية تعلمنا هذه النقطة كيف نتكلم عن الله أو مع الله " وتعتبر من بدايات السور في النزول "

*أفضل من تعلم هذا المنهج على مدار النبي صلى الله عليه وسلم وقبل وجوده صلوات ربي وسلامه عليه هو إبراهيم عليه السلام ساعة كان النزاع حول مسألة الألوهية ..

وكان ابراهيم بأمر الله في منتهى الإبداع وفي منتهى العرض وهو يتحدث مع الناس ويتحدث في العقيدة , فالواقعة الخاصة به عليه السلام تصب في الآلهة , آلهة تعبد من دون الله وهو يدافع عن إلهه الحق فيقول لهم :

{ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ }


وبدأ ينسب لله تبارك وتعالى كل " قوي , فضل , نعمة , خير , كله لله "

*وهذا كلام ابراهيم نعم ولكنه كلام الله في كتاب الله وقرآن الله فهو قرآن .

وهكذا يجب أن نفهم أن هذا الكتاب حتى قول أي أحد من الكفار في القرآن فهو كلام الله , ونفس اللفظ الذي يُـقال على لسان أي مخلوق في القرآن تقول : قال الله تبارك وتعالى .

{ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ } ماسيُـقال بعدها هو كلام الظالمين , ولكن هو كلام الله تبارك وتعالى وسنتعلم منه حتى وإن كان كلام كافر أو ظالم .

*ونعود لإبراهيم والآيات ونركز هنا { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } ونأتي عند التي تليها هل قال " الذي أمرضني فهو يشفين ؟ " لا .. بل قال : { وَإِذَا مَرِضْتُ } وجاء بالفعل في المرض لِمن ؟ بتاء الفاعل " لنفسه " وهو غير حقيقي من حيث أنه لاأحد يمرض نفسه ولكن صياغة قرآنية , وقال أيضاً { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ }

" خَطِيئَتِي " نسبة الخطيئة كذلك لنفسه .

لماذا ؟ إذا أخذت الآيات السابقة واللاحقة تجده نسب كل الخير لله تبارك وتعالى , وأي شيء فيه تقصير أو قصور لنفسه , وكان المرض عنده سواء مرض عقائدي أو مرض عضوي أتى بتقصير وعيب منه وبالتالي فينا أيضاً , وكأنه أنشأ لك قاعدة جديدة وكأنك إذا مرضت فتش فيما فعلته ! .

{ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } تركهم لله سبحانه , الحسن كله نسبه لله , وأي شيء لايرضي البشر أنسبه إليك أنت , قال إذا مرضت

أنا كي تنتبه لبلاغة القرآن ولو قال إبراهيم عليه السلام أن هذا كان مراد الله لصدق " والذي أمرضني فهو يشفين " هذه حقيقة لأن المرض والشفاء من عند الله .

*ولكن القرآن يعلمنا هنا أن الشيء الذي لايُـعجب الناس مع أنه واقع كاليتم " وسبق وذكرت أنه كان ولابد أن يولد محمد ابن عبد الله يتيم حتى يكون بعيداً عن أي رعاية سوى الله تبارك وتعالى .

فاليتم هنا ميزة ولكنه لدى الناس شيء لايسر ومتعارف عليه أنه شيء غير محبوب , إذاً لاننسبه لله تبارك وتعالى .

كما تعلمها إبراهيم عليه السلام وقال : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }

فأنت عند اليتم هنا { أَلَمْ يَجِدْكَ} لاتكون " ألم يخلقك " أو " ألم تكون على مراده " ! .. لا

وإن كان قال " ألم يخلقك " الخلق هنا حقيقة فـ الله هو" الخالق " وعندها لن يكون لها مثل " يجدك " حكمة أو معنى ومراد ..

*والمراد هنا أن تتعلم , والتعليم يبدأ من أن تقف عندها " يجدك " وتتساءل وتتدبر , لكن " يخلقك "كانت ستمر بشكل طبيعي ولا تستوقفك .

هناك صياغة محددة لما لا يُرضي الناس , إسمع { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } وضالاً أيضاً لاتُعجب الناس إذاً لا ننسبها لله .

*ضالاً هنا توقعها عند ابراهيم بماذا ؟ " وإذا مرضت " المرض هنا شامل كل شيء وكل أنواع المرض والضلال من ضمنها , وضالاً لدى محمد صلى الله عليه وسلم لها توصيف معين ولكن الرعاية الإلهية حولتها لشيء آخر .

*سورة الضحى بترتيبها في النزول القريب لها وقع بأن نتعلم كيف نتكلم عن الله ومع الله وعندما تربطها بكلام ابراهيم عليه السلام نجدها قاعدة عند الأنبياء والمرسلين يُعلموها للأمم وللناس والناس بدورهم يُعلموها لغيرهم وهكذا ..فلابد أن ننتبه عند القراءة ولاتمر الآيات علينا بحيث نفسرها بمايخالف عقيدتنا ونمر عليها دون انتباه لمعناها وفي النهاية نحن مسؤولون عن عقيدتنا في الآيات .

*حكمة إلهية أن تُـصاغ هذه الآيات التي جاءت في " اليتم , والضلال , والفقر " والضلال هنا ضلال بحث عن إله حق وهذه نعمة ثانية .

*كلمة " يجدك " تُـقال كي يُعلمك الله تبارك وتعالى في قرآنه أن مايكرهه الناس لايُنسب إلى الله , وهذه قاعدة قرآنية .

[ برنامج هل بختلفان من الحلقة (34 ) ]
niesoo nie
niesoo nie
 
 

البلد / الدوله : فلسطين
عدد المساهمات : 99
وسام التميز
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
العمل : مشروع خاص

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى