فضيلة الدكتور محمد هداية drhedayalovers
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحلقه ( 2 ) من " قصه وعبره "

اذهب الى الأسفل

الحلقه ( 2 ) من " قصه وعبره "  Empty الحلقه ( 2 ) من " قصه وعبره "

مُساهمة  نور الايمان محمد السبت سبتمبر 22, 2012 2:31 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقه (2) من برنامج "" قصة وعبره"
د / محمد هدايه :
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليما كثيرااا.. وبعد
فى بداية الحلقه الثانيه من قصة وعبره أسأل الله تبارك وتعالى أن يفتح لنا من فتحه ما يجعلنا نقيم شرعه الحنيف وصحيح آياته ويعلمنا سبحانه من لدنه علما نافعا ننفع به انفسنا أولا ثم الأمّه إن شاء الله .
توقفنا فى اللقاء السابق أيها الاخوة الأحباب عند معنى القصه بمعنى الكلمه فى اللغة العربيه وفى لُغة القرآن وفى الحقيقه فوجئت أن كثيرا من الرسائل التى أتتنا عبر الـsms والنت وحتى التليفون ومن خلال اللقاءات ببعض الشباب فوجئنا بأن هذه أول مره تسمع الناس فيها شىء مثل ذلك وكان بالنسبة لى شىء غريب صراحةً .. وأنا ما كنت متوقع أن شبابنا أول مره يعرف يعنى ايه قصه !! لأن هذا يعنى فى الحقيقه أننا نقرأ القرآن ولا نفهم المعانى ولذلك بدأنا من الأسبوع الماضى ندفع فى مجال أننا لابد وأن يكون هناك مصحف مُيسر لكل شاب يقرأ فيه حتى يقف على معنى الكلمات فى الآيات لأنه إذا أنا قرأت القرآن وأقمت الصلاة وأديت الزكاة دون أن أدرى ما صحيح قرآنى وما حقيقة الكلمات القرآنيه .. فما عملت شىء! وهذا طبعا من خلال الجروب الخاص لنا فبه شباب ممتازين ومتميزين جداا وهم من لفتوا نظرى لهذا الموضوع وإن شاء الله سيكون فى مشروع لمصحف ميسر لكل شاب وسنبدأ بالجروب ثم ننشره على قدر المستطاع ، فهذه مسأله فى منتهى الخطوره أنى أقرأ القرآن ولا أفهم كلمه كهذه " نحن نقص عليك أحسن القصص " كيف فهمناها ؟ مثلا " وقالت لأخته قصيه " كيف فهمناها أيضا ؟
ما أراه هو أننا قرأنا هذه الآيات دون أن ندرى ما معنى كلمة قصه وما أصل هذه الكلمه وأنه يجب ألا تطلق كلمة (قصه)أو (قصص) إلا على القرآن الكريم أو على ما جاء عبر السيرة الصحيحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما دون ذلك كما اتفقنا فى الحلقة الماضيه يسمى روايه ، حكايه، موضوع أو أى شىء لكن كلمة (قصه) اتفقنا أنها لا تكون إلا للروايه الدقيقه التى تمت بتتبع القصص أوالأثر الذى يحكيه لنا القرآن ويحكيه لنا رسول الله عبر الوحى الإلهى .
ولذلك قلنا أن آية يوسف من الآيات الفارقه فى هذا الموضوع " الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ *إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ.." الكلمه التى بعدها قد أكون أنا نسيت أن أشرحها المره الماضيه " وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ " هذه الآيه توضح أن رسول الله لم يتلقى علما ولا كلاما فى أى موضوع من أى شخص كائنا من كان حتى اتاه جبريل الأمين أمين وحى السماء الى الأرض بــ (اقرأ) ولذلك القرآن وضح هذه المسأله وقال " * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآن وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين " كلمة (لمن الغافلين) ..الغفله هنا ليست سباً فى رسول الله بل هى الشرف كل الشرف . قديما ضربت مثالا بمسألة أميّة الرسول صلى الله عليه وسلم ولله المثل الأعلى ولرسوله وأرجو أن نفهمه جيدا ..ما الحكمة من بعثة محمد صلى الله علبه وسلم أُميّاً؟؟
قلت أن الأميّه كالورقة البيضاء الى لا كتابة فيها بمعنى لو أنا لدى 3 ورقات ،ورقه مكتوب فيها بالرصاص والثانيه مكتوب فيها بالجاف والثالثه بيضاء وطلبت من اى أحد من الساده المشاهدين أن يكتب موضوعا .. فأى الورقات الثلاث أسهل فى الكتابه ؟ البيضاء طبعا لأن ليس فيها كتابه فتبدأ تكتب ما شاء لك أن تكتب .. فإن كان لك منهج ..ستضع المنهج ولا يمكن لأحد أن ينازعك فيه ولا يوجد شىء كان ينازعك قبل أن تكتب عليها ،،
الورقة البيضاء..هذا هو الأمىّ .فـ الورقه المكتوبه بالرصاص ستأخذ وقتا ومجهودا حتى تمسح الرصاص الذى بها ثم تبدأ أنت فتكتب من أول وجديد وعلى الرغم من هذا المجهود فى المسح لكن لو لاحظت أنه مازال هناك بقايا كلام مهما تمسح ، هذا مثال لمن تعلم علم من احد علي قدر يسير من العلم لكن الورقة المكتوبة بالجاف تريد معها مزيل وقد تمزق منك الورقة ولا تستطيع ان تمسح ما بها هذا كمن تعلم علم وثبت العلم في عقله اذاً الـ 3 ورقات مثال لأيهم اسهل في التلقي وفي استحضار النص القراني وفي استلهام النص القراني فبلا شك انا الورقة البيضاء وهي تمثل في المثال (ولله المثل الاعلي ولرسوله) الامّي الذي لم يسبق له ان يجلس علي مخلوق كائن من كان لم يتعلم أي شئ من أي حد فهو صلي الله عليه وسلم كالورقة البيضاء كتب فيها الله تبارك وتعالي ما شاء له ان يكتب دون ان ينازعه في عقل ووجدان وفكر محمدصلى الله عليه وسلم احد
ولذلك ساعة قال له الملك ( اقرأ ) قال ما اقرأ او قال ما انا بقارئ هذا يدل علي أميتيه وهذا شرف كبير له صلي الله عليه وسلم ثم لنا " هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم " بمعني انك انت امام النص القراني .. وهذه نقطة لا يلتفت اليها احد وأنا ألفت النظر اليها .. انت امام النص القراني يجب ان تكون كالامي ان لم تستوعب او تتعلم اللغة العربية وعلم التفسير وعلم علوم القران فلا تتكلم في القران وهذا هوالمفروض لان هذه المسالة في منتهي الخطورة واذا كان هناك وقت اليوم في هذه الحلقة سنضرب مثالا لمسألة القصص كيف نتناوله قبل أن نبدأ فى القصة الأولى وهى قصة آدم عليه السلام .
ارجع سريعا لكلمة (قصه) فالقرآن علمنا ما معنى كلمة قصه ، لما اسمع أنا عن أم موسى أنها " وقالت لأخته قُصيه" ما معنى قُصيه ؟ قُصيه أى تتبعى أثره ، راقبيه ،حاولى أن تصلى له بمعنى تتبعى الاثر الذى يوصلك اليه (لن اقول خطواته لانه كان فى البحر) فقال القرآن بعدها " فبصُرت به عن جُنب وهم لا يشعرون" إذاً قُصيه بمعنى تتبعى الأثر . فى الكلام عن مسألة موسى عليه السلام وفتاه قال تعالى " فارتدا على آثارهما قصصا " ما معنى قصصا ؟ معناها انهما كانا يريدا أن يعودا الى المكان الأول الذى كانا فيه فتتبعا آثارأقدامهما حتى يعودا لهذا المكان الاول " فارتدا على آثارهما قصصا" أى متتبعين للأثر . وفى قول الحق تبارك وتعالى " يا معشر الجن والإنس ألم يأتيكم رسل يقصون عليكم آياتى " كأنى بالقرآن يوضح أن الرسول لا يستطيع أن يأتى بكلمة من خارج الوحى أو من خارج النص الإلهى "يقصون عليكم آياتى" أى يتتبعون آثار آياتى ويبلغوها للجن والإنس كما نزلت من عند الله تبارك وتعالى فلا شأن للنبى أو للرسول بأن يتدخل فى النص القرآنى .
هذا بإختصار معنى كلمة(قصه) ولذلك لما عبّر القرآن عن القصص قال " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرآن" ثم يؤكد أنه لم يتلقى علما ولم يجلس على يد مخلوق للتعلم فقال " وإن كنت من قبله لمن الغافلين" صلى الله عليه وسلم .
ننتقل بعد ذلك الى نقطة مهمة جداا جدااجداا وهى من أهم النقاط التى سنسير عليها فى منهجنا ، فـ منهجنا ان شاء الله كما اتفقنا الحلقه الماضيه اننا لن نعرض فيه لأىٍ من الإسرائيليات ولا لأىً من الروايات ولا لأى شىء إلا القرآن بالقرآن والسنه الصحيحه ثم التعرض للغة العربيه التى تفسر النص القرآنى بيقين وتوءده وهى مسألة لا تقبل القسمة على 2 ولا تقبل الشك ولا الريب ولا المناقشه ولا الجدال . لماذا هذا المنهج ؟؟
أولا لابد وأن نتأكد ان اليهود لعنة الله عليهم ساعة تأكدوا أنهم لن يستطيعوا تحريف القرآن وذكرت هذا قبل ذلك كثيراا فتدخلوا فى بعض التفاسير ودسوا فيها روايات وللأسف الشديد للأسف الشديد للأسف الشديد ان بعض الدعاه يروون الإسرائيليات معتمدين على حديث أنا لا أعلم كيف فسروا هذا الحديث ، نريد أن نبحث جميعا كيف فسر بعض الدعاه هذا الحديث بهذا التفسير ، النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح وهو فى صحيح البخارى يقول ( بلغوا عنى ولو آيه وحدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج ) فيقولوا ها نحن نحدث عن بنى اسرائيل لان الرسول قال " حدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج " هذا الفهم للحديث يخرج عن اطار معناه الصحيح ،
أولاً : الرسول يقول ( بلغوا عنى ولو آيه وحدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج ومن كذب علىّ متعمدا فليتبوء مقعده من النار ) هذا نص الحديث .. فما معنى حدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج ؟؟ ساعة أفكر فى الكلمه فى الحديث (حدثوا) هو صلى الله عليه وسلم لم يقل خذوا أو تلقوا أو انقلوا ،، لم يقل واحده من هذه الثلاث كان يستطيع ان يقول : انقلوا عن بنى اسرائيل لكن لم يقل وإنما قال : حدثوا ، حدثوا بمعنى ساعة تتعرض لآيه من الآيات التى فيها شناعه فى القول أو بشاعة فى اللفظ قد يتحرج الداعيه أن يذكر أنهم قالوا ذلك .. مثلا قولهم لنبيهم " اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدين" فعندما يشرح الداعيه يتحرج من الشرح .. لا .. لا تتحرج لأن الرسول قال لك حدث ولا حرج انهم قالوا هذا الكلام بمعنى انك ساعة تتلقى الآيه حدث عنهم ولا حرج ، افضحهم وشنع فعلهم وتكلم ولا حرج . هذا معنى الحديث ( حدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج) وليس خذوا عن بنى اسرائيل أو انقلوا عن بنى اسرائيل أو تلقوا أو تعلموا !!
بدليل ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه ساعة راجع الرسول صلى الله عليه وسلم فى مسألة مطابقة القرآن لكلام من التوراة قال : أمتهوكون فيها يا بن اخطاب ! بمعنى ( هل انت تنتظر ان تأخذ كلام من اليهود حتى تصدق محمد بن عبدالله ؟) لا يصح . إذاً الذين قالوا حدثوا بالمعنى الذى يفهموه لو كان المعنى كذلك لما قال الرسول ذلك لعمر . وكذلك الروايه التى ذكرتها لكم عن عبدالله بن مسعود لما قال عنهم : هم أناس ضلوا أنفسهم فلن يهدونكم انتم .. مستحيل أن يهدوكم ، فـ اعتراض بن مسعود من بعد اعتراض الرسول أن يُطابَق القرآن بالتوراة أو بالصحيح من التوراة .. هذه الفكره مرفوضه اعترض عليها رسول الله حتى وهى صحيحه 00 إذاً الرسول يعترض ان ننقل عنهم أو أن نأخذ منهم لكن لما يقول (حدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج ) يعنى افضحوهم .. وضحوا للناس مساوءهم .. لا تتحرجوا فى شرح الآيات التى يفضح بها الله تبارك وتعالى أفعالهم ولذلك بعض الدعاه فعلا ونحن نلاحظها يكونوا متحرجين ان يشرحوا والآيه مثلا فيها شناعة قول قاله اليهود ،، مثلا " اذهب انت وربك" الداعيه يقول : كيف اشرحها ؟ هل هناك من يقول لرسول من عند الله تبارك وتعالى مبعوث الهى يقول له "اذهب انت وربك .." الرسول يقول لك اشرح وتكلم ولا تجد حرجا فى ان تفضح شناعة القول على لسان اليهود او بنى اسرائيل لعنة الله عليهم ان شاء الله ، هذا الكلام يجب أن يفهم فى اطار " بلغوا عنى ولو آيه ...الحديث" .
آية أخرى .. ساعة قالوا لموسى عليه السلام " اجعل لنا إلها " هذا كلام كيف أشرحه أنا ؟ الرسول قال لك اشرحه ووضحه بمعنى انهم طلبوا من رسول الله موسى عليه السلام وسبحان رب العزة عما يصفون ان يعمل لهم اله ! كيف يشرح هذا الكلام !! الرسول قال لك (اشرح وتحدث ولا حرج ) .. هذا هو معنى " حدّثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج .." .
النقطه الثانيه وهى الأهم : لماذا نرفض الإسرائيليات قولا واحدا ؟؟
ساعة تسمع قول الحق تبارك وتعالى " ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون "..ما معنى هذا الكلام ؟ الآيه تؤخذ وتشرح فى اطار ان هذا من أنباء الغيب لأن فى كلمات فى الآيه تحتاج لوقفه مهمه جدا جدا " " ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك.." صحيح انها تتكلم أن هذا من أنباء الغيب لكن انتبه لقوله " وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون " ما معنى " وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم .." ؟ المعنى : يا محمد لم تكن انت موجود فى هذا المكان ولا فى هذا الزمان وبالتالى ولا غير محمد صلى الله عليه وسلم بما فى ذلك اليهود يعنى كما تعلمت انا أن ما تكلم فيه القرآن هو من أنباء الغيب .. بمعنى اكثر سهوله : هذا الامر لم يكن هناك احد يحكيه لا محمد ولا غيره بما فى ذلك اليهود فإن قال تعالى " وما كنت لديهم " اسأل سؤال : إذاً من الذى كان لديهم ؟ .. لا اله الا الله وحده لا شريك له هو الأوحد وليس الوحيد ..هو الأوحد الذى يعلم هذه القصه تتأتى مرة فى التوراة وأخرى فى الإنجيل وفى القرآن بمراده وعلمه هو . إذاً طالما أن الرسول وهذا حقه لم يكن موجود آنذاك لا فى الزمان ولا فى المكان إذا ولا غيره ،القرآن يوضح حدث لم يكن فيها أحد موجود وعلى رأس هذا الحد محمد صلى الله عليه وسلم فبالتالى انا لا استطيع ان آخذ من بنى اسرائيل وإن صادف كلامهم النص القرآنى وهذه نقطه خطيره جداا لاحظناها فى بعض المناظرات انك إذا أخذت مثلا اسرائيليه من الاسرائيليات وبدأت تحكى بها وتتكلم فيها ثم تواجدت فى مكان آخر ورفضتها .. سيُقال لك أنت أخذت بها قبل ذلك ! وهذا ما فعله اليهود مع الـ د/ آمال ربيع التى عملت بحث ( الاسرائيليات فى تفسير الطبرى )بارك الله فيها وكتب لها الحسنات بسبب تلك الرساله ، فقد اتصلوا بها وهذه هى رواية الـ د/ عبد الصبور شاهين لى انا شخصيا حيث اتصل بها من اتصل وحاولوا أن يأخذوا منها الرساله وينشروها هم بطريقتهم .. وما هى طريقتهم ؟ هم يريدوا أن يقولوا أن الطبرى هذا الذى تشرفون به (رضوان الله عليه) آخذ من اليهود ، لأن الـ د/ آمال ربيع ونحن قد راجعنا هذا التفسير وراءها .. تقول أن التفسير من النص العبرى من الاسائيليات وهذه مسأله خطيره جداا هم يريدوا أن يقولوا ان التراث الاسلامى الذى تعتمدون عليه ايها المسلمون كله من عند اليهود من بنى اسرائيل .. نقول لهم (لا) لقد فشلتم ، المحققون فى زماننا والأزمنة التى كانت قبلنا كلهم ـ نسأل الله لهم الجنه ـ بذلوا من المجهودات ما لا يتصورها أحد (عبد السلام هارون ، محمود شاكر ، وأحمد شاكر ، د.رمضان عبد التواب ، د. عبد الصبور شاهين وغيرهم ) كل هذه الناس نسأل الله لها الجنه ، لماذا ؟ لأنهم كانوا يعملون فى التحقيق بذاتهم دون مناهج ودون تأسيس علم ، اليوم نحن أوفر حظا منهم لأن لدينا مناهج للتحقيق لكن هم كانوا يتعبون جداا حتى يكشفوا ان هذا الحديث ضعيف أو موضوع أو أن هذه الروايه من الاسرائيليات أو ...أو ... إذاً نحن نقول لليهود الآن ومن هذا المنبر (لا.. أريحوا أنفسكم نحن لا نعتمد على اسرائيلياتكم ولا نأخذ رواياتكم ، القرآن فيه الكفايه ) وان شاء الله اليوم سنضرب مثالا يوضح جداا كيف نتناول القصص القرآنى على مراد الله فيها وفى الحقيقه أكثر القصص التى شابها اسرائيليات وهى التى افسدت المعنى طبعا وأرجوا ان يكون كل منكم معه مصحفه يفتح ويتعلم .. سأخترق حاجز الترتيب التاريخى للقصص القرآنى واتكلم عن قصة يوسف عليه السلام فقط فى مسألة " وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه " حتى أوضح لحضراتكم الى أى مدى أفسدت الاسرائيليات هذه القصه وضيعت المعنى الصحيح للقرآن الكريم وأساءت الى يوسف قبل أن تسىء للإسلام ولمن يتناول هذا القصص الاسرائيلى .
طبعا قصة يوسف بها أبعاد كثيره جداا. لقد أساءوا فى مسألة المراوده ومسألة الهم وشرحوا للناس كلاما لا اصل له وللأسف الشديد هذا الكلام يتداول على الألسنه وعلى المنابر وفى اذاعة القرآن الكريم وفى بعض القصص للأسف الشديــــــــــد .
القصة كالآتى .. القرآن يتكلم عن واقعه من أخطر وقائع القرآن وفى جريمه هى من أبشع الجرائم على الإطلاق وهى جريمة الزنا (اعوذ بالله) ، امرأة العزيز هذه امرأه لها سطوه ولها سلطه ويوسف عليه السلام فى بيتها والتعبير القرآنى مبدع حيث قال " وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه" يريد ان يقول لك ان الذى ستعرض عليه هذه المسأله القادمه ليس من المفروض أن يرفض أو ان يقول لها (لا) . لاحظ العرض القرآنى وسنبعد قليلا عن الاسرائيليات وانتم ستستشفون ما كنتم قد سمعتوا من الاسرائيليات بأنفسكم فى هذا الموضوع ، " وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله انه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون " الى هنا انتهت واقعة محاولة الزنا .. انتهت تماما .." ولقد همّت به وهمّ بها " هذا موضوع آخر تماما ، ماذا يقولون هم لعنة الله عليهم فى هذه النقطه وسأضطر اعرض ما قالوه حتى نعرف لماذا نحن نرفض الاسرائيليات . قالوا همّ ليزنى ـ همّ ليضاجع ـ همّ ليقبل .. " ولقد همّت به وهمّ بها " موضوع جديد لأن موضوع المراوده أُغلق وانتهى ،، هى عرضت نفسها وهو رفض وانتهى الموضوع " ولقد همّت به وهمّ بها " هنا يحكى لك المولى عز وجل انها همّت لتضربه أو تقتله "وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه " ليرد الهَم الذى فعلته ، فلا تقول لى أنه هم ليزنى أو هم ليقبل ـ هذا الموضوع انتهى ـ يا ريت لو معنا مصاحف ننظر فيها ونمشى كلمه كلمه فى الايات ، فى الآيه " وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه .." سأشرح لك الفرق بين الهَم لُغة ومعنى وبين المراوده :
الهم لغة :هو مرحله قبل الشروع فى التنفيذ ـ ان تهم بالشىء إذاً انت ناوى تفعله ـ شىء لم تشرع فى فعله بعد ، يوضح لك ذلك المعنى جيداا هذا الحديث " إذا هم عبدى بحسنة وإذا هم عبدى بسيئه " ما معنى الهم فى اللغة وفى لُغة القرآن وفى الحديث ؟ ممكن نأخذه بعد فاصل قصير ثم نعود لنوفى هذا الركن من أركان القصه فى القرآن الكريم ، أسأل الله تبارك وتعالى أن يفتح لنا ولكم ويعلمنا ويعلمكم ما يتم به علينا نعمته هو ولى ذلك والقادر عليه ـــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله ـ نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليما كثيراا .. الهَم فى اللغة العربيه قبل المعانى التى أطلقها عليه القرآن هو مرحلة وسط بين الرغبه وتوجه الإراده الجازمه للفعل .. معذرة الكلام ثقيل نوعا ما لكن سنسهله ان شاء الله ـ بمعنى شخص نوى يعمل شىء ولفترض مثلا انه نوى يفعل خير ـ الاول هو يفكر ـ (انا أريد أن افعل خير معين) هذه تسمى الرغبه .. شىء من بعيد خطر على باله فقال أنا اريد أن افعل خير ، ثم يهم بمعنى يقول فى نفسه انا غدا ان شاء الله سأذهب لأضع مبلغا من المال فى مستشفى السرطان مثلا أو فى مدرسه ا وفى مسجد أو أى شىء .. هذا اسمه (الهم ) تحقيقا لرغبة ما ، أمّا ساعة أضع هذا المبلغ بالفعل فى المكان المنوى عليه هذا يسمى (الاراده الجازمه للفعل) . إذا لدى 3 مراحل :
1ـ مرحلة التفكير فى الشىء وهى ما نسميها (الرغبه) فى عمل هذا الشىء
2ـ مرحلة التخطيط للتنفيذ ونسميها ( الهم ) بفعل الشىء
3ـ مرحلة التنفيذ لما تم تخطيطه ونسميها ( توجه الاراده الجازمه لفعل الشىء)
فــ ((الهم)) مرحلة وسط بين الرغبه وتوقيع الفعل نفسه
الآيه تقول " ولقد راودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك .." يرجع مره أخرى يقول " ولقد همت به وهم بها " ويكون قاصد الزنا !! لا طبعا لأن الزنا خلص وانتهى بمراحله ، اسمع " وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه"يعنى عرضت نفسها عليه بطريقه غير مباشره وبحركات بعيده عن واقع فعل الزنا (اعوذ بالله) سامحونى على الألفاظ ، يعنى بدأت تعمل حركات لإثارته ثم غلقت الأبواب . ساعة قالت " هيت لك " هنا تمام مرحلة المراوده ، وفى هذا المشهد قال يوسف " قال معاذ الله انه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون "انتهى . إذا رد يوسف على هذه انتهى فلا تقول لى " هم بها " للزنا ايضا لأن الهم هذا موضوع آخر تماما بمعنى ان موضوع الزنا اتقفل بقوله تعالى " الظـــالمـــون " ، افتحوا المصاحف حتى نتعلم ـ مسألة الزنا عباره عن حركات فيها اثاره ثم أمنت المكان بكلمة " وغلّقت الابواب " ثم تعرض نفسها عليه ثم رده هو عليه السلام على الموضوع إما ان يستجيب أو لا فلما قال " معاذ الله انه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون " قفل موضوع الزنا وأنهاه ، هى فكرت وأثارت وعرضت وأمنت وقالت " هيت لك " خلاص ـ بهذا تكون وصلت لقمة الرغبه والإراده الجازمه للفعل ـ وهو رد عليها ردا قاطعا لا يقبل القسمه على 2 " قال معاذ الله " وقفل الموضوع .
" ولقد همت " الهم هنا لو قلنا انه المرحلة الوسط بين الرغبة والفعل فلا يصح أن يكون تعليقا على الزنا !!
فماذا عن " ولقد همت به" ؟ الهم فى القرآن عباره عن محاولة القتل أو الضرب .. هذه الكلمه فى الواقع القرآنى ، فى الحديث " إذا هم عبدى بحسنة .." هم هنا بمعنى نوى ان يفعلها ، إذا فى الحديث القدسى الهم بمعنى مرحلة الوسط بين الرغبه والفعل فى مسألة الشروع فضلاً على أن بعض أهل اللغه قالوا ان الهم مرحله قبل الشروع بدليل الحديث " واذا هم بسيئة فلا تكتبوها فإن عاد عنها تكتب حسنه وإن فعلها تكتب سيئه واحده " فالله سبحانه وتعالى لم يعتبر الهم هنا شروع فى الفعل بمعنى انه لا يوجد فى القانون الجنائى ولا حتى الاسلامى ما يستوجب عقوبتك على مجرد انك هممت أن تقتله لأن الهم لا يظهر وليس له آثار فى الواقع لكن هناك عقاب على الشروع فى القتل .
إذاً الهم مرحلة فى اللغه قبل الشروع ايضا ، ولاحظوا هذه النقطه جيدا ـ لكن فى القرآن له توقيع بمعنى اصطلاحى ـ كلام صعب لكن تحملونى حتى نصل ونتعلم القرآن ـ ما معنى هذا الكلام ؟؟ أنت ساعة تسمع قول الحق تبارك وتعالى " وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه " ما معنى (همت) هنا ؟؟ أى همّوا ليقتلوه .. إذاً الهم فى القرآن جاء بمعنى اصطلاحى غير معناه اللغوى ، معناه اللغوى هو قبل الشروع ولذلك انا قلت لك أنه مرحلة وسط بين الرغبه وتوقيع الفعل ولكن له معنى اصطلاحى فى القرآن وهو ( القتل )، فلما انت تتصور قصة امرأة العزيز ويوسف من خلال القرآن بعيدا عن الاسرائيليات التى سادت وسخرت بنا وقالت همّ ليزنى همّ ليضاجع .. لأ نقول لهم مسألة الزنا انتهت كما قلت ولاحظ انت لما رفض يوسف ـ ماذا تفعل هى ؟؟ هى تفعل أمر من اثنين إما أن تقتله حتى لا يفضحها أو أن تضربه لأنها غاضبه من فعله لأنه لم يحقق لها ما تريد ، فقال " ولقد همت به " والطبيعى والتلقائى ان يوسف يرد على فعلها .. هى تريد ان تضربه أو تقتله فقال " وهم بها لولا أن رأى برهان ربه " بمعنى انه حتى الهم لرد الإعتداء بالضرب أو القتل (بعيدا عن الزنا ـ الزنا انتهى) لم يفعله يوسف .. لماذا ؟؟ لأنه رأى برهان ربه ولأن برهان ربه سابقا على الواقعه ولذلك القراءه الصحيحه لهذه الآيه " ولقد همت به " ثم وقفه .. ثم تكمل " وهم بها لولا أن رأى برهان ربه " فلما رأى برهان وهذا شىء سابق ــ فلم يهم . كما قلت قبل ذلك وضربت مثال ( شربت الشاى لولا كسر الكوب ) إذاً أنا لم أشرب لأن ((لولا))حرف امتناع لوجود فامتنع الهم فى حق يوسف لوجود البرهان أما فى حقها هى فقد همت فعلا ، وحتى تصدق الواقعه من القرآن وان يوسف لن يرد الاعتداء .. تجد القرآن يقول بعدها " واستبقا الباب " استبقا الباب هذه لما اسمعها انا لابد وان أتخيل السيناريو كيف يسير ، الأول هى راودته عن نفسه ـ رفض يوسف ـ فهَمّت لتضربه ـ فلم يرد حتى الاعتداء فــ (استبقا الباب)وهذه تبين أنه جرى منها هو لا يريد ان يرد الضرب ولا يريد ان يحدث اشتباك بينه وبينها فقال " واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر .." ، نرجع للشاهد الذى شهد من أهلها " وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين * فلما رأى قميصه قد من دبر .." هذا يعنى ان يوسف كان أمامها وهى خلفه ، إذاً يوسف واضح انه كان يجرى منها حتى لا يرد اعتدائها بالضرب . فليس لموضوع الزنا ذكر هنا لأنه انتهى عند قالة " الظـــالمــون " والكلام عن الهم هنا مختلف . فـــ الهم هنا : إما همّت لتقتله حتى لا يفضحها أو همّت لتضربه لأنها غضبت لانه لم يلبى لها رغبتها ، فالقرآن وقّع وقال " ولقد همت به ـ وهم بها لولا أن رأى برهان ربه " إذاً هو لم يهم أصلا بالضرب أو بالقتل ليرد ضربها أو محاولة قتلها له على اختلاف المعانى اللغويه التى لا نستطيع تحديدها لأن النص كما يقال حمّال . فلك أن تتصور شىء من اثنين فى رد فعلها : إما أنها كانت تريد أن تقتله أو تضربه وهنا .. سؤال من ادارة البرنامج ــ هل امرأة العزيز آمنت بيوسف ؟؟ نعم آمنت به بعد هذه الواقعه وقالت " الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين " ، سؤال آخر : هل تزوجته ؟؟ لا ، لم تتزوجه طبعا قولا واحدا .
إذاً .. ملخص : إمّا انها همت لتضربه لأنه لم يلبى رغبتها ثم تنتقل " وهم بها لولا أن رأى برهان ربه " إذاً يوسف لم يهم فى الأصل لأنه سابق عنده البرهان من رب العالمين ، لماذا ؟؟ لأنه "من عباد الله المخلصين " وهذا هو نص القرآن فى هذه المسأله ، وحتى تتأكد من صدق هذه الروايه والقصه القرآنيه اسمع من القرآن ماذا حدث ساعة " وألفيا سيدها لدى الباب " عندما فُتِح الباب ووجدوا زوجها قالت " ما جزاء من أراد بأهلك سوء " قف هنا.. نتعلم معاً كيف يفسر القرآن بالقرآن ونأخذ الحكمه والعلم من القرآن .. المولى عز وجل قال " ولقد همت به ـ وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " إذاً لدينا هنا أمرين القرآن نفاهما عن يوسف : السوء والفحشاء ، أمّا الفحشاء فهى الزنا وأمّا الســــوء فهو القتل أو الضرب ، إذا معكم مصاحف سيكون أفضل وإذا حافظين راجعوا معى الآيات .. " وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون " إلى هنا انتهت محاولة واقعة الزنا أو عرضها نفسها عليه أو مراودته عن نفسه ، " ولقد همت به ـ وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " السوء الحالى هذا هو الضرب أو القتل أما الفحشاء فهى السابقه وهى واقعة المراوده أو محاولة الزنا . فعندما تقول هى لزوجها " ما جزاء من أراد بأهلك سوء " يعنى من أراد أن يقتل أو يضرب فما جزاؤه ؟ إذا هى لم تتكلم أصلا عن واقعة المراود هابدا وهذا زكاء منها فى العرض ، هى لم تقل حتى انه حاول أن يعتدى عليها جنسيا .. لم تقل إنما قالت " ما جزاء من أراد بأهلك سوءً " فهى تتكلم فى واقعه هى لا تستطيع ان تنكرها لأن قميص يوسف كان ممزق ـ وممزق من دُبر ـ فـ شكل يوسف عليه السلام كان يدل ان هناك معركه أو شجار بينهما فلذلك قالت ذكاء منها " ما جزاء من أراد بأهلك سوءً " فى تعلم جيداً أنها لو قالت أنه حاول أن يعتدى عليها فلم يصدقها أحد كما أن أخلاق يوسف تسبقه فلذلك قالت انه حاول أن يضربها أو أن يئذيها فلم تتكلم عن واقعة محاولة الزنا أبداً .
القرآن يقول " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " المولى عز وجل صان يوسف من الزنا ومن القتل ومن الضرب والقرآن يتكلم بكل قوة ويقين . لكن طبعا الاسرائيليات تقول غير ذلك ، لاحظ أنه لا توجد كلمة فحشاء فى كلامها أصلاً ، وما يؤكد أن القصه القرآنيه أضبط من الروايه الاسرائيليه قول يوسف ـ هل قال " هى التى راودتنى " أم قال " هى راودتنى " ؟؟ لازم أقف هنا هو يريد أن ينفى انها ليست مسألة ضرب أو قتل فحسب كما تقول هى فقال " هى راودتنى عن نفسى " لو كان الأمر كما تقول الاسرائيليات أنها قالت انه هم ليضاجعها أو كان يريد ذلك لـ قال يوسف فى الرد عن نفسه " هى التى راودتنى " إنما النص القرآنى واضح " هى راودتنى " . ثم نأتى لمسألة الشاهد ، هذا الشاهد هو الذى سيُبرىء يوسف " وشهد شاهد من أهلها .." وهذا الشاهد الذى هو من أههلها كان من الحكم بمكان ..مبدع ..فقال لهم : لا تعلقوا على كلامى (مع انه من أهلها) ولا تأخذوا بحكمى ولا برأيي ولكن انظروا الى واقع حال يوسف إن كان قميصه قُدّ من قُبُل فصدقت وهو من الكاذبين لانه إذا هومن حاول أن يضربها أو يقتلها سيكون فى اتجاهها فالقميص سيمزق من الأمام ،وإن كان قميصه قُدّ من دُبُر .. إذا هو صح " هى راودتنى عن نفسى " فيكون هو من جرى منها وستجدون القميص ممزق من الخلف " وإن كان قميصه قُدّ من دُبُر فكذبت وهو من الصادقين " وقول زوج هذه المرأه وهو العزيز يحكم الأمر فى القضيه ،، ماذا قال ؟ قال " يوسف أعرض عن هذا واستغفرى لذنبك " وكأنِّى بالقرآن يوضح أن يوسف الصديق عليه السلام كان صادقا أمام الشاهد وأمام العزيز وأمام الحضور بدليل قول العزيز " يوسف أعرض عن هذا " أى لا تتكلم فيه أمام الناس ونظر اليها وقال لها " واستغفرى لذنبك إنك كنتِ من الخاطئين " .
هذه ليست كل القصه ،، لكن ان شاء الله سنأخذها كاملة ان كنّا من أهل الدنيا لكن الشاهد هنا أن العرض القرآنى للقصه يتكلم بواقع ما أراده الله من القصه ويخرج عن كذب الاسرائيليات بأن يوسف هم لــ يضاجع أو هم ليجلس مجلس الزنا ثم تراجع .. هذا كله كلام فارغ لم يقله القرآن وأنا وضحت لحضراتكم أن الهَمّ ليس له علاقه بواقعة المراوده وأؤكد وأكرر ولن أمل أن واقعة المراوده انتهت عن قوله "إنه لا يفلح الظــالمــون" ثم انتقلنا الى شىء آخر وهو ردّة فعلها لما رفض يوسف رغبتها ومراودتها ، ساعة رفض هو مسألة المراوده طبعا أثار عندها حافظتها فأرادت أن تنتقم لنفسها فأصبح أمامها فكره من اثنين كل شخص يتصورها كما يريد أنا شخصيا اميل الى المعنى الإصطلاحى فى القرآن وهى أنها أرادت أن تقتله حتى لا يقول هى راودتنى عن نفسى فيفضحها فتقتله وينتهى الأمر وكأن شيئا ما سقط عليه فمات طبيعى .
الكلام القرآنى أو النص القرآنى يفسر بعضه بعضا فأنا لا أحتاج لإسرائيليات كاذبه تخرجنى عن المعنى الحقيقى للقصه . ما مُراد الإسرائيليات هنــا ؟؟ ودعونا نتكلم بصراحه ، ساعة يوسوس الشيطان للإنسان بالزنا وأقسم لكم بالله لقد سمعت حكايات للأسف ناس وقعوا فى الزنا ثم تابوا الى الله تبارك وتعالى وأسأل الله لهم المغفره ولنا جميعا فكل بن آدم خَطّاء ، اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى هذا ما كان يردده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدد هذا الأمر بالذات (اعوذ بالله) سلّمنا الله وإياكم من كل فعل يشابه هذا . فساعة يوسوس الشيطان أو الانسان أو النفس العاصيه للإنسان .. ماذا يقول له ؟؟ يقول له مستهينا بالموضوع ( ان يوسف عليه السلام وهو رسول وهو نبى كان سيزنى ويذكره بــ أنه هم ليضاجع أو أو.. " وهذا كله كلام فارغ لم يقله القرآن ، يوسف بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عنوان العِفّه فى القرآن . اسمعوا أول رد ليوسف وهو كافى أن ينهى الواقعه " قال معـــاذ اللـــــــــه " الآيه توضح لك سيناريوا الواقعه ولو تدبرنا رد يوسف وأريد من شبابنا أن يأخذ هذا الرد عنوان الحقيقه فى هذا الموضوع ، اسمع " وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه " فهى امرأه تملك من أمره كل شىء " وغَلّقت الأبواب " وقد شرحت قديما " غلّقت الأبواب " وليس " أغلَقت الباب " ( غلّقت ) يعنى أكثر من قفل فى أكثر من باب حيث المفاعله فى الكلمات توضح ما حدث ، لو قال " وأغْلَقت الأبواب " فيكون أكثر من باب وهو ما يزيد عن 2 لأن فى اللغه الجمع ما زاد على المثنى فلو كانت " وأغلَقت الأبواب " كان يكون المعنى أنها وضعت على كل باب قفل واحد بمفتاح واحد لكن التعبير " وغلقت الأبواب " فقلت أن الباب الواحد به أكثر من قفل وبذلك قد يكونوا على الأقل 3 حتى يطمئن يوسف ، فانظر .. هى التى تعرض نفسها وتأمن المكان تماما فلا يراهما أحد ثم " وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيْت لك " طبعا القصه يطول شرحها ووقت الحلقه لن يسعفنا لكن " هَيْت " هذه وحدها قصه حيث أنها من لغة غير العرب ثم استعملوها بعد ذلك ، " وقالت هَيْت لك " ما الملخص هنـــا ؟؟ انها هى التى عرضت نفسها وهى التى أَمّنَت المكان وكأنها تقول له لا تخف فهى صاحبة الأمر فى هذا البيت كما يبدوا من الحوار الذى دار بينها وبين العزيز والنتيجه التى وصلنا اليها بسجن يوسف عليه السلام بعد ذلك وما فعلته فى النسوه اللائى تكلمن عنها وقالت أمامهم " أنا راودته عن نفسه " فــ هى امرأة خرجت عن حد المألوف فى النساء ،، هناك فجور فى الألفاظ وتحدى للوقائع والواقع فهى امرأة لها سطوه وسلطان ويوضح القرآن ذلك عبر القصه فــ مره ساعة قال " الذى هو فى بيتها " ومره عن طريق حوارها مع العزيز ومره من خلال اتيانها بالنسوه وكلامها عنه أمامهن دون خوف أن يخرجوا ويقولوا فهى تقول لهم أنا راودته وهو استعصم ثم يسجن يوسف . فحقيقة هى امرأه تدخلت فى الحكم والسلطان .. وأظن ان ما يحدث الآن فى بعض البلدان العربيه يؤكد بأن هذا وارد وهو ان تتدخل النساء فى شؤن الحكم والسلطان ويكون لها جمعيات ومجالس ادارات ـ نسأل الله العافيه ـ لكن هذا وارد .
كل هذا أنا أريدكم أن تنظروا لرد يوسف عليه السلام وهو يرد عليها بكل قوة وعصمة وعِفّه وأرجوا أن نوَقِّع الكلام فى القلوب .. أول ما نطق به يوسف بعد كل هذا .. بعد المراوده وبعد هيت لك .. قال " معــاذ اللــــه " ثم ماذا ؟؟ " إنــــه ربـــى " طبعا لدينا اشكاليه فى كلمة (ربى) حيث كانت تستعمل فى هذا العصر لــ رب البيت أو رب الأسره أو رب المكان لكن من فسرها فى الآيه بهذا التفسير قد أخطأ لغويا ـ هو قال " معاذ الله إنه ربى " أى ان الله ربى فــ ( الهاء ) عائده الى الله وهى اشاره الى " أحسن مثواى " إذ أخرجنى من البئر وجعل الناس تأخذنى الى مصر ثم يتم التمكين لى فيها فيكون لى هذه المنزله فى بيت العزيز فقال " معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يُفلح الظالمون " .
وإن شاء الله الحلقه القادم ان كان فى العمر بقيه ستكون الحلقه الثالثه والأخيره فى شرح وقائع منهجنا من القصص القرآنى ومن الحلقه الرابع ان شاء الله سنبدأ فى قصة آدم عليه السلام ، لكن الحلقه القادم ان شاء الله سنكمل مع حضراتكم وقائع توضح صدق القصص القرآنى عن الإسرائيليات فى مسألة الهم لأن المفاجأه فى الحلقه القادمه أن الله برأ يوسف وإبليس لعنة الله عليه برأ يوسف وامرأة العزيز بطلة هذه القصه برأت يوسف والنسوه برأنه ،، كل من تعرض للقصه من قريب أو من بعيد حكم ببرائته أوشهد له بالبراءه .
القصه أنا أخذتها كمثال للوقوف بثبات على القصص القرآنى وعدم الخروج من النص القرآنى الى أى مكان آخر إلا السُنّه الصحيحه ( إمّا القرآن وإمّا السُنّه الصحيحه ) بدليل استشهادنا اليوم بالحديث القدسى الصحيح الذى رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزه فى صحيح البخارى رضوان الله عليه فى مسألة الهم حتى نشرح معنى الهَم فى اللغه .
أسأل الله تبارك وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وأن يكتب لنا العِفّة أينما كنا وأن يكتب لنا الصدق والوثوق من منهجنا وهو القرآن الكريم .. اللهم إنّا نسألك علما نافعا وقلبا خاشعا وبدنا على البلاء صابرا .. اللهم علِّمنا القرآن وفقِهنا الحديث واكتب لنا جنات النعيم انك ولى ذلك والقادر عليه .
اقول قولى هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم .. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
***************************************************
غفر الله للقائل والكاتب والقارىء والمستمع والناقل والناشر.. وأى خطأ فى الكتابه فسامحونى فمن نفسى Sad ولا تنسوا " بلغوا عنى ولو آيه " ........ وجزى الله عنّا فضيلة الدكتور خير الجزاء ونسأل الله له تمام الصحه والعافيه ..... وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله تسليما كثيراا
نور الايمان محمد
نور الايمان محمد
 
 

البلد / الدوله : مصر
عدد المساهمات : 13
--------
تاريخ التسجيل : 22/06/2012
العمر : 34
العمل : معيده

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى