فضيلة الدكتور محمد هداية drhedayalovers
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طريق الهداية الحلقة ( 66 ) التوبة والاستغفار ( سورة يوسف آية 15 إلى 18)

اذهب الى الأسفل

طريق الهداية الحلقة  ( 66 ) التوبة والاستغفار ( سورة يوسف آية 15 إلى 18) Empty طريق الهداية الحلقة ( 66 ) التوبة والاستغفار ( سورة يوسف آية 15 إلى 18)

مُساهمة  raghad aljanabi الجمعة مارس 08, 2013 10:07 pm


طريق الهداية الحلقة ( 66 ) التوبة والاستغفار ( سورة يوسف آية 15 إلى 18)
فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ 15 وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ 16 قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ 17 وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ 18
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم ... في سورة يوسف كثير من القِصَص القرآنية .. فيها عبر( كيف للإنسان أن يتخلص من قيد المعصية) ندرس ونفهم المنهج .. نركز على المؤامرة التي احتكمت أبعادها وتشابكت خيوطها من إخوة يوسف للخلاص من هذا الابن المدلل المُحبب المفضل عند أبيه باعتبار من وجهة نظرهم أن هنالك ضلال من هذا الأب وظلم والذي فضل هذا الابن الصغير عن باقي الأخوة اللذين شعورا بالحقد والغل الشديد وأجرموا..
المؤامرة بدأت وقرروا التخلص من هذا الابن الصغير .. بالقتل أو الرمي.. فلما ذهبوا بِهِ وأجمعوا.. ( حصل إجماع على أن يجعلوه في البئر الجُب).. كلمة وأوحينا إليه لتٌنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون.. توضح بأنه في شدة الابتلاء والمخاطر الكبيرة وأخوته يغدرون بِهِ يأتي الوحي الإلهي ليطمئنه أن رعاية المولى تحيط بِهِ : دلالة التوقيت؟
د. هداية : أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمدُ لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليماً كثيراً وبعد
فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ 15
دلالة التوقيت مهمة في كل شيء ..{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ } بتوقيع اللغة فيها خلاف كبيرعند بعض المفسرين (هل هذا هو الوحي .. هل بدأ الوحي من هنا .. الوحي يعني نبوءة )..
إنما كلمة أوحينا: تعني مثلاً(( هناك شخص لديه مشكلة وفي حيرة ,كيف يحل المشكلة !وفجأة يأتيه خاطر، حديث نفس أو كلمة من شخص ما تقول له : لا تعمل كذا اعمل كذا.. والشخص يرتاح لهذا الرأي ويتحرك له .. وعندما ينتهي الأمر ويأتي بعد عدة أيام يشعر وكأن الله هو الذي أرشده )) وكلمة " أوحينا إليه " بالنسبة للسن التي كان فيها يوسف بالنسبة للجُب كلمة لابد أن تؤخذ على معناها القُرآني ( هل هو وحيٌ من الله معناها بداية النبوءة ) قلنا إن النبوءة بدأت من أول الرؤيا واطمئن يعقوب إلى هذا (قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 5 ... يعني النبوءة بدأت من زمن الرؤيا.
_ قبل كلمة وأوحينا.. لو انتبهنا.. إن الإنسان يضحك عليه الشيطان ويبدأ يهيئ له أمور ويجعله عندما يقوم بها وكأنه انتصر نصر عظيم جداً وهو في معصية , اسمع قول الحق تبارك وتعالى فلما ذهبوا بِهِ : تشعر كأنه هم يأخذوه بحد ذاتها نصر.. أي فرحين .. لماذا هذا الفرح لانك عندما تعود لآيتين (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ 11 ) .. الأب لا يعطيهم يوسف ولا حتى يخرج معهم وبعدها يقولوا أرسله معنا إنا له لناصحون .. يخططون لعمل حيل ومحاورات حتى يوافق الأب ويتركه لهم..
_ واجمعوا.. ماذا تعني؟ تشعر بمناقشات وحوارات أيضاً.. نَقتُله , نَتركه ,نَرميهِ في البئر ام نُرجعه ! ..
المقدمSadهذه الكلمة فيها دروس)
عند هذا الموقف أجمعوا ( أن يجعلوه في غيابت الجُب)
د. هداية: الكلمة تُبين بأنه كانت هناك عدة آراء : رأي عندما تعود آيتين أو ثلاثة ( قال قائلٌ منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غياب الجُب) هذا قائل واحد وتسمع وأجمعوا.. هناك آراء لم يعرضها القرآن لعدم أهميتها تستنتج، القرآن يعطيك الخلاصة ,النتائج.
لماذا تكلم هذا القائل من الإخوة بهذا الرأي ؟ لكي لا يقتل يوسف أولا ويُترك في غيابت الجُب..
المقدم: والدرس هو تزيين الشيطان.. الحالتين معصية كونهم قالوا نقتله أو نجعله في البئر .. لكن الشيطان من خبثهِ والإنسان من سذاجتهِ يتهيأ له أنه إن عمل المعصية الأقل هو إنسان خَيّر، وهذه معصية وتلك معصية؟
د. هداية: لقد كان في يوسف وأخوته آياتٌ للسائلين, يوسف في حد ذاته آية ,كل أخ من الإخوة آية ،الاخوة في فريق ويوسف في فريق آياتٌ للسائلين... من ضمن الآيات النقطة ( قال قائلٌ منهم) هذا الأخ يعتبر نفسه أنقذ يوسف ( أفرض لم يلتقطه أحد) يعني قتل وفي هذه معصية أيضاً .. يجب على الإنسان يفكر في الشيء حتى لو تهيأ له انه خير وقد يكون شر ( قد يزين لك الشيطان من باب الخيرية) وهذا درس ثاني أن الإنسان يقارن بين الناس الذين هم أفضل منه بالطاعة لا الذين هم أقل بالمعصية !يعني قال قائلٌ منهم أنا أحسن من هذا الذي قال اقتلوه.. وفيها الشيء الذي قد يكون فيه قتلهُ، يعني أنت عندما تُلقيه في الجُب ( ابعد عن الآيات وقدر الله فيها) إذا بقى في الجُب ولم تأتِ سيارة سيموت وهذا قتل، لابد للإنسان أن يراجع نفسه حتى فيما يبدو له انه خير على مدار (لدينا أناس أفضل منا في الطاعة وأناس أقل في المعصية) فأنا أقارن نفسي بالأفضل مني ( أنا سأسرق فقط ولا أقتل ) القصة أن هذا الفعل طاعة أم معصية.. الشيطان من البداية يزين لهم (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ 8 ) بكلمة عُصبة أعطوا مبرر ليعقوب وليس لهم .. ولذلك هذه القصة فيها آياتٌ كثيرة عِبر كثيرة جداً لو المسلم تدبرها لابد ستغير حالهُ لابد أن يكون هناك أصل ومنهج ترجع إليهِ " منهج الله ".
المقدم: القرآن لمذا استخدم غيابت الجُب.. لماذا توصيف الجُب للكلم
د. هداية: غيابت الجُب .. ما هو الجُب: (البئر) عند العرب يعني فيهِ ماء.. ولوكان به ماء وتركت يوسف فيهِ سيغرق.. هذا بئر ثاني يكون بجنب البئر الأساسي الذي فيهِ ماء.. حفرة ينزل فيها الشخص وينزل الحبل والدلو عن طريق البكرة في البئر الأساسي ليأخذ الماء من البئر ولا تكون عميقة الشخص النازل فيها سوف يُرى.. وعندنا حالة من اثنين يا إما في هذه الحفرة وتكون غيابت لا معنى لها لأن سيكون قريب
للرائي... إذا القصة تظهر لك انه كان بئر فارغ من الماء ( وليس ظاهر الحَادِثة المعروفة عند العرب).. فإن توقيع القرآن عالي جداً غيابت الجُب عميقة لو فيها ماء كان غرق يوسف .. هذه كانت مناقشة في كتب التفسير بين أهل اللغة والتفسير والإسرائيليات.. الخلاصة أن البئر أكيد عميق ولم يكن فيه ماء.. من الممكن أن يقول قائل ما هي حجتك؟ وجاءت سيارةٌ فأرسلوا واردهم فأدلى .. لماذا أدلى دلوهُ يدور على ماء فوجد بدل الماء غلام.. هذا دليل على إنهم رموه في بئر كان فيه ماء وجف , نشف حصل شيء فيه بحيث انه لا يوجد فيه ماء وإن الإخوة اختاروا هذا البئر.
المقدم: القصة التي نحن بصددها فيها أبعاد إنسانية كثيرة جداً نتكلم على جريمة وهذه الجريمة بين إخوة والضحية في هذه الجريمة طفل صغير.. بكل هذا التخطيط والخروج للصحراء وناس سترمي ولداً صغيراً في بئر.. لم يكن هناك حوار بينهم.. لم يسألهم لماذا ترموني في البئر.. ألم يسأل يوسف إخوته؟
د. هداية : لا توجد مشاعر وما قلته كلهُ حصل.. القرآن حكاه بطريقة غير مسبوقة لا في أي قصة ثانية ولا في أي كتاب من الكتب المُدعاة كالتوراة والإنجيل.. القضية مبدعة ,اللحظة التي نزلوه فيها بدلو أو رموه أو خُدعة( انزل تأكد هل فيها ماء).. نعم هذا وارد.. النقطة التي تقول إنها حصلت، الحوار الذي افترضته دار ولكن أين في القرآن غير موجود لكن في كلمة (وأوحينا إليه) تبين لك وجود صراع وعند تركهم ليوسف في الجُب فجأة جاء الإلهام ليوسف ليقول له اتركهم لا تخف ينزلوك وسيذهبوا و يتركوك ولا يردون عليك ( وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) .. فمعنى الإلهام أن يوسف والكلام من الله سُبحانه وتعالى :سوف يأتي وقت تخبرهم فيه بمافعلوه معك فهذا وقت نجاة.. يعني أنت ستنجوا (الوحي ببُشرى) وبسكينة والصراع حاصل ( سترموني وتتركونني يا فلان) ( وأوحينا إليه ) هي التي تحمل هذا المعنى كلهُ .. سبحانهُ يقول أنه سيأتي وقت تذكرهم بماحدث... فأنت ستكون في موقف أعلى منهم فيه سلطان وجاه يعني أنت ستنجوا من هذا الجُب...
المقدم: لماذا " وهم لا يشعرون "؟
د.هداية: القضية التي تحل المشكلة... " وهم لا يشعرون " .. بهذا الوحي في لحظة السكينة التي حصلت ليوسف هم لم يفهموها ( الولد سكت فجأة وخضع لهم ونجحوا) .. هم لا يشعرون بما أوحى الله بِهِ إلى يوسف.. وهذه حقيقة فساعة نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم كان الصحابة لا يشعرون بهِ.. وفجأة يقول الرسول بما أوحى الله بهِ إليه .. والملحوظة الوحيدة انه كان يتصببُ عرقاً وهم يروه صلى الله عليه وسلم , إنما يوسف كان تحت في الجُب وهم تركوه وفجأة سكت وما عاد ينادي عليهم.. ولم يشعروا بما أوحى الله بهِ إلى يوسف الذي جعل له السكينة ، لان الذي سيحصل فيما بعد سيكون نجاة لك وسلطان .. الوحي الإلهي في القرآن علامة فارقة للموحى إليه يجعلهُ يطمئن , بدليل أم موسى , هل هناك أحد
يرمي ابنه في البحر لأنه خائف عليه إلا أذا كان وحي من الله ؟.. وأوحينا إلى أم موسى.. {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ 7 } والوحي يؤيده بربط على القلب لكن الجملة قوية جداً " إن خفتي عليه " إن قال لها أحد آخر هذا القول ستقول عنه أنه مجنون.. خائفة على ابني فأرميه في البحر ! وعندما يكون كلام الله في الموحى إليه يجعل له سكينة.. ماذا فعل الإخوة ؟.. انصرفوا من تركه في البئر إلى ما سيقولونه لأبيهم ,وهنا قضية أخرى , معركة ثانية , معركة كذب لكن هم بالأساس تبلدت مشاعرهم : هنا الآيات فيها قوة كبيرة جداً..
أولاً: كلمة وجاءوا أباهم عِشاءاً .. عِشاء : نفس اليوم .. لكن كثير من المفسرين قال بعد عدة أيام .. لا لأنه قال عِشاءاً .. فيها وقفة لماذا عِشاء ولم تكن عصراً ! .. اختاروا الليل لإخفاء ملامح وجوههم الكاذبة لأن بعدها يبكون .. هم يبكون أم يتباكون؟ .. فلابد أن تكون عشاءاً .. لأننا نتكلم في مرحلة لا توجد فيها كهرباء.. والدار مظلمة .. إنهم اختاروا هذا الوقت بالتحديد لعدم قدرتهم على مواجهة الأب نهاراً , وهذه حيلة الكاذب والسارق لا تكون إلا في الليل والعياذ بالله ..
المقدم: وحجتهم مفضوحة.. قالوا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكلهُ الذئب..
د.هداية: هنا الآيات كلها عِبر إن وقفت عند هذه الآيات الذئب أكلهُ , من الذي أوحى لهم بحيلة الذئب ؟.. هو نفسه يعقوب بالآيات السابقة ..
المقدم: ويقول إني ليحزنني أن تذهبوا بهِ وأخاف أن يأكلهُ الذئب وأنتم عنه غافلون..
د.هداية: هذه الجملة مع الجملة التي بعدها قالوا لان أكله الذئب.. لو قرأنا الآيات بتدبر هناك " ميثاق حدث " بين يعقوب والإخوة , بدايةً قال الإخوة : وإنا له لناصحون، وإنا له لحافظون، لان أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون ..هم نقضوا كل هذا بكلمة قالوا "يا أبانا إنا ذهبنا نستبق " , ويقول يعقوب لهم : أنتم قلتم هذا لن يحصل لأني قلت لكم وأنتم عنه غافلون ! قالوا لأن أكله الذئب ونحن عصبة فإنا إذا لخاسرون .. وأخذتم يوسف ليلعب ويمرح ( أرسله معنا يرتع ويلعب )..
يرتع : هذه الكلمة أساسها في اللغة للبهائم يقولوا بهائم رُتع اتُخذت للإنسان من كثر ما هو مرتاح وفرحان لن يفكر بأي شيء.. أنتم أخذتم العهد بأنه سيفعل كل شيء يتمناه ونحن نحافظ عليه.. الهدف يلعب ويتسلى.. " عوضاً عن حبسك له ".. أنتم عكستم القضية تماما ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا.. انتم أخذتم يوسف ليحافظ على الأمتعة.. هذا يبين لك أن الكاذب دائماً ينسى ..هو ذهب ليحرسكم .. أنتم عكستموها لأنكم كاذبون .. وأقروا أنهم كاذبين بطريقة غريبة جداً , قالوا وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين.. داخل أنفسهم هم لم يقتنعوا بشكل الكذبة التي قالوها ليعقوب عليه السلام.
ولو كنا صادقين.. الرسول عليه الصلاة والسلام علمنا كلمتين بمنتهى الإبداع يقول : "عليكم بالصدق وإياكم والكذب " .. لكن بينهم كلام مهم جداً <عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل >( ياإما رجل يصدق ويتحرى الصدق وإما رجل يكذب ويتحرى الكذب والعياذ بالله) الرسول يقول في هذا الحديث أنشأ نفسك على واحدة من اثنين: وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.. إلا وإنه كان وسيظل.. وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.. وعندما يكتب عند الله كذابا كان وسيظل , وأظن قصة يوسف توضح قيمة هذا الحديث.. في منتهى الإبداع قالوا يا أبانا.. الكذب من أول وجاءوا عشاءاً يبكون.. يبكون على ماذا ؟هو لم يقتل... حتى الكذب من أول يبكون قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق.. كل هذا كذب ... من أول ما هم ذهبوا... وما أنت بمؤمن لنا.. أنت لا تصدقنا حتى لو كنا صادقين.. هم أظهروا كرههم للأب.. أنت لن تصدقنا في كل الأحوال.. حتى لو قلنا الصدق لن تصدقنا هذا إذاً لن يكون صدقاً..
لماذا لم يقولوا وما أنت بمصدقٍ لنا !.. ..وما الفرق؟ لأن الأب كاره كل تصرفاتهم.. طريقة تفكيرهم.. من أول الرؤيا.. قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 5 هي عقيدة الأب عن هؤلاء الأبناء.. وما أنت بمؤمن لنا.. ما الإيمان وما الصدق.. المسألة ليست في الواقعة بحد ذاتها أنت أصلاً لا تؤمن فينا.. هي مسألة عقيدة عند الأب تدل عليها ما قالهُ ليوسف في الرؤيا.. هؤلاء الأبناء من يحركهم الشيطان وهذا الذي جعل الأب يتنبأ ليوسف بفعلهم شيء يقضي عليك وهنا يعقوب يكيدوا لك كيدا.. عمومية القصة القرآنية.. مثل حكاية إبني آدم في الاسرائيليات قالت تزوج .. وحصرها في حسد وحقد بعلاقة نسائية والقرآن أطلقها لم يقل لماذا.. ما هو نوع الحقد عام .. هنا هم كارهين يوسف لدرجة لو حكى لهم الحلم ستكون القشة التي قسمت ظهر البعير.. فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان يحركهم.. لا يحركهم الضمير أو الوازع الإيماني لكن تشرح كلمة أنت عقيدتك عنا بأننا كاذبون , نحن فاشلون لانصلح لشيء.. " بِمُؤْمِنٍ " هنا غريبة لماذا ونحن نحكي قصة إما تقبل الصدق أو تقبل الكذب ! لماذا قالوا وما أنت بمؤمن لنا.. القضية أكبر من التصديق والتكذيب ( عنوان واقع كبير جداً) أنتم كاذبون أنتم فاشلون .. وقعوها بلسانهم ولو كنا صادقين..
المقدم: الكذبة واهية جداً في مسألة التنفيذ( هو القميص فيه دم) وجاءوا على قميصه بدمٍ كذب منطقياً يعني الذئب لما أكل يوسف بزعمهم في القصة هل أكلهُ كلهُ.. لماذا ترك القميص.. وإذا لم يأكلهُ كلهُ أين بقية الجثة.. أين دفنوه؟ كل هذه أسئلة منطقية؟
د. هداية: ما تقولهُ أنت مشكلة التلقي القديمة في القرآن.. لم نرى مفسر وقف عليها.. عندما قمت برسالة التحقيق كنت أتبع هذا المنطق.. منطق العقل في التلقي.. (القرآن ماذا يقول.. وجاءوا على قميصهِ بدمٍ كذب قال بل سولت لكم ).. كنت أعمل الرسالة (رسالة التحقيق) مع رجل أجنبي فعندما كنت اضرب مثال بسورة يوسف في التحقيق، المحقق اللغوي لازم يكون واعي.. حينها قال لي الرجل أنت خرجت من دور المحقق اللغوي إلى محقق بوليسي أنت تحقق في جناية أو جريمة وهي في الحقيقة ماذا جريمة وجناية .. جريمة يحكيها القرآن فالذي كان يترجم بيني وبين الرجل قال بتذمر أنت ستزعجنا.. قلتُ له بالعكس هذا كلام جميل جدا لأن هكذا يجب أن يُتلقى القرآن.. نعم أنا فعلا خارج من المحقق اللغوي إلى المحقق البوليسي لأن النص عندي والذي كنت أحقق فيه ساعتها نص عام والنص متهم حتى يثبت انه صحيح.. أعطني المخطوط حتى أتبين الفرق بين المطبوع والمخطوط.. فتجد هنا تزوير والخط يتضح في المخطوط، لكن الطباعة لا تعطي التزوير.. لكن أنت عملت أي وجاءوا على قميصه بدمٍ كذب هات لي من عهد آدم إلى يوم القيامة ذئب أكل أحد بالكامل !.. هذا مستحيل الذئب يهاجم ويأكل شيء منهُ يقتله ولكن الجثة تبقى.. والمعروف أكل هو تعبيرا مجازي عند العرب بمعني هاجمهُ.. فإن أكلهُ كُلهُ سوف يترك " ذراع , رجل , أي شيء منهُ ".. يعني هو أكل اللحم والعظم !.. ليست منطقية.. وإن سحب الذئب الجثة لمكان بعيد ,من أين جئتم بالقميص !.. لكن عندك نقطتين:
1_ القميص : له مع يوسف وقائع كثيرة .. القميص و الذئب، وامرأة العزيز، ولما ألقوه على وجه أبيه.. له وقع ممتد.
2_ هل يعقوب تنبه لهذا الكلام .. ماذا قال.. بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون.. هو تأكد حينها أن يوسف حي ( لا يوجد ذئب ولا قتل ) هنا توجه إلى الله فصبرٌ جميل .. فإن الصبر انتظار لشيء حتى يعود يوسف أو يظهر مرة أخرى.. ولم يقل لهم أين الجثة أين بقية
يوسف.. هو تكلم في نقطة غريبة جداً .. بل سولت لكم أنفسكم أمراً.. يقول المولى عز وجل من خلال فهم يعقوب للقصة أن يعقوب تأكد بفضل الله تعالى أن يوسف على قيد الحياة.. الصبر الذي يمكنك من التفكير الصحيح.. الصبر الذي ينتظر أمر من الله تبارك وتعالى ,الشيء هذا ثقيل صعب.. أن المواعظ كثيرة لكن السورة فيها عبرة واحدة نعتبر بالصبر .. قالوا ما الصبر.. قال الصبرُ يبدأ من حيث ينتهي ليس لهُ حد.. بعض أهل التفسير يدخلوا في مناقشات فيقولوا هل هناك صبر غير جميل.. نعم الذي يشكو منه صاحبهُ.. إذاً الصبر الجميل الذي لا يشكو منه صاحبه ولا معهُ.

raghad aljanabi
raghad aljanabi
 
 

البلد / الدوله : العراق
عدد المساهمات : 1
--------
--------
تاريخ التسجيل : 16/02/2013
العمر : 54
العمل : لا اعمل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى